خبر عاجل
إجراءات لدعم الأشقاء اللبنانيين في بلدهم و بالمراكز مع مسح للاستضافات… أمين سر لجنة الإغاثة بحمص لـ«غلوبال»: لن ننصب خيماً وجهزنا خططاً لمواكبة أي طارئ الحافة الأمامية! تسيير نحو 100 باص نقل داخلي على خطوط دمشق وريفها… مدير عام الشركة لـ«غلوبال»: الازدحام في مدينة دمشق بسبب نقص الباصات على خطوط الريف درجات الحرارة أعلى من معدلاتها… الحالة الجوية المتوقعة توريدات المازوت و”الزيرو” سببا تأخر مشروع تأهيل المتحلق الجنوبي… مدير الإشراف بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: بقي 14 مفصلاً لنعلن وضعه بالخدمة “كما يليق بك” فيلم سوري يحصد جائزة لجنة التحكيم في مهرجان ليبيا السينمائي كرم الشعراني يحتفل بتخرج زوجته قصي خولي و ديما قندلفت معاً في مسلسل تركي معرّب دمارٌ ومكرٌ لا يستثني حتى “حمّام جونسون”! بسام كوسا: “اسرائيل هذا الكيان المَلْمُوم لَمّ بهذا المكان لتشتيت هذه المنطقة”
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

لانصدّق توقعاتكم ولا تنبؤاتكم!

خاص غلوبال – علي عبود

حال ملايين السوريين هذه الأيام مع الكثير من الجهات الحكومية يشبه تماماً حالهم مع المنجمين الذين يضلّلون الناس بأحداث إما ورديّة أوكارثية!.

نعم، لقد “استمرأت” جهات حكومية عديدة على تماس مع حياة السوريين اليوميةـ ممارسة فعل التنجيم، فهي لاتتوقف عن إطلاق التوقعات والتنبؤات، على أمل أن يتحقق بعضها ولو بالمصادفة البحتة.

وبما أن حياة ملايين السوريين المعيشية تسير بسرعة من السيىء إلى الأسوأ، فإنهم يجهرون عالياً بوجه الجهات المسؤولة عن أوضاعهم المتردية: لم نعد نُصدّق توقعاتكم ولا تنبؤاتكم.

منذ بداية العام الحالي، ونحن نتابع من أسبوع إلى أسبوع، توقعات فعاليات تجارية وحكومية بأن أسعار الفروج ستنحفض، بل تنبّأت بعض هذه الفعاليات أن الفروج سينخفض حتماً بعد عودة مئات المربين إلى العمل بعد توقف استمر عدة أشهر، لكن ماحصل خلال الأيام القليلة الماضية، أكد مجدداً بأنها توقعات وتنبؤات مخيّبة لآمال ملايين السوريين.

وفي الوقت الذي تمنينا فيه أن تَصْدُقَ توقعات وتنبؤات الجهات المسؤولة في وزارة التجارة وفي قطاع الدواجن وحماية المستهلك، فتنخفض أسعار مواد أساسية كالفروج والبيض، فإن سعر كيلو الفروج الحي قفز إلى أكثر من 45 ألف ليرة، والبيضة الواحدة إلى 2500 ليرة، أي أن أسرة من أربعة أفراد تحتاج إلى 300 ألف ليرة شهرياً مخصصة للبيض، وبمعدل بيضة واحدة يومياً فقط لكل فرد.

وبما أن تنبؤات وزارة الزراعة بانخفاض كبير في أسعار الفروج والبيض استندت إلى إجراءات وقرارات لدعم قطاع الدواجن، فهذا يعني إما أن الدعم كان محدوداً جداً، أو أن موردي المادة إلى الأسواق لن يتخلوا عن أرباح إضافية، فرفعوا الأسعار كعادتهم على مرأى من الجهات الرقابية في وزارة التجارة.

أما التنبؤات والتوقعات التي تكون نتائجها محبطة جداً لملايين السوريين فهي التي يُطلقها المسؤولون في وزارتي النفط والكهرباء، ومن الملفت أن هذه التوقعات لم تتوقف على مدى السنوات الثلاث الماضية، والنتيجة المخيبة دائماً للآمال: لاكهرباء ولا محروقات كافية.

آخر توقعات وزارة الكهرباء مثلاً خلال الأسابيع الماضية، أن أزمة التقنين الخانقة التي أرخت بثقلها ”المعتّم“ لأكثر من 20 ساعة في اليوم هي ”عتمة“ مؤقتة لن تستمر أكثر من 15 يوماً، ستعود بعدها حصة الغاز المقتطعة من وزارة الكهرباء لشركة الأسمدة إلى محطات التوليد، لكن سرعان مابررّت جهات مسؤولة في الوزارة أن عودة حصة الغاز لن يُخفّض ساعات التقنين بسبب الأجواء الباردة.

ولعل التوقعات الأكثر خيبة لآمال السوريين، فهي تأكيد جهات في وزارة التجارة الداخلية بأن “الأكلات” الشعبية (فلافل وحمص ومسبحة وفتة..إلخ) لن ترتفع أسعارها إلى مستويات تفوق دخل الأسرة السورية، وهاهي الأسواق تُكذّب هذه التوقعات، فقرص الفلافل الواحد قفز خلال أسابيع من 250 إلى 500 ليرة والسندويشة العادية غير المدعومة من 5 إلى 8 آلاف ليرة، أي أن الأسرة المكونة من أربعة أفراد تحتاج إلى 1.2 مليون ليرة شهرياً إذا اكتفى كل فرد منها يومياً بسندويشة فلافل غير مدعومة.

ولا يختلف الأمر بالنسبة إلى جهات الإدارة المحلية المسؤولة عن تأمين النقل المريح للسوريين، فقد توقعت هذه الجهات أن أجهزة التتبع لسير الميكروباصات وسيارات الأجرة ستضبط آلية عملها وتمنع أصحابها من سرقة المحروقات، وبالتالي ستحدث إنفراجات ملموسة في أزمة النقل، لكن سرعان ماتبين لملايين السوريين أنها توقعات وتنبؤات مخيبة جداً لهم، فأزمة النقل لم تتفاقم أكثر فأكثر فقط، بل ازدادات أجورها أيضاً بفعل عجز الجهات الرقابية عن ضبطها، ويضطر الموظف إلى تخصيص مالايقل عن 40 % من دخله للميكروباصات والتاكسيات.

ولعل الخيبة الكبرى هي التي تلقاها المزارعون فقد توقعت، بل وتنبّأت وزارة الزراعة بموسم غير مسبوق وخاصة بالنسبة لمحصول القمح في عام 2024، مستندة في توقعاتها إلى وعود بأن تقوم الجهات الحكومية الأخرى بتأمين مستلزمات الموسم من أسمدة ومحروقات ومياه وأدوية بأسعار مدعومة، لكن المؤشرات القادمة من المحافظات تؤكد أن الموسم القادم لن يختلف عن المواسم السابقة بفعل الارتفاع الجديد للأسمدة والأعلاف وشح المحروقات..إلخ!.

الخلاصة: بعد أن ساءت أحوال ملايين السوريين إلى مستوى لم يعد دخلهم يكفي لشراء الفلافل فإن لسان حالهم يقول لجميع الجهات الحكومية، والفعاليات التجارية والصناعية: لم نعد نُصدّق توقعاتكم ولا تنبؤاتكم!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *