قناديل البحر تغزو شواطئ طرطوس… مدير المنطقة الساحلية للثروة السمكية لـ«غلوبال»: التغير المناخي والتلوث أهم أسباب ظهورها وزيادة أعدادها
خاص طرطوس – رفاه نيوف
تغزو القناديل البحرية شواطئ محافظة طرطوس خلال شهر تموز من كل عام، حيث تتعرض الشواطئ السورية حالياً للانتشار الكبير لقناديل البحر، وقد شاهد مرتادو المياه البحرية لهذه القناديل أثناء السباحة هذا الموسم، وتعرض البعض منهم لإصابات.
مدير المنطقة الساحلية للثروة السمكية الدكتور علاء الشيخ أحمد أكد في تصريح خاص لـ«غلوبال» أن الهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية تقوم عبر عناصر نقاط المراقبة البحرية التابعة لها المنتشرة على طول الشاطئ السوري بمتابعة هذه الحالات، لافتاً إلى أن القناديل تنتمي إلى شعبة اللاسعات، وهي لافقاريات، تشكل جزءاً من العوالق الهلامية الضخمة، ويتكون الجسم في معظمه من الماء، ولا تملك أجهزة دوران أو تنفس أو إطراح.
وأشار أحمد إلى أن القنديل الذي يظهر في شواطئنا حالياً هو قنديل البحر الرحال، وهو نوع مهاجر من المحيط الهندي عبر البحر الأحمر وجديداً بالنسبة للبحر المتوسط، ويسبب في بعض الأحيان أضراراً جسدية، ويعد أكبر قناديل البحر المتوسط وأكثرها خطورة وتأثيراً على الإنسان، لما تحتويه خلاياه اللاسعة من سموم، وبسبب التأثيرات الجلدية والتنفسية السيئة التي تحدث بعد اللسع، وأصبح يعد ضمن أسوأ الأنواع الغازية في البحر المتوسط.
مضيفاً: يتميز هذا النوع بلون أبيض مائل للأزرق الثلجي، وله مظلة هلامية نصف كروية تقريباً، وتوجد له 8 أذرع فموية قوية وناعمة تلتحم في المنتصف، وتحمل في نهايتها خيوطاً طويلة ورفيعة، وظهر هذا النوع لأول مرة في البحر المتوسط مقابل الساحل الفلسطيني عام 1977، ومن ثم الساحل اللبناني عام 1988، وفي المياه البحرية السورية عام 1995 لينتشر بعدها في كامل الحوض الشرقي للمتوسط.
وبين الشيخ أحمد أننا أصبحنا نشاهد أفراد هذا النوع بشكل طبيعي بدرجة واضحة أواخر الشتاء وبداية الربيع منذ العام 2011 ليختفي اختفاء كلياً حتى بداية شهري تموز وأب من كل عام، حيث يعود للظهور والانتشار انتشاراً واسعاً على شكل تجمعات كبيرة جداً على طول الساحل السوري، ثم يختفي ظهوره كلياً مع نهاية الصيف.
وأشار الشيخ أحمد إلى أن التغير المناخي والتلوث وغياب الأحياء المفترسة للقناديل وأهمها السلاحف البحرية من أهم الأسباب التي أدت لزيادة أعدادها، حيث تتغذى السلاحف البحرية على قناديل البحر، وكون السلاحف تتعرض في البحر الأبيض المتوسط حالياً إلى خطر الانقراض، ما أدى إلى انخفاض أعدادها بشكل كبير وبالتالي أدى غيابها إلى حدوث عدم توازن لصالح القناديل وزيادة أعدادها.
وبين الشيخ أحمد أن اللسعات تسبب حروقاً جلدية وإحمراراً وألماً شديداً مع حكة في موضع اللسع، كما تتضمن الأعراض في الحالات الشديدة، ارتفاع حرارة وألم عضلي وقد تحتاج إلى دخول المشفى.
وعن الإجراءات الضرورية عند التعرض للإصابة بقنديل البحر، أكد الشيخ أحمد ضرورة وضع الجزء المصاب بماء البحر، وليس بالماء العذب الذي يزيد انطلاق الخيوط اللاسعة، ويفضل أن تزال أجزاء القناديل الملتصقة بالملقط أو بالحافة غير الحادة للسكين، وعدم لفها بالقماش، لأن ذلك قد يؤدي إلى إفراز المزيد من محتويات الخلايا اللاسعة، فيزداد التأثير السمي.
وتابع الشيخ أحمد: كما ينبغي معاملة الجزء المصاب بمحلول مخفف من حمض الخل 5 أو الخل المنزلي، لمنع انطلاق مزيد من الخيوط اللاسعة ومحتوياتها، وتجنب استعمال الكحول لأنها تزيد من التأثير اللاسع، واستعمال الماء البارد أو الثلج، لتخفيف ألم الحروق، ودهن الجزء المصاب بالمراهم المسكنة لألم الحروق، أو مراهم مضادات تحسس موضعية، وكذلك يجب عند حدوث آلام قلبية وخفقان سريع للقلب وضيق تنفس نقل المصاب فوراً إلى المستشفى لإجراء الإسعافات وإعطاء العلاج اللازم.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة