قمة جدة تسدل الستار على مرحلة من الاضطرابات والحروب… الباحث اللبناني حميدي لـ«غلوبال»: نأمل أن تستخدم الدول العربية استثماراتها في مناطق التعافي المبكر لتسهيل عودة اللاجئين
خاص دمشق – علاء كوسا
بمشاركة السيد الرئيس بشار الأسد.. اختتمت قبل قليل أعمال الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في مدينة جدة السعودية.
الباحث والكاتب اللبناني حميدي العبد الله أكد بأن أهمية هذه القمة تأتي من كونها أول قمة عربية تعقد بعد ما سمي بالربيع العربي الذي كان السمة الأساسية لحقبة من الاضطرابات والفوضى والحروب الدموية التي أثرت سلباً على المنطقة وكلفتها خسائر فادحة.
وفي تصريح خاص لشبكة «غلوبال» أوضح العبدالله بأن الجامعة العربية الآن أصبح لها أهمية كبيرة في كونها تعود إلى التضامن العربي و تسدل الستار على مرحلة من الاضطرابات و الحروب التي كانت تخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
ومن ناحية أخرى، بين العبد الله بأن أهمية القمة العربية تكمن من خلال الاتفاق على كافة بنود جدول الأعمال بخصوص القضايا التي تعطي أهمية للتضامن العربي بالدرجة الأولى، وأهم هذه القضايا: السودان والقضية الفلسطينية، ولكن الأمر الأهم في هذه القمة تحقق عودة سورية إلى الجامعة العربية وممارسة دورها في إطار النظام العربي الرسمي كما كانت عليه الحال قبل عام 2011، وهو تأكيد لصحة وجهة النظر السورية بأن العمل العربي المشترك لا يمكنه أن يتجاوز سورية كما لا يمكن أن تؤدي الضغوط الغربية والخارجية إلى عزل سورية عن العمل العربي الرسمي، خاصة أن سورية من الدول المؤسسة للجامعة العربية من خلال موقعها الجيو سياسي وعلاقاتها التحالفية على مستوى الإقليم وعلى المستوى الدولي.
وأوضح العبد الله بأن أهمية قمة جدة تأتي أيضاً من خلال التأكيد على الدور الاقتصادي والتجارة البينية بين سورية وبقية الدول العربية التي نتوقع أن تلقى دفعاً جديداً من خلال عودة العلاقات العربية مع سورية، وأيضاً يمكن أن يكون هناك لبعض الشركات التي ليس لها صلات عالمية، ولا تخشى من العقوبات الأمريكية أن تساهم في عمليات إعادة الإعمار وخاصة في ضوء الحديث في الأطر الدولية وأن مناطق التعافي المبكر يمكن أن تستثنى من العقوبات الأمريكية، وبالتالي يمكن أن تستخدم هذه الدول استثماراتها في مناطق التعافي المبكر وهي تشمل كل الأراضي السورية لتسهيل عودة اللاجئين السوريين من الخارج، وهذا مطلب دولي في ضوء كل هذه الحسابات يمكن أن تشهد الأوضاع الاقتصادية دفعاً جديداً.
وتابع العبد الله: كما يمكن للشركات العربية التي لها امتدادات دولية أن تساهم في عملية إعادة إعمار المناطق التي تسمى التعافي المبكر لتسهيل عودة النازحين كون هذه المناطق ستكون غير مشمولة بالعقوبات الأمريكية والغربية.
ورداً على سؤال حول التحديات التي تواجه القمة أكد العبد الله بأن التحديات كثيرة و أهمها هي التغلب على تركة السنوات الماضية التي شهدت الكثير من الحروب والاضطرابات والفوضى التي أنهكت اقتصاديات كل الدول العربية.
وبين العبد الله بأن التحدي الأساسي الأول أن يكون هناك تعزيز للتضامن العربي، والتحدي الثاني أن يتم وضع خطة نهوض اقتصادي قائمة على مبدأ التضامن بين الدول العربية وتسهيل عمليات إعادة الإعمار في سورية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة