خبر عاجل
طوابير من عشاق الوسوف بانتظار هذه اللحظة.. المايسترو ايلي العليا يبرر تصرف سلطان الطرب جورج وسوف أردوغان… عودة للغزل والأفعال غائبة سيناريو تسعير العنب يتكرر بلا حلول… فلاحو حمص لـ«غلوبال»: التأخر في التسعيرة وعدم إنصافها سينهي زراعة الكرمة انطلاق تصوير مسلسل “حبق” في مدينة الياسمين سوزان نجم الدين في رسالة دعم إلى لبنان: “نحنا معكن وقلبنا معكن” انضمام نجوم جدد إلى مسلسل “السبع ابن الجبل” السوري عمر خربين يسجّل ثلاثية في الدوري الإماراتي تأهيل 7 مدارس وقريباً تأهيل 9 أخرى… مدير تربية حماة لـ«غلوبال»: تأمين شواغر الاختصاصيين بإعادة الإداريين للصفوف وبالوكلاء البلديات قلقة من الهزّات!
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

لايتوقع أحد أن أتخلى عن انتهازيتي..!

خاص غلوبال ـ علي عبود

أنا المدعو بسام جعارة انتهازي بالفطرة، هكذا جُبلت، وهكذا سأبقى حتى الرمق الأخير من سيرتي ”النتنة“،لقد انتابتني هستيريا من الفرح بعد الزلزال الأخير الذي أودى بحياة آلاف السوريين، وكنت لا أملّ من التشفّي بمشاهدة الناس المرعوبين في الشوارع تحت المطر والبرد الشديد.

وكنت أرددّ بصوت عالٍ: هل من مزيد؟
ولم تمض سوى أيام قليلة حتى أتى المزيد من طيران صديقنا الإسرائيلي، فأسعدنا جداً بقصفه للأحياء المدنية في دمشق، وقتله للناس وهم في أسرّتهم، ولم نجد مايشفي غليلنا، ويُنفّس عن حقدنا الدفين، والشرير سوى نشر صورة للصواريخ الإسرائيلية في سماء العاصمة السورية مع تعليق يجسد شماتتنا بالسوريين المنكوبين ”الشام منوووووورة“!.

من لايعرفني جيداً سيفاجأ بإطلالاتي شبه اليومية على فضائيات وإعلام عرب «إسرائيل وأمريكا»وللتاريخ فإنني أفتخر بأنني مؤسس الفساد والإفساد في الإعلام السوري،بدأت بتأسيس مملكة الفساد الإعلامية من خلال برنامجي التلفزيوني ”سورية الحديثة“، وكان الجميع يتنافس لإشراكه في الظهور الإعلاني في هذا البرنامج بعد أن يدفع ”المعلوم“،لا أظن أن أحداً سبقني إلى هذا الكار من قبل، ولن يجاريني أحد فيه حتى الآن، مهما تفنّن الآخرون بتوصيفي فلن يفوتني حقي
والحق يقال إن قلة تعرف أنني انتهازي بامتياز..

ومع ذلك فقد تلقت هذه القلة صدمة من العيار الثقيل وهي تتابع هجومي الشرس على النظام السوري، أما أنا فأكاد انفجر ضاحكاً على صغر عقولهم وتمكني من خداعهم على مدى أكثر من ثلاثة عقود.

لعلّ هؤلاء يقولون عني: كيف يمكن لمن كان من ”أزلام“ السلطة أن ”يجعر“ الآن في وجه السلطة؟،هم مخطئون تماماً: أنا لم أكن زلمة لأحد، وإنما كنت أمارس انتهازيتي في علاقاتي مع”السلطويين“وأستغلها في ”تمرير“ مصالحي الخاصة.

اليوم أصيح في وجه من خدعهتم:حسناً ما أنا بمعارض ولا بخائن فقد كنت وما أزال وسأبقى حتى ألفظ أنفاسي الأخيرة انتهازي ولا شيء آخر سوى انتهازي، بل لا ولن أرضى أن ينافسني أحد في سورية على المرتبة الأولى في الإنتهازية،وسأبقى ”أجعر“ في وجه كل من يعرفني عن قرب أو بعد أو ”بين بين“: فلايتوقع أحد أن أتخلى عن انتهازيتي..

قد يرى البعض أنني معارض، وقد ينعتني البعض الآخر بالخائن، المشكلة عند من لايعرفني على حقيقتي البشعة، وليست عندي،باختصار: أنا لا أكذب ولا أتجمّل،
سيرة حياتي دليل إثبات قاطع لايرقى إليه شك بأنني لم أمارس خلالها سوى الانتهازية ولا شيء آخر سوى الانتهازية.

البعض هاجمني في مجلس الشعب ونعتني بـ”بوق السلطة“،وسألني: من أين لك فيلا ثمنها يتجاوز 30 مليون ليرة سورية (600 ألف دولار آنذاك).. أيها الفاسد، سخرت من اتهامه لي بالفساد وتمتمت: هذه ليست تهمة أيها الساذج ألا تعرف أنني من مؤسسي الفساد في الإعلام السوري،وبرأيي فكل ”الصعاليك“ الذين اتهموني بالفساد والإفساد قدموا لي خدمات جليلة أكثر مما يتصورون، فقد زادت اتهاماتهم لي بالفساد بحظوتي عند كبار ”المسؤولين“.

نعم لقد أصبحت أكثر قرباً من السلطة وصرت ”أجعر“بانتهازيته أكثر فأكثر،
وإذا صدّق أحد أنني تمكنت من إدارة المكتب الخاص لمسؤول كبير بسبب مهنيتي فهو واهم جداً وإلا لشغل هذا المنصب آخرون أفضل مني،لكن ”السلطويين“ يعشقون الانتهازيين، فمن خلالهم يحققون الكثير من مصالحهم المستورة،فكيف بأمير الانتهازيين إذا وضع مواهبه في خدمة كبار المسؤولين،
الكل كان يخطب ودي ويسعى لخدماتي ولايرتاح إلا بوجودي.

توقع كثيرون أن أنتهي بنهاية رئيسي المسؤول،لكن آمالهم خابت عندما فوجئوا بتعيني ”مدير مكتب“ سانا في دولة عربية بالكاد يلهج باسمها السوريون، وربما كان هذا باختياري كي أبتعد عن الأضواء قليلاً بعد فضائحي التي فاحت روائحها الكريهة.

لكن، أكثر ما أثار غضبي عند عودتي لسورية تنكّر السلطويين الجدد لي وجهرهم أنهم لم يعودوا بحاجة لانتهازيتي، ربما لأنهم استعانوا بانتهازيين جدد أثناء غيابي عن البلاد.

حسناً لاتريدونني، الخارج بانتظاري، ومايفرحني هذه الأيام أن الجميع يعرف الآن أنني ضد ”النظام السوري“، وهو يفرحني جداً لأن هذا الأمر يجسد قمة مسيرتي الانتهازية.

لاشك أنكم ستقولون بأنني أعلنت الحرب الإعلامية على ”النظام“ لأنني أعيش منذ سنوات في الخارج ولست في داخل سورية، وهذا منتهى الغباء.

هل تتوقعون فعلاً من انتهازي أن يهاجم ”النظام“ وهو في سورية، والغباء الأكبر من يعتقد أنني هاجرت إلى الخارج قسراً،
أنا لم أرحل عن البلاد إلا بعد أن تأكدت أنه لم تعد لانتهازيتي من مكان داخل أركان السلطة،فآثرت الرحيل منتظراً الفرصة السانحة!.

والحق يقال، إنني لم أتوقع أبداً أن تأتي الفرصة على طبق من ذهب، لم أتوقع أبداً أن تتعرض سورية لمؤامرة خارجية أشبه بالزلزال،ولو توقعت ذلك لسارعت مبكراً للانضمام إلى صفوف المطالبين بإسقاط ”النظام“، أما وقد حصل مالم يكن يخطر حتى في أحلامي،فقد كان أكثر من طبيعي أن أمارس انتهازيتي بعد أن كادت أن تصدأ وأستثمرها إلى الحد الأقصى للتحريض ضد سورية.

بالطبع لن أرضى أن يسبقني أحد: لا القرضاوي ولا العرعور ولا خدّام أو البيانوني، ولا أمثالهم في التحريض على سورية، ولايهمني إن أريقت الدماء على أرض سورية، فكما تعرفون: لاوطن لانتهازي،وسيبقى لساني حتى الرمق الأخير ”يجعر“ بابتسامة صفراء حاقدة: لايتوقع أحد أن أتخلى عن انتهازيتي حتى ألفظ أنفاسي الأخيرة النتنة، فأنا من قال فيهم الشاعر المتنبي: ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *