في تقليد بات سنوياً…”موائد الرحمن” لإفطار الصائمين في اللاذقية
خاص اللاذقية – باسل يوسف
موائد عامرة تفترش ساحة الشيخ ضاهر وسط مدينة اللاذقية، قبيل آذان المغرب، في دعوة مفتوحة لجميع الصائمين والفقراء ليحجزوا أماكنهم على مهل حول “”موائد الرحمن“ التي تعيد إنتاج المبادرة المجتمعية الطيبة نفسها منذ ثماني سنوات.
ما إن تصدح مئذنة جامع الشيخ ضاهر برفع آذان المغرب إيذاناً بموعد الافطار، حتى يهم الصائمون بالأكل والشراب، وتجاذب أطراف الحديث بين بعضهم، في جو من الألفة التي تعكس جو العائلة الكبيرة التي يتجمّع أفرادها حول مائدة واحدة.
يقف محمود جمال، صاحب المبادرة، مرحباً بضيوف ”موائد الرحمن“التي واظب على افتتاحها مع عدد من أصدقائه من أهل الخير منذ ثماني سنوات، ويقول لـ«غلوبال»إن الهدف من إقامة هذه الموائد ليس إطعام الفقراء فحسب، وإنما أيضاً تدعيم أواصر الود والمحبة، في جو يعكس ما يميّز الشهر الفضيل في اللاذقية من تآخٍ وتكاتف بين أبناء المدينة، مؤكداً استمرار المبادرة طيلة شهر رمضان المبارك.
وأضاف جمال: على الرغم من ارتفاع تكاليف المعيشة، إلا أن ذلك لم يمنعنا من إقامة ”موائد الرحمن“، كما في السنين الماضية ونحرص على تنوّع الوجبات، واختيار الأكلات التي تقوم بإعدادها طباخات ماهرات.
وفضل جمال عدم الحديث عن عدد الوجبات المقدمة، أو عدد المحتاجين الذين يستفيدون من هذه الموائد والمقدمة طيلة الشهر الكريم، ناهياً حديثه بالقول: ”الخير كتير الحمدالله وصحة وهنا على قلوب الجميع“.
بدوره، قال أبو محمد لـ«غلوبال»: لمة فرح وألفة تجمع بين الناس المحتاجة هذه اللمات أنستني غربتي عن محافظتي الرقة التي هجّرني منها الإرهابيون، حيث أشعر أنه بات لي أهل وأصدقاء هنا.
بدورها قالت جمانة: المحبة والكرم والخير موجودون في نفوس السوريين، فعلى الرغم من الظروف المعيشية القاسية هناك أشخاص يفكّرون في الفقراء ويقيمون ”موائد الرحمن“، مضيفة: ناهيك أن المواظبة على القدوم إلى هنا يجعل بين الناس ألفة ومحبة، بتنا كعائلة واحدة، ولاسيما أن همومنا واحدة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة