خبر عاجل
الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ 22.9.2024 معدلات الانتحار أعلى بـ 8% عن العام الماضي… أخصائية نفسية لـ«غلوبال»: زيادة الحالات نتيجة لضغوط نفسية واجتماعية تحديث المخابز وجودة الرغيف عدسة غلوبال ترصد أحداث مباراة الاتحاد أهلي حلب والجيش انخفاض درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة الذهب مستمر في تحطيم الأرقام القياسية محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: بتنا أقرب إلى سعر 3 آلاف دولار للأونصة بعد تحديد موعد التسجيل… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: توزيع مازوت التدفئة اعتباراً من الشهر المقبل والأولوية للمناطق الباردة أرقام فلكية لأجور قطاف وتخزين التفاح… رئيس اتحاد فلاحي السويداء لـ«غلوبال»: تأخر صدور التسعيرة انعكس سلباً على واقع المحصول كندا حنا في عمل جديد بعنوان “عن الحُبّ والموت” من إخراج سيف الدين سبيعي تدهور سرفيس على طريق دير الزور الميادين… مدير مشفى الأسد لـ«غلوبال»: وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بينهم أطفال ونساء
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

قناة إسطنبول ستزيد الزلازل وتدمر البيئة والسدود التركية خطرة على دول المنطقة

خاص غلوبال ـ علي عبود

يثار جدل في تركيا منذ عامين حول مشروع قناة إسطنبول الذي دشنه الرئيس رجب طيب أردوغان في 22/10/2021، لتكون القناة الثانية المناظرة لمضيق البوسفور، لكنها لن تخضع لاتفاقية (مونترو) الدولية لعام 1936، والتي تنظّم المرور لكل الدول في مضيقي البوسفور والدردنيل، وتضع قيوداً وشروطاً على حركتها الناظمة لمرور السفن.

وبغض النظر فيما إذا كان مشروع قناة إسطنبول سيزيد من فرص أردوغان في الانتخابات لما سيحققه من واردات مالية ضخمة، فإن مايهم دول المنطقة ماكشفه خبراء الجيولوجيا بأن هذه القناة في حال أصر أردوغان على إنجازها ستزيد من مخاطر اندلاع الزلازل، بالإضافة إلى تدميرها للبيئة.

اللافت إن أردوغان ينظر إلى قناة إسطنبول كحلم شخصي أكثر منه حاجة ماسة لتركيا، بدليل إن وظيفتها لاتختلف عن قناة البوسفور، ويبدو أن المستفيد الوحيد منها هي الولايات المتحدة الأمريكية لأنها ستتيح لسفنها الحربية العملاقة الدخول بحرية إلى البحر الأسود خلافا لاتفاقية مونترو.

ومشروع قناة إسطنبول ليس جديداً فقد حاول رؤساء الحكومات السابقين: عدنان مندريس، وسليمان ديميريل، وطورغوت أوزال، ونجم الدين أربكان الشروع بتنفيذه، لكنهم لم ينجحوا في مسعاهم إلى أن تمكّن أردوغان من تدشينه في عام2021، لكنه لم يوضح ماذا قصد أنه مشروع لإنقاذ إسطنبول، لأن معارضيه يؤكدون أنه سيدمرها ويعرضها لزلازل خطير جداً، فكيف سينقذها؟.

وتقع القناة إلى الغرب من مضيق البوسفور وتصل بين البحرين الأسود ومرمرة بطول 45 كيلومتراً، وبعرض 278 متراً، وعمقها 21 متراً، ويتضمن المشروع إقامة ستة جسور وممرين تحت الأرض، وتبلغ مساحة محيط القناة 26 ألف هكتار.

وعلى الرغم من تسليط إعلام أردوغان الأضواء على الجوانب الاقتصادية للقناة، فإن خبراء الجيولوجيا حذّروا من زعزعة مدينة إسطنبول التاريخية، أي التلاعب ببنيتها الجيولوجيةوالجغرافية،فالمشروع سيحوّل إسطنبول من شبه جزيرتين إلى جزيرة وشبه حزيرتين.

واللافت، بل والمهم جداً، أن الخبير البيئي (ناجي غورو) حذّر بأن القناة لن تنقذ إسطنبول، بل ستحدث خراباً بيئياً لايمكن إزالته لاحقاً، وأكد بأن مشروع أردوغان يزيد من مخاطر حدوث زلازل في المنطقة، ولا سيما في الشق المفتوح من القناة على بحر مرمرة.

وإذا صحت توقعات الخبير غورو، فهذا يعني أن قناة إسطنبول لاتشكل خطراً زلزالياً على تركيا فقط، وإنما أيضاً على دول المنطقة، ولاسيما المحافظات السورية الملاصقة للحدود التركية كحلب وإدلب واللاذقية، بل يمكن وصف توقعات الخبير غورو بالمرعبة لأن قناة إسطنبول حسب رأيه ستزيد من حجم الزلازل الذي يمكن أن تصل قوته إلى 9 درجات، وهذه القوة لم تسجل في المنطقة منذ عدة قرون.

ولا يتعلق الأمر بزيادة مخاطر حدوث زلازل مدمرة في المنطقة، بل إن القناة ستلحق الضرر بالبيئة أيضاً لأن السدود التي ستقام، ولاسيما في المخرج الجنوبي من القناة ستحجز المياه الحلوة وتزيد من اختلاط مياه البحر بها مايزيد من ملوحتها، ويزيد تالياً من مساحة الأرض التي ستموت في بحر مرمرة.

أما الحانب البيئي الأخطر فهو أنه بعد شقّ القناة، ستتدفق من البحر الأسود إلى بحر مرمرة 5500 متر مكعب من المياه القذرة في الثانية، إذ يُعد البحر الأسود من أوسخ البحار في العالم، وبفصل مياه نهر الدانوب الذي هو أيضاً من أكثر الأنهار قذارة، ستزداد نسبة القاذورات الناتجة من مخلّفات 48 مليون إنسان، التي ستأتي من الدانوب إلى البحر الأسود ومنها عبر القناة إلى مرمرة.   
 
المهم أنه بعد زلزال 6/2/2023 بدأت تزداد التكهنات حول مصير مدينة إسطنبول نفسها وليس مشروع قناتها فقط، دون أن نتجاهل خطر احتمالية انهيار سدود عملاقة بفعل زلازل جديدة ستغرق سورية والعراق ودولاً خليجية بمياهها، وتلحق بها كوارث طبيعية وبشرية.

ويرى الخبير ماركو بونهوف من مركز أبحاث الجيولوجيا الألماني أن زلزال 6 شباط قد أخّر زلزال إسطنبول لكنه أتى بمثابة إنذار قوي للمدينة، ويمكن أن يحدث في أي لحظة، ومن جهته يرى الباحث الألماني في شؤون الزلازل، غيرنو هارتمان، من (معهد الزلازل الفدرالي) في هانوفر، إلى أن الزلازل التي حصلت لا تُغيِّر شيئاً حول مخاطر الزلزال في إسطنبول. 

السؤال: إذا كانت مخاطر حدوث زلزال في إسطنبول لا تزال عالية، هل سيتخلّى أردوغان عن مشروع قناة إسطنبول، ويتنبه إلى مخاطر انهيار السدود بعد سلسلة الزلازل الأخيرة.

ولكن لماذا إسطنبول مهددة بزلزال كبير؟
تجيب الباحثة الأميركية في الزلازل في جامعة (كورنيل) في نيويورك: إن إسطنبول معرضة لزلزال كبير أكثر من أي زمن مضى، فإلى الجنوب من المدينة يقع الآن فالق جاهز للإنكسار حيث يوجد فراغ زلزالي، وهذا الفالق تعرض لزلزالين كبيرين عامي 1509 و1766، وربما يتكرر كل 200 ـ 250 عاماً، وبقوة 7 درجات، وبما أن زلزال 6 شباط أتى عبر أكثر من انكسار ،يمكن أن يجعل من زلزال إسطنبول المحتمل متعدد الانكسارات أيضاً، ما يتطلب تشييد أبنية ذات جودة عالية ولو كانت مكلفة.

الخلاصة: ليست السدود التركية العملاقة على نهري دجلة والفرات أقل خطراً على دول المنطقة من الزلازل، لأنها أساساً تقع في منطقة نشاط زلزالي، وعلى الرغم من أن السدود مصممة لمقاومة الزلازل فإن قيام تركيا بتفريغ سد أتاتورك وإن كان من قبيل الحيطة هو مؤشر خطر جداً، لأن تواتر الزلازل بأوقات متقاربة يطرح احتمالية انهيار بعضها ما سيؤدي لطوفان حقيقي لن تنجو من آثاره الكارثية دول المنطقة: سورية والعراق والخليج.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *