خبر عاجل
استمرار لخطوات التمصرف والتحول الإلكتروني… مدير الدفع الإلكتروني في التجاري السوري لـ«غلوبال»: إضافة 21 كازية جديدة إلى منظومة الدفع الإلكتروني غلاء مستلزمات الإنتاج يرفع أسعار العسل… مدير زراعة السويداء لـ«غلوبال»: الإنتاج المتوقع أقل من السنوات الماضية إجراءات لتأمين عودة الأهالي وترميم الأسواق التراثية… مدير كهرباء حمص لـ«غلوبال»: توزيع المحولات الواردة فوراً وتركيب 2‐3 منها أسبوعياً الانتخابات ستكون إلكترونية… عضو غرفة تجارة دمشق لـ«غلوبال»: الأولوية تشكيل الأعضاء المناسبين وتجاوز الأخطاء السابقة حسام جنيد يعلّق على خبر حصوله على هدية من “رجل أعمال” عمل كوميدي يجمع سامية الجزائري ونور علي وأيمن عبد السلام في رمضان 2025 ما التصنيف الجديد لمنتخبنا الوطني الأول؟ ما دور هوكشتاين بتفجير أجهزة البيجر في لبنان؟ “العهد” يحاكي البيئة الشامية برؤية مختلفة يعرض في رمضان 2025 اللاعب إبراهيم هيسار ينضم لنادي زاخو العراقي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

كابوس هجرة الشباب ينذر بتحويل سورية إلى بلد عجوز… ونداءات لإنقاذ ميزتها “الفتية” بلا استجابة؟!

خاص شبكة غلوبال الإعلامية – رحاب الإبراهيم

بـ”عمر الورود” وحتى “من بلغ من العمر عتياً” ولن نقول أطفال صغار حتى  لا ينطوي ذلك على مبالغة في غير محلها وأن سجلت حالات لسفر أطفال بطريقة أو بأخرى، لكن فعلياً يكاد لا يمر يوم إلا ونسمع خبراً أو حكاية موجعة عن هجرة شبان وشابات بحثا ًعن مستقبل واضح قد لا يدركوه حالياً في بلادٍطحنتها الحرب ولعبة تجار الحروب والفاسدين.

ويزيد في القلب غصة دفع الأهالي لأولادهم بحثاً عن هذا المستقبل، وهو ما نراه بكثرة هذه الأيام على وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف ألوانها، عند توديع الآباء والأمهات أبنائهم بكلمات تحمل الكثير من الوجع لاضطراهم إلى الافتراق عن أبنائهم، وخاصة أن غيابهم قد يطول كثيراً وربما لا يحمل طريق العودة عند استقطاب الدول المغادرين لهم واستثمار جيناتهم السورية المعروفة بحيويتها وإبداعها، لكنها للأسف لا تجد طريقاً آمناً وفرص كفؤة في بلادهم في ظل سيران مفعول الواسطة السحري والقفز من فوق سطوح القوانين.

“دفش” الأهالي أولادهم إلى الهجرة واقناعهم بهذه الفكرة التي كانت تلقى رفضاً قاطعاً قبل سنوات الحرب إلا للشديد القوي أو عرض عمل “تخر” له “المفاصل”، يحمل مؤشرات سلبية كثيرة، تؤكد فقدان الأمل بإمكانية حصول تحسن اقتصادي ومعيشي في المنظور القريب على نحو يمكن فلذات أكبادهم، الذين يعدونهم الرصيد والاستثمار المجدي الوحيد في هذه الحياة، من تأسيس مستقبل يؤمن لهم حياة كريمة بعيداً عن سياسة الخيار والفقوس المتبع حسب السطوة المادية ونفوذ الكراسي، بينما لا ينال أصحاب الكفاءات والخبرات فرصهم العادلة التي يستحقونها، ويزيد الطين بلة انعدام هذه الفرص فعلياً في ظل واقع اقتصادي كارثي ترتفع فيه معدلات البطالة وتنعدم فرص العمل للشباب وأن وجدت برواتب قليلة لا تسد الرمق وتغطي  تكاليف المعيشة المتزايدة، التي باتت تستلزم مال من فئة المليون في حين الرواتب لا تتعدى سقف الآلاف، ويضاف إلى ذلك “صفر” خدمات تزيد من وقود الهجرة وتطفيش الشباب وأصحاب الكفاءات والخبرات، التي تحتاجها البلد لإعادة إعمارها وبناء ما خربته الحرب والفاسدين.

هجرة الكفاءات والخبرات الواضحة في جميع القطاعات وتحديداً الشباب تشكل خسارة اقتصادية كبيرة، وخاصة بعد طي الحرب أوزارها الثقيلة، فالبلاد لن يعمرها سوى شبابها، الأمر سيشكل صدمة غير محسوبة وقتها عند إدراك حجم الكارثة متأخرين، والمشكلة أن جميع الخبراء والاعلاميين يدقون ناقوس الخطر لاتخاذ إجراءات مستعجلة لمنع الشباب من الهجرة، لكن سياسة “الطناش” تحضر دوماً عند أصحاب الكراسي، الذين يستمرون في تجاهل هذه الحقيقة لأسباب غير معروفة مع إدراكهم تأثيرها السلبي، ويزيدون الطين بلة استمرارهم في  نهج اتخاذ القرارات الخاطئة التي تسهم في زيادة طوابير الراغبين في الهجرة والحصول على جواز سفر يمكنهم من تشميع الخيط والسفر خارج البلاد بأي طريقة بحثاً عن حياة ومستقبل آمنان.

كابوس الهجرة وواقعه المتنامي ينذر بتفريع البلاد من شبابها وكفاءاتها، ما يجعل سورية المعروفة بأنها بلد فتي، دولة عجوز إذا لم يتم تدارك خطورة الهجرة المتزايدة بعيداً عن لغة الشعارات والخطابات المناقضة للواقع والتي لن تطعم الناس خبزاً وتحسن معيشتهم المتأزمة، و بالتالي من المفروض اتخاذ خطوات جريئة ومستعجلة لوقف سيل هجرة الكفاءات والخبرات وخاصة الشابة، عبر تأمين فرص عمل برواتب مقبولة تغطي احتياجات المعيشة المرهقة حسب اختصاصاتهم ومؤهلاتهم وليس تعينهم في وظائف بعيدة عن نطاق عملهم وكفاءاتهم على نحو يفرمل قدراتهم عند وجودهم في بيئة عمل غير مناسبة تسيطر عليها شبكة الفاسدين ورؤوسهم بلا حسيب ولا رقيب، إضافة إلى اتخاذ خطوات تساعد الشباب على تأسيس مشاريعهم الخاصة عبر تسهيلات معنية كمنح قروض بشروط ميسرة وليس وضع العصي بالعجلات كما يحصل دوماً، ويبقى الأهم العمل على تحسين مستوى المعيشة ككل وضبط غول الغلاء الذي طل جميع القطاعات مع تحسين مستوى الخدمات كالكهرباء والنقل وغيرهم على نحو يمكنهم من تأسيس حياة اجتماعية مستقرة بعيداً عن الركض المتواصل لتأمين لقمة العيش وكفاف اليوم فقط، فمن حق الشباب وكل المواطنين عموماً عيش حياة كريمة بلا شنططة وتعتيروإبعادهم عن سطوة تجار الحروب والمهربين والفاسدين الذين يسرقون خيرات البلاد ومقدراتهم بينما يعاني بقية الشعب من الفاقة.

وعند اتخاذ هذه القرارات بجدية وغيرها من خطوات داعمة للشباب، لا شك بأن أعداد الراغبين في الهجرة سيتناقص تدريجيا ًبلا حاجة إلى دعوات أو مؤتمرات للعودة أو البقاء، فلا أحد يرغب أن يترك بلده ويعيش تجربة الغربة إذا كانت حكومته تشعره بمواطنته وتؤمن له عيشة مقبولة وليس عيشة العصر الحجري، وعموماً البلد لن يعمر إلا بزنود شبابه وعقول كفاءاته وخبراتهم وإن كره الفاسدين ممن يقفون بشكل أو بآخر وراء زيادة معدلات الهجرة، وآن الآوان لوقف طوفان الهجرة قبل أن تقع الفأس بالرأس كما يقال ويصعب تدارك العواقب مهما بلغ حجم الاهتمام والترميم والقرارات المشجعة.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *