قرار إيراني جديد عن التعاون الاقتصادي بين دمشق وطهران
وقع مجلس الوزراء الإيراني على قرار إلغاء التعرفة الجمركية على السلع المحددة في اتفاق التجارة الحرة مع سورية، ويأتي هذا القرار بعد أشهر قليلة من إعفاء وزارة الاقتصاد والتجارة الداخلية البضائع ذات المنشأ والمصدر الإيراني من الرسوم الجمركية.
هذا القرار هو جملة من القرارات الاقتصادية التي اتخذها البلدين، وأبرزها الخط الائتماني الذي تم توقيع المرحلة الجديدة منه في أيار من العام الجاري في أثناء زيارة الرئيس بشار الأسد إلى طهران، إذ يضمن هذا الاتفاق تزويد سورية بمواد الطاقة والمواد الأساسية الأخرى لسد النقص الحاصل في تلك المواد، وأول ما تم الإعلان عن هذا الخط كان عام 2013، إذ اتفق البلدان حينها على فتح خـط ائتماني بين المصرف التجاري السوري وبنك تنمية الصادرات الإيراني بقيمة مليار دولار بفوائد ميسّرة، وفي أيار من العام نفسه كشف حاكم مصرف سورية المركزي السابق أديب ميالة عن تقديم إيران خط ائتماني آخر لسورية بقيمة 3 مليارات دولار لتمويل احتياجات البلاد من النفط ومشتقاته.
وكذلك تمت الاستفادة من هذا الخط في المشاريع الزراعية، إذ كشف وزير الزراعة السوري المهندس أحمد القادري في 2017، عن تخصيص وزارة الزراعة السورية مبلغ 47 مليون دولار في المرحلة الثانية من برنامج التعاون مع إيران “الخط الائتماني الإيراني”.
وفي كانون الأول من عام 2021 أعلن المدير العام لمنظمة تنمية التجارة في إيران علي رضا بيمان باك، عن أن سورية وإيران بصدد تأسيس بنك مشترك في خطوة تهدف إلى تسهيل التجارة بين البلدين، مشيراً إلى عقد أربع اتفاقيات مع سوريا خلال زيارة وزير الصناعة الإيراني إلى دمشق، كما تم في الشهر ذاته افتتاح أول مركز تجاري إيراني في المنطقة الحرة بمدينة دمشق.
ويضاف إلى هذه المشاريع، الوفود الإيرانية التي تصل دمشق باستمرار للبحث في المشاريع الممكن إنشاؤها في سورية، كالبحث في إنشاء شركة مشتركة في مجال التنقيب والاستكشاف والحفر والمواد البتروكيميائية، ووعود إيرانية بمضاعفة الصادرات الإيرانية إلى سوريا، وبحث إمكانية إجراء تبادل تجاري بين البلدين بالمقايضة، إلى جانب إعلام البرلمان الإيراني عن استعداد بلاده لبناء مستعدة لبناء ما يزيد على 500 ألف منزل سنوياً في سورية.
الصادرات الإيرانية إلى سورية كان معظمها صادرات نفطية، إذ وصلت عدد الناقلات النفطية في العام الجاري إلى 10 ناقلات، ويبدو أن هذه الصادرات استفزت الولايات المتحدة الأمريكية إلى حد كبير، ففي كانون الثاني من العام الجاري دعت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى فرض عقوبات على شركات النفط الإيرانية التي تُرسل وقوداً باستمرار إلى سورية، لإجبار الدولة السورية على تقديم تنازلات سياسية والخوض في الحل السياسي، إذ قالت: “يجب على الإدارة الأمريكية تصعيد الضغط الاقتصادي على الدعم الإيراني للدولة السورية، بهدف استعادة قدر من النفوذ على طاولة المفاوضات، بدلاً من إعادة تأهيل الحكومة السورية بالإهمال المتعمد لسياسة العقوبات”، مؤكدة أن إيران زودت الدولة السورية بنفط تبلغ قيمته ملايين الدولارات، على الرغم من أن ذلك يمثّل انتهاكاً صارخاً للعقوبات الأمريكية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة