قادة المقاومة يتخذون القرار وفق المصلحة الوطنية

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

لايزال العالم يعيش زلزال طوفان الأقصى الذي وضع “إسرائيل” في مهبّ الريح، وتطلّب أن تسارع الأساطيل الأمريكية لإنقاذ ماتبقى من المعنويات الإسرائيلية التي انهارت بشكل مريع أمام خطر لم يقتصر على الهزيمة العسكرية والأمنية، وإنما وضع الدولة العبرية أمام خطر وجودي يُنذر باقتراب خط النهاية.

ولهذا وجدنا مسؤولو الغرب يتقاطرون إلى”إسرائيل”علّهم يهدئون روع من فقدوا أعصابهم من حكومة نتنياهو المتطرّفة.

لقد وضّح الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله في كلمته اليوم أن قرار القيام بعملية طوفان الأقصى كان قراراً فلسطينياً محضاً، وما ساهم في نجاح العملية عنصر المفاجأة والسرية التامة في التخطيط والتنفيذ الذي بقي بين قادة الفصائل المنفّذة، كما أن العملية كانت رداً على تصرفات حكومة العدو الحمقاء التي تحاصر قطاع غزة منذ ستة عشر عاماً، وتزيد عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، وتحرّض المستوطنين على قتل العرب وتدمير ممتلكاتهم، ناهيك عن الإجراءات التعسفية بحق المعتقلين والمعتقلات، والانتهاكات اليومية للمقدسات الإسلامية والمسيحية من قبل قطعان المستوطنين، وعدم انصياع “إسرائيل” لمتطلبات مبادرات السلام العربية والدولية.

إن “طوفان الأقصى”وعمليات المقاومة في فلسطين وخارج فلسطين ليست لخدمة أجندات خارجية، أو لدعم أوراق التفاوض بين أمريكا وإيران في الملف النووي أو غيرها من ملفات الإقليمية كما تزعم بعض الأبواق التي تريد دائماً إفراغ قيم المقاومة من محتواها خدمةً لأجندات المحور الصهيوأمريكي، وما حدث وفق كل الأدلة والوقائع ردّ فعل طبيعي على فعل الغطرسة الإسرائيلية وعلى سياسات حكومتها الأكثر تطرفاً.

لقد بات الإسرائيليون أنفسهم يقولون: (إن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت) مكررين وصف السيد حسن نصر الله، بعد أن أدركوا حجم الفجيعة الوجودية التي تعرّضوا لها في السابع من تشرين الأول.

ان حرب الإبادة التي تشنّها “إسرائيل”- التي رمت ما يعادل أكثر من قنبلتين نوويتين من الذخائر وآلات القتل الأمريكية على المدنيين العزّل في غزة – لن تحقق إلا الهزيمة الأخلاقية والسياسية للكيان الصهيوني، ولن يستطيع نتنياهو على الرغم من كل الدعم العسكري الأمريكي والغربي بالسلاح وبالمال أن يحقق ما أعلن عنه باستعادة أسراه، أو القضاء على المقاومة الفلسطينية، ولعله لم يستفد من عبر المواجهات مع المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية.

ولكل من يتجاهل ما تقوم به المقاومة عبر محورها وساحاتها المتعددة نصرة لأهل غزة ومقاومتها يكفي أن نذكر ما قاله الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله في خطابه اليوم: “إن إسرائيل تشعر بتهديد حقيقي على الجبهة الشمالية وتنشر ثلث الجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان، والذي كان سيشارك أيضاً في العدوان على غزة”.

فإذاً طوفان الأقصى شكلت نقطة تحول جذرية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، ولن تكون إلا لصالح أصحاب الأرض والحقوق، وهذا ما ستكشفه الأيام فور انقشاع دخان الحرب الظالمة التي تمولها قوى الاستكبار العالمي ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة