لعبة الموت تهديد لجيل الشباب !
خاص غلوبال – هني الحمدان
في زمن الحروب وانتشار الأزمات الاقتصادية والمعيشية، تكثر المفرزات السلبية التي تصيب المجتمع، ومن أولى شرائح المجتمع التي تتأثر ويكون الإيقاع فيها سريعاً هم الشباب الحالم بواقع مادي أكبر وكسب سريع، فالأثر الاقتصادي السلبي يؤدي كأمر بدهي إلى حصول متغيرات لم تكن بالحسابات وقد تصل لمستويات تهدد جيلاً كاملاً مثلاً ..!.
الفقر والجوع سببان كارثيان لارتكاب الشخص أموراً لم تكن في تلافيف مخه أصلاً، إلا بحال العوز الشديد فمن الممكن والسهولة أن ينصاع للمغريات وخيالات وأحلام الثراء الفاحش..
المخدرات آفة الآفات بلا منازع، تهدد المجتمعات بكل منظوماتها وتقاليدها، وتلحق الأذى بجيل الشباب وتدمر الاقتصاد وقنوات نموه، لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن إيقاع الجهات المختصة أفراد وشبكات الترويج والتعاطي بهذه المادة المدمرة بعد عمليات دقيقة من الرصد والمتابعة للجهات المعنية بمكافحة ذلك، وزارة الداخلية أجهزتها لا تهدأ ولا تكل ولا تمل، فعلى مدار الساعات المراقبات والمتابعات فعالة، ولا شك بأن هناك جهوداً جبارة من خلال كشف شبكات اتجار بالمخدرات، وحالة الكشف والضبط لاتأتي بتلك السهولة، بل بعد عمليات معقدة ومضنية يؤدونها من أوكلت لهم مسؤولية ذلك، فضبط حالات الاتجار والتعاطي والتهريب تشير بمقدرة تلك اللجان المختصة ومدى دقة برامج عملها وصوابية خطواتها، ولولا تلك الاحترافية لكانت النسب تقول غير ذلك.
مخاطر المخدرات وفنون ألعابها تشكل خطراً يحدق بكل من يقرب إلى براثنها وما تسببه ليس بالأمر السهل مطلقاً، هدم وتدمير لبنية المجتمع، وقد تحتاج المكافحة لمرتكزات أكثر بحال تنوعت فنون وألعاب من تغريهم الأموال، وتخرب عقولهم أقوال من يتفننون سبل الإقناع والتغرير بأفراد عاطلين عن العمل واستغلال أوضاعهم المعيشية ومدى حاجتهم لأي دخل، طريق لا يؤدي إلا للتهلكة والدمار وخراب البيوت، وهنا الأولوية تكمن بحملات التوعية وعلى كل الصعد ليس الرسمية فقط بل المجتمعية والدينية، فتحصين جيل الشباب وممن هم عاطلون عن العمل تشكل لبنة أساسية في التقليل من هذا الوباء المدمر.
فالجهد الأمني وعمل الشرطة والقضاء شكل من أشكال التصدي، لكن المهم أيضاً هو التوعية بمخاطر هذا الطريق، ومعالجة ممن وقع في فخه، فالتوعية يجب أن تكون مستمرة وليست محصورة فقط بأوقات المناسبات وأيام محددة، التحصين ضرورة يومية بزمن صار صعباً والحياة المعيشية ضيقة وفرص العمل إلى تناقص، أمور تشكل بيئة خصبة لوقوع شباب جدد في هكذا بؤر مدمرة، خاصة بعد أن أصبحت الشبكات تعمل وفق منظومات عمل متواصلة مع منظمات وربما دول، وأفراد هذه العصابات على درجة من النفاذ والوصول إلى استغلال الشباب أبشع استغلال، قد يصل لفقدان حياتهم.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة