في عيد الميلاد تغيب الأفراح وتحضر الصلوات… مطران كنيسة سلطانة الأرمن الكاثوليك لـ«غلوبال»: نطلب من طفل المغارة أن ينبت الحب والسلام في بيت لحم وغزة وسورية
خاص دمشق – بشرى كوسا
جاءت البشرى بنشيد الفرح “المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة”، بهذه الكلمات المقدسة ولد المسيح عليه السلام في بيت لحم، ليعتبر عيد الميلاد المجيد ثاني الأعياد العظيمة بعد عيد القيامة.
وهناك يكثر الحديث عن معاني الولادة، ودورها في خلق المحبة والسلام بين الأديان، فيسوع المسيح الذي بقي رغم الأذى الذي تعرض له، مصراً على رسالته، ليصبح نموذجاً لآلاف المظلومين الباحثين عن الخلاص وعن ولادة جديدة لحياتهم.
وفي ليلة الميلاد، غاب الفرح عن سورية وبيت لحم، وألقت الحرب الهمجية على غزة بظلالها على الأجواء، فشجرة عيد الميلاد لن تضاء في الكنيسة، والمغارة التي احتضنت مريم العذراء والطفل يسوع معلنة الحياة للبشرية جمعاء، جدرانها المقدسة حزينة كئيبة متألمة على أبنائها الحزانى.
الشماس أنطوني، أحد أعضاء فريق الكشافة في كنيسة سلطانة العالم، أكد أن الاحتفالات تقتصر على إضاءة خافتة للشجرة في الكنائس والأماكن الدينية، وطقس الميلاد المجيد يخلو من الفرح والضجيج، فالحرب على غزة والأوضاع الاقتصادية الصعبة في سورية سرقت فرحة العيد من القلوب.
وقال جوزيف لـ«غلوبال»: إن أجواء الاحتفال في دمشق عموماً، ومنطقة باب توما قد تغيرت خلال الأعوام الأخيرة، فالإقبال على شراء الزينة وأصناف الطعام المرافقة لعيد الميلاد ضعيفة، والناس بالكاد تقوى على تأمين قوت يومها، فكيف لها أن تحتفل وتفرح، ناهيك عما يجري في فلسطين وبالأخص في غزة من قسوة وظلم وطغيان.
الشابة نينار تقول لـ«غلوبال»:احتفالات الميلاد غائبة، نحتفل بالعيد، ولكن لم نعد نطلب من بابا نويل لائحة طلبات، فقط نطلب من يسوع المسيح أن يعطينا القوة والمحبة والسلام.
المطران جورج أسدوريان مطران كنيسة سلطانة العالم للأرمن الكاثوليك أكد في تصريح لـ«غلوبال» أن الميلاد هو السلام والمحبة، ونحن فرحون بقدوم السيد المسيح طفل المغارة إلى بيت لحم وسورية، ليمد يد السلام والتراحم للبشر الذي نحتاجه اليوم.
وأضاف المطران أسدوريان: إننا نتألم من أجل إخوتنا الصامدين في غزة، ونأمل من طفل المغارة أن يعطينا السلام وأن يعود الأمن إلى ربوع بلادنا، يكفينا حرب ودمار فنحن نستحق أن نعيش بطمأنينة كباقي شعوب العالم، وترنيمتنا واحدة في ليلة الميلاد هي: ليلة الميلاد يُمحى البغض، ليلة الميلاد تُزهر الأرض، ليلة الميلاد تُدفن الحرب، ليلة الميلاد ينبت الحب.
وفي ليلة الميلاد المجيد، قال المطران: منتصف ليلة أمس جلسنا أمام المغارة، كما وقف المطران بيير باتيستا بيتسابالا أمام مغارة بيت لحم حيث ولد المسيح، وصلينا معاً، وتضرعنا أن يعم السلام والرحمة والغفران، وأن تخفف الآلام عن المرضى، وتعود الفرحة والبهجة لسورية وشعبها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة