قمة جدة…قمة لم الشمل والتعاون العربي
خاص غلوبال – هني الحمدان
حضور سوري لافت خلال القمة العربية في المملكة العربية السعودية تجلى في الاهتمام الإعلامي والدبلوماسي وخاصة مع وصول السيد الرئيس بشار الأسد إلى جدة أمس.
قمة استثنائية في ظل ظروف إقليمية ودولية متغيرة تحتم على العرب جميعاً النظر إلى مصالحهم وغاياتهم لتحقيق مصلحة شعوبهم بتقاربهم ولم الشمل بينهم، فرصة لرأب أي صدع بين الرؤى، وسورية كما هي محافظة على مرتكزات التعاون العربي المشترك، وناضلت مراراً وتكراراً للنهوض بكل أسس التقارب والإخاء العربي الموحد، وهاهي اليوم تعود وبقوة إلى شغل مركزها وثقلها السياسي بين الدول العربية سعياً للتسامي عن الجراح وفتح قنوات عمل وتعاون جديدة تحقق المنافع السامية لما فيه خير الشعوب والدول العربية.
وهاهم الزعماء العرب يعقدون قمتهم اليوم في ظروف استثنائية تمر بها المنطقة والعالم من أزمات تحتم إيجاد آليات لمواجهتها سياسياً واقتصادياً، جنباً إلى جنب مع القضايا التي تعاني منها دول مثل اليمن وسورية والسودان ومعاناة الإخوة الفلسطينيين.
كما هو مأمول أن يتناول القادة العرب مسائل الاقتصاد وسبل تعزيز التعاون الاقتصادي ودفع عجلة التنمية بين دولهم، خاصة في ظل متغيرات الإنتاج والاستيراد وغلاء السلع وشحنها وغيرها من مسائل بدأت تأثر على منظومة الأمن الغذائي العربي، فمنظومة تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري يجب أن تحظى بالأولوية المستحقة بعد الإفرازات التي أوجدتها الأحداث والحروب والتكتلات الاقتصادية الجديدة.
العرب قوة اقتصادية لديهم من الإمكانات الاقتصادية الكبيرة والمتنوعة، ما تعزز الأمن الغذائي لشعوبهم بحال توحدت الرؤى واجتمعت على مصالح ورغبة أكيدة ليكونوا قوة فاعلة في عالم تتلاطم أمواجه بالأحداث العاصفة وبمجريات صارت وبالاً على حياة الشعوب.
صحيح هناك ملفات سياسية ساخنة في فلسطين والسودان وسورية التي تعاني من الإرهاب والحصار الاقتصادي الجائر كلها يتوقع بأن يكون لها نصيب من النقاش والدراسة بقدر وافر من الوقت والدعم، فسورية اليوم تعيش ظروفاً اقتصادية صعبة، عانت ماعانته من ويلات الإرهاب وتدفع يومياً ثمن مواقفها ضد الإرهاب وكل ما يسيء لمبادئ سياستها ونهجها العربي القويم، من المكانة أن يلتفت القادة العرب للأزمات التي تعاني من تبعاتها والتركات الثقيلة على كاهل اقتصادها، وقفة جادة لتوحيد الرؤى بأن تتوحد الكلمة العربية وإيصالها للمجتمع الدولي مطالبة لرفع كل أشكال الحصار والعقوبات المفروضة يعطي دفعاً قوياً في بلورة مسارات حلول قد تخفف من آثار اقتصادية صارت مؤلمة على الاقتصاد السوري ومعيشة المواطن السوري.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة