كي لاتتحول ألعاب الأطفال إلى مصيدة
خاص غلوبال – زهير المحمد
يبدو أن الخطورة على الأطفال والكبار من الألعاب لا تقتصر على أيام الأعياد، وإنما هي حالة دائمة خاصة وأن معظم المحافظات والتجمعات السكانية الكبيرة باتت تقيم مدناً للألعاب، بغض النظر عن كون تسمية المدينة تنطبق عليها سواء من حيث المساحة أم عدد وتنوع الألعاب أم الحالة الفنية لها والطريقة التي تشغلها يدوية أو آلية أو لاتنطبق.
والمؤسف أن تلك المجمعات المؤقتة أو الدائمة للألعاب لا تخضع للإشراف الفني المناسب، ولاتوجد جهة تتأكد من كفاءتها التصنيعية أو تحدد عدد المستخدمين في الدفعة الواحدة أو الوزن المسموح به أو سرعة الدوران أو المؤهلات التي يجب أن يتمتع بها الشخص المشرف على المدينة والأشخاص المشرفين على كل لعبة على حدة.
إذ بقيت هذه الألعاب تستثمر بطرق بدائية، وفي الغالب لايتم التأكد من تراجع الحالة الفنية للألعاب عامة وللأراجيح على وجه الخصوص، التي تتراجع حالتها الفنية بسبب سوء التخزين والعوامل الجوية وتتآكل سلاسلها أو حواملها المعدنية بسبب الصدأ، لتصبح كالقنبلة الموقوته وتتسبب بحوادث مؤسفة قد تفضي إلى الموت أو إلى التسبب بكسور ورضوض وربما عاهات مستدامة، ونعلق الحادث على مشجب القضاء والقدر مع أن الإيمان بالقضاء والقدر لايمنعنا من العمل بمقولة “اعقل وتوكل”.
لقد شهدت فترة عيد الأضحى المبارك حوادث مؤسفة ومتزايدة وأدت إلى تزاحم على أقسام الإسعاف في مختلف المحافظات وخاصة الحوادث المتعلقة بالسقوط عن الأراجيح، وسجلت دمشق أكثر من تسعين إصابة، وكانت الحادثة المؤسفة التي شهدتها إحدى مناطق درعا قبل يومين، وأدت إلى وفاة سيدة وجرح العديد من الأطفال والكبار من الحوادث القاسية التي يجب أن تدفع كل الجهات المعنية في البلديات وكل أصحاب الألعاب والمشرفين عليها إلى وضع شروط وضوابط تعزز من عوامل الأمان في ألعاب الأطفال، مع ضرورة خضوع تلك الألعاب لفحص الحالة الفنية وإجراء الصيانة الدورية لها، وبعد ذلك نسلم بالقضاء والقدر ولا نجعل الإيمان به ملاذاً للهروب من تبعات الإهمال.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة