قال الراتب بدو يصير 200 ألف، هل يكفي لمعيشتنا حقاً؟
قبل عدة أيام، وبتصفح سريع لصفحتي في فيسبوك، طالعني منشور غريب من أمره، تحت بند “عااااجل”، وللأمانة لست أذكر عدد حرف الـ”ا” في تلك العاجل، والتي غالباً ما تعني أنه “عاجل جداً” بالنسبة لكاتبها، المهم يقول المنشور بما معناه: “بشرى سارة، رواتب السوريين 200 ألف ليرة بداية عام 2022 القادم”.
ورغم يقيني إلى استحالة الفكرة، بالاستناد إلى تصريحات متداولة لوزارة المالية تقول فيها إن دراسة زيادة الراتب قائمة وتنتظر الإيرادات (فقط الايرادات، وإلا الحبر موجود لكتابتها)، إلا أن أكثر ما “أدخلني بالحيط” تعليقات البعض، فالجميع وافقني بفكرة استحالة الطرح، ولكن الغريب في الأمر، أنهم رأوا في المبلغ أمرا كبيرا جدا.
ماذا تفعل الـ200 ألف تلك اليوم؟
لا يقل إيجار منزل صغير جداً في العشوائيات عن 100 ألف ليرة بالحد الأدنى، والأدنى جداً، ثمن كغ اللحمة 24 ألف ليرة، والدجاجة الواحدة 14 ألف ليرة، ثمن كيلو الأرز من أردأ الأنواع 2600 ليرة، والبرغل 2300 ليرة، فهل نتحدث عن “الست بطاطا” وسعرها البالغ 3500 ليرة خارج نشرات وزارة التجارة الداخلية طبعاً.
لماذا نهلل لمبلغ الـ200 ألف ونستصعب الحصول عليه إلى هذه الدرجة؟.
يبدو من الواضح أن السياسة المعيشية القائمة حالياً في “سورية”، تتبع تكتيك “دبر راسك”، وبالمناسبة هو تكتيك ليس خاصاً بالحكومة وحدها، بل يمتد ليشمل حياتنا ككل، كيف ذلك؟.
تمنحكم الحكومة راتبكم الشهري، الذي لا يكفي لأكثر من 3 أيام مهما “اقتصدتم”، وستعيشون باقي أيام الشهر على مبدأ “تدبير الراس”، (بالمناسبة يلي مو عاجبوا، بإمكانوا يلجأ لتكتيك ضرب الراس بالحيط).
بدوركم تأخذون هذا الراتب، تمنحون قسماً منه للبقال الذي أمضيتهم شهركم بالاستدانة منه، وبشكل ضمني تقولون له: “دبر راسك”، والبقال هو الآخر، “يلّم” ديونه، “ليدبر راسو” فيها، (ويمكن تدبيرة الراس عندو أسهل شوي).
في السرفيس “أبو 14 راكب”، كذلك في باص النقل الداخلي “أبو مدري كم راكب”، لا تنفك تسمع عبارة “دبر راسك”، بعد انقطاع الغاز في منزلك وتأخر وصول “رسالة الجرة”، ستقول لزوجتك “دبري راسك”، وحين يلفظ حذاء طفلكما الصغير أنفاسه الأخيرة، دون القدرة على شراء واحد جديد، ستقولان له “دبر راسك”.
ربما تحصل في النهاية على شهادة تخرج كأستاذ في تكتيك “دبر راسك”، ما يؤهلك لتعليم أولادك، الذين بدورهم سيعلمون أولادهم وهكذا، حتى يأتي يوم ما يبصر تكتيك “عيش حياتك” النور، (بالتأكيد مو على دورك أيها الأخ المواطن).
سناك سوري
طريقك الصحيح نحو الحقيقة
يعني مثل دول برا ما بيسالوهن وين بروحوا بباقي الراتب وكيف بياصرفوا فيه…بينما عنا ما بيسالو المواطن بعد ما يعطوا هالراتب المبجل . بسحكومتنا العتيدة ما حدا بيسال هالشعب العنيد منين دبرت حالك وكفيت الشهر ؟؟ ربي يخليلنا ….