“لا حياة لمن تنادي”، مواطنون يصرخون بسبب أزمة النقل، والوعود تبقى سيّدة الموقف!
“لا حياة لمن تنادي” عبارة يمكن سماعها، وأنت تشاهد الازدحامات الكبيرة والمتزايدة للمواطنين عند مواقف وتجمعات وسائط النقل من ميكروباصات وسرافيس ولاسيما في تجمعي جسر السيد الرئيس والبرامكة التي تغصّ يوميا بمئات المواطنين بانتظار وسيلة نقل تفرج عنهم ساعات انتظارهم وتخفف عنهم من وطأة الشتاء ولعنة مواد المحروقات والمتاجرة بها من البعض.
طوابير لمئات المواطنين في العديد من الخطوط، لم تخل من التدافع عند لمح وصول أي سرفيس من مسافة بعيدة، وسط قلة في عدد السرافيس وباصات القطاع الخاص في العديد من الخطوط، ووجودها في خطوط أخرى لا تشهد ضغطاً وازدحاماً كبيراً، ولاسيما في خطوط المزة جبل أو خزان أو مدرسة أو إلى جديدة عرطوز والمعضمية وعدد من الأحياء التي تعاني نقصاً واضحاً بالعدد.
وبينما تعلو تبريرات أصحاب عدد من السرافيس والباصات متحدثين عن معاناتهم بتأخر تزودهم بمادة المحروقات، تستمر الوعود الحكومية والمساعي التي إلى الآن لم تنجح في إيجاد حلول ومعالجات تخفف من وطأة أزمة النقل الخانقة، تزامناً مع انتقاد البعض لعمل وسائل النقل في الريف التي لا تقوم بدورها بالشكل المطلوب لتأمين المواطنين، الأمر الذي يزيد من العبء والضغط على سرافيس وباصات العاصمة التي تضطر لإيصال المواطنين إلى منازلهم في الريف وعلى مدار الساعة ناهيك عن وقت الذروة، وما يزيد الطين بلة التعرفة الباهظة التي باتت تتقاضاها سيارات الأجرة «التكاسي» من دون التقيد بالعدادات مع استغلال وضع البنزين والظروف الراهنة وتحميل كل التكاليف والأجور على الراكب.
عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة ريف دمشق، عامر خلف، بين لصحيفة الوطن، أن هناك متابعة لواقع السرافيس والباصات في المحافظة وعملها على الخطوط، مع التوجيه بإيقاف تزود أي سرفيس أو باص مخالف بمادة المحروقات، علماً أن هناك تعميماً إلى مديري النواحي والمناطق بحجز أي سرفيس لمدة أسبوع، لا يلتزم بالخط مع سحب بطاقة المحروقات لفترة معينة وتشديد العقوبة في حال تكرار المخالفة، لافتاً إلى أن المحافظ وجه بحجز كل سرفيس يعمل في المدارس والمعامل خارج منظومة النقل أو الخط لمدة أسبوع ولا تستبدل العقوبة بغرامة.
وقال خلف: يعاد السرفيس للعمل بعد تقديم تصريح بالالتزام بالخط، مبيناً أن عدد وسائط نقل العامة والمسجلة على قيود المحافظة يصل إلى 7 آلاف، لكن لا يمكن حصر النسبة العاملة على الخطوط، معتبراً أن لا فرق بين العاصمة وريف دمشق والغاية هي تخديم المواطنين ضمن الإمكانات والتنسيق.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة