فوائض الإجرام الإسرائيلي رغم الهدنة
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
لا أحد يستطيع أن يقدّر عدد آلاف الأطنان من القذائف التي ألقت بها “إسرائيل” على المدن والأحياء السكنية في غزة، لكن المناطق المأهولة التي تحولت أثراً بعد عين تؤكد أن حجم الدمار الذي خلفته تلك القذائف بات أكبر من تأثير قنبلتين ذريتين، وهنا يتساءل المراقبون هل كانت تلك الآلاف المؤلفة من القذائف في المستودعات الإسرائيلية أم إنه الكرم الأمريكي في تغذية الإجرام الإسرائيلي ومدّه بالمزيد من الذخائر عن طريق جسور الجو والبحر، وهل ذلك الدعم غير المحدود سيعوض “إسرائيل” بآلاف الأطنان الأخرى خلال الهدنة التي تم التوصل إليها لاستكمال صفقة تبادل الأسرى بين حماس و”إسرائيل”؟.
من المرجّح أن الذخائر الأمريكية التي ستصل “إسرائيل” خلال فترة الهدنة سوف تزيد بعشرات المرات عن حجم المواد الإغاثية التي يتم إدخالها لإسعاف المنكوبين بالماء والغذاء والدواء من سكان غزة، وهذه الذخائر المتراكمة هي التي تشجع رئيس وزراء “إسرائيل” ووزير حربه للقول، “إن العمليات العسكرية سوف تستأنف فور إنتهاء الهدنة”.
فإسرائيل تشعر بفائض هائل من القوة نتيجة الانخراط الأمريكي الكامل في وضع الخطط العسكرية وفي التمويل المادي والعسكري لدرجة لا تدفع “الحكومة الإسرائيلية” للتصريح بأنها سوف تستأنف حرب الإبادة على قطاع غزة المحاصر فقط، بل تتابع عدوانها على مخيمات الضفة الغربية المحتلة لتقتل وتعتقل، كذلك توجه ضربات صاروخية إلى مطار دمشق الدولي المدني وتخرجه عن الخدمة في تحدٍّ صارخ للقانون الدولي الذي يحرّم استهداف المطارات وكل الأهداف المدنية.
قبل يومين قال أحد الصهاينة في رده على مواقف الدول الأوروبية الرافضة للإجرام الإسرائيلي ولانتهاكه للقانون الدولي ولارتكابه جرائم حرب- قال وبالحرف الواحد “(إسرائيل) لايهمها إذا وقف العالم كله ضدّها طالما أن أمريكا معها”.
هذه هي الحقيقة التي ما زال بعض العرب يتجاهلها، فالعدوان هو عدوانٌ أمريكي بأصابع إسرائيلية ولن تورع أمريكا من المشاركة مباشرةً في أي لحظة، وإلا لما أرسلت حاملتي طائرات والمزيد من القطع البحرية والغواصات النووية إلى مياه المنطقة منذ “طوفان الأقصى”.
إن حرب الإبادة التي شنّتها “إسرائيل” على قطاع غزة وانتهاكها لكل القوانين والأعراف الدولية وعدم إكتراثها بردود الفعل الدولية المستنكرة لفظائعها وتهديدها بإستئناف الإجرام، يؤكد أن شراكة الحقد والاستباحة والإجرام بين أمريكا و”إسرائيل” قد تخطت كل الخطوط الحمراء، وأن وقف هذا الاستهتار بحياة البشر وبالأمن والسلم الدوليين لن يتحقق إلا بمواجهة فاعلة لهذا الثنائي الذي حوّل المنطقة والعالم إلى برميل بارود وشيك الانفجار.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة