في اليوم العالمي للصحة النفسية كيف نجعلها سبيلاً للنجاة… اختصاصي بالطب النفسي لـ«غلوبال»: 65% من السوريين يعانون اضطرابات نفسية

خاص دمشق – بشرى كوسا

تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية في العاشر من تشرين الأول، لابد من تذكيركم ونحن نعيش في عالمٍ مملوء بالأزمات والحروب أن تفكروا بالنجاة كحاجة ملحة، ونقصد بها هنا النجاة بالسلامة النفسية كوسيلة وسيبل للتعايش، على اعتبار أن الصحة النفسية تمثل جزءاً أساسياً من الصحة العامة.

وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية تعتبر الاضطرابات النفسية من المسببات الأساسية للعجز وحدوث عدد كبير من الوفيات في مختلف أنحاء العالم، كما أن نحو ربع سكان العالم سيصابون بمرض نفسي في مرحلة ما من حياتهم، ويحتل الاكتئاب المرتبة الثانية لأكثر الأمراض إعاقة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية.

لذلك من المهم توفير المعلومات الضرورية لمساعدتكم في الحفاظ على الصحة النفسية، كونها منتشرة على نطاق ضيق في المجتمع السوري وتقتصر فقط على بعض الجمعيات، وفقاً لما أكده لـ«غلوبال» الدكتور خالد حميدي اختصاصي بالطب النفسي، مضيفاً أغلب الاستشاريين النفسيين والأطباء يقتصر عملهم على المستشفيات الحكومية أو الحالات القهرية التي لا يكون العلاج فيها ناجعاً.

وذكر حميدي بأن حالات الاضطراب النفسي زادت في الآونة الأخيرة في المجتمع السوري جراء الحرب على سورية وما تبعها من تداعيات شكلت الصحة النفسية واحدة من أخطرها، ووفقاً للإحصاءات نحو 60% من السوريين يعانون من مشكلات صحة نفسية.

وأشار حميدي إلى أنه لابد من الاحترافية في التشخيص أثناء التعامل مع المرضى،  باستخدام أسلوب البساطة مع كل حالة تجنباً لوضع حاجز بين المريض والطبيب، مضيفاً أن من أهم الأعراض التي تظهر على المريض والتي تستدعي المتابعة والمعالجة، القلق وقلة النوم لتصل إلى الأرق والتوتر وحالة من عدم التكيف الاجتماعي، كما تترافق حالات الاضطراب مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

وشدد حميدي على أهمية التكامل بين الصحة النفسية والجسدية، فالعلاقة طردية بينهما، وبما أن مفهوم الصحة النفسية يعني حالة التعافي المعنوية والسلام النفسي الداخلي، وحالة التكيف مع الذات والآخرين، والشعور بالحالة المثالية والسعادة والفرح الدائم، فإن لها تأثير كبير في الصحة الجسدية، إذ إن إهمالها أو ضعفها يزيد احتمال الإصابة بالأمراض، كما أن تحسين الصحة النفسية يساعد في الشفاء من الأمراض العضوية، وتعزيز جودة النوم ورفع مستويات الطاقة وتجنب العادات السلبية. 

وحذر حميدي من تجاهل العلاج النفسي ما يؤدي إلى تطور الحالة نحو الأسوأ ويزيد الضغط على المريض وقد تتحول الحالة البسيطة إلى مرض قهري، لافتاً إلى أولوية العلاج السلوكي على الدوائي الذي ينحصر تأثيره بنسبة لا تتجاوز الـ30% فقط.

وحول تأثير الصحة النفسية على فئة الشباب، أشار حميدي إلى أهميتها كونها مرحلة تتبلور فيها الشخصية، وتتعزز وخاصة لتحديد المستقبل فتكون الصحة النفسية الداعم الأكبر لتحقيق الطموح.

أما أهداف الصحة النفسية فقد بنّدها حميدي في عدة نقاط يجب الاهتمام بها وهي التحكم بالانفعالات، رسم الطموح الشخصي وتمكين تحقيق تعزيز نقاط قوة الشخصية، تحديد الأهداف، مشدداً على ضرورة جعل مفهوم الصحة النفسية حالة دائمة في المجتمع.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة