متحف حلب الوطني يحتضن معرضا عربيا لأول مرة… المحافظ لـ”غلوبال”: سلطنة عمان ساندت سورية ودعمتها في جميع المجالات
حلب – رحاب الإبراهيم
تفاجئك رائحة البخور المنعشة عند التجوال في معرض القطع الأثرية والتراثية العمانية، الذي افتتح صباح اليوم في متحف حلب الوطني، وطبعاً هذا “الطقس” ليس القصد منه “التبرك”، وإنما يدلل على الحضارة العمانية، كون البخور واللبان يعد جزء أساسي منها، حيث كان يصدران عبر مسالك عديدة منها طريق الحرير، التي تعد حلب أحد محطاتها الأساسية.
معرض القطع الأثرية والتراثية العمانية، يعد أول معرض عربي يعرض المقتنيات واللقى الأثرية في متحف حلب الوطني، المرمم منذ قرابة 4 سنوات، في تأكيد على العلاقات القوية التي تربط الشعبين السوري والعماني.
وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة المشوح ومحافظ حلب حسين دياب افتتحا معرض القطع الأثرية والتراثية العمانية بحضور السكرتير الثاني للسفير العماني بسورية وعدد من المسؤولين في المحافظة وخاصة في المجال الثقافة والسياحة والآثار.
حيث شددت الوزيرة المشوح على العلاقات الأخوية المتجذرة بين البلدين، والتعاون المثمر في مجال التبادل الثقافي، مشيرة إلى أن معرض القطع الأثرية والتراثية العمانية سيستمر في عرض مقتنياته القيمة على مدار ستة أشهر على نحو يمكن أهالي حلب من الاطلاع عليه والتعرف على الحضارة العمانية.
بدوره، محافظ حلب لفت لـ”غلوبال”، إلى أهمية إقامة معرض القطع الأثرية والتراثية العمانية في المتحف الوطني في حلب، حيث يعد ذلك أحد أشكال العلاقات المتميزة مع الأشقاء في سلطنة عمان، التي طالما ساندت سورية ودعمتها في جميع المجالات ومنها الجانب الثقافي، مشدداً على أهمية التبادل الثقافي ودوره في التعرف على حضارات البلدين الشقيقين.
التعاون بين سورية وسلطنة عمان برز أيضا في منحة قدمها الجانب العماني لترميم بيت أجقباش الأثري، الذي كان متحفاً للتقاليد الشعبية ومعلم أثري هام، حيث وصلت مراحل ترميمه إلى المرحلة الثانية بموجب الدعم العماني، وهو ما قاله لـ”غلوبال” مدير الآثار والمتاحف في حلب الدكتور صخر علبي، الذي أكد استمرار عمليات الترميم، المتركزة حالياً على جدران ساحة هذا البيت الأثري، علماً أن المرحلة الثانية ستتركز على الأسقف وداخل غرف البيت، مشيراً إلى قطع شوط كبير في ترميمه وخاصة عند النظر إلى حجم التدمير، الذي كان مهولاً في بعض أنحاء البيت وجزيئاً في أماكن أخرى منه.
وهو ما ذهبت إليه المهندسة هالة صباغ رئيسة شعبة الهندسة في مديرة الآثار والمتاحف بحلب، بتأكيدها لـ”غلوبال”، على استمرار أعمال الترميم، حيث بدأت في إزالة الركام ومعالجة الجدران وترمميها، مشيرة إلى أن المرحلة الأولى والثانية من المشروع قد انتهت، وسيبدأ بعد فترة مرحلة جديدة تتمثل في معالجة الأسقف التالفة، واستكمال كافة عمليات الترميم وصولاً إلى اعادة استخدامه كمتحف.
وبينت أن الفترة الزمنية لانتهاء قد تقارب العامين كون كل مرحلة تستلزم 6 أشهر تقريباً، لافتة إلى أن المنحة العمانية تكلفت بترميم المرحلة الأولى والثانية، ومن المحتمل مواصلة الدعم عبر تقديم التمويل اللازم لاستكمال عمليات الترميم بشكل كامل.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة
