قلعة صلاح الدين قاومت الزمن و هزّ بنيانها الزلزال… مدير آثار اللاذقية لـ«غلوبال»: ننتظر أعمال الترميم وسرعة المبادرات

خاص اللاذقية – ياسمين شعبان

من الأهمية بمكان أن نعرّف بقلعة صلاح الدين قبل الحديث عن الأضرار التي لحقت بها جراء الزلزال المدمر الذي ضرب محافظة اللاذقية في السادس من شهر شباط الماضي، فالقلعة المسجلة على قائمة التراث العالمي، بنيت في القرن العاشر الميلادي، وتطلّ على ساحل ومدن اللاذقية، وهي من أهم قلاع القرون الوسطى، وتبلغ مساحتها خمسة هكتارات.

ورغم ما لحق بالمنطقة عبر الأحقاب المتعاقبة إلا أن قلعة صلاح الدين حافظت على بنيتها الصخرية، و فنها المعماري اللافت إلى أن جاء الزلزال، حيث تضررت بفعله أجزاء من القلعة، عرضها لنا مدير آثار اللاذقية الدكتور المهندس إبراهيم خير بك لـ«غلوبال» قائلاً: إنهار جداران كاملان في (البرج الجنوبي الغربي)، وأضرار أخرى تراوحت بين تصدع وتشقق في الجدار الشرقي، و البرج الدائري الجنوبي الشرقي(برج زاوية)، وبعض زوايا الكنيسة البيزنطية، إضافة لشق كبير وتصدع كبير جداً في البرج الغربي الشمالي، وتصدع آخر وشقّ كبير في زاوية البرج الشمالي في الجزء المنخفض، إضافة إلى تصدع وسقوط بعض الأحجار في كل من السور الشرقي فوق المسلة الحجرية في الخندق، و السطح الأخير لبرج الملك، وسقوط بعض العتبات على النوافذ في السطح الأخير فوق الشبابيك المطلّة على داخل القلعة، وسقوط بعض الأحجار بالقرب من المنارة البيزنطية في منتصف القلعة.

وفي سياق متصل استعرض خير بك بلمحة سريعة الضرر الواقع على المواقع والأبنية الأثرية، مشيراً إلى التصدعات والتشققات في جدران المتحف الوطني في اللاذقية، بالإضافة للتصدعات الحاصلة في قلعة المهالبة
وكذلك الحال بالنسبة لبعض الجوامع والكنائس الأثرية باللاذقية.

ولدى سؤالنا الدكتور خير بك عن أعمال الترميم إن كانت بدأت أم لا قال: إن المبادرات غائبة إلى الآن، و قد وجهت المديرية العامة للآثار و المتاحف نداءً لمنظمات دولية للمساعدة في عمليات الترميم التي تحتاج دعماً مادياً و فنياً، و زمنا طويلاً نتيجة لحجم الأضرار الواقعة،
وأضاف: وضعنا دراسات ترميمية لقلعة صلاح الدين الأيوبي وقلعة المهالبة والمتحف الوطني وبانتظار تأمين التمويل اللازم.

وأما بالنسبة لعقارات أملاك الآثار، أوضح خير بك بأن هناك عقارات خاصة تم منح أصحابها رخص الترميم والدراسات الفنية وبعضهم باشر العمل والتنفيذ.

وبدورنا نحن نقول: القلعة شكلت عبر مئات السنين معلماً سياحياً وأثرياً لا يمكن تجاهله، ولذا فليس من المقبول أن تبقى أعمال الترميم في دائرة المناشدات لأن القلعة ملك الأجيال، و الطلب نوجهه أيضاً لوزارة السياحة لتكون حاضرة في المشاركة و المبادرة في أعمال ترميم القلعة كونها تشكل كما قلنا معلماً سياحياً هاماً على مستوى العالم.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة