خبر عاجل
بطولة غرب آسيا.. منتخبنا الوطني يخسر أمام نظيره الأردني اتحاد كرة القدم يعلن تأجيل مباريات دوري الرجال حتى إشعار آخر التنظيمات الإرهابية تواصل هجماتها على ريف حماة الشمالي… مصادر محلية لـ«غلوبال»: دحرهم عن السعن وإفشال محاولات تسللهم على محور السعن- الصبورة- المبعوجة حملة تبرعات يطلقها الاتحاد الوطني للطلبة… رئيس فرع الاتحاد بدرعا لـ«غلوبال»: رغبة كبيرة أبداها طلبة الكليات بتقديم المساعدة لأهلنا المهجرين من حلب تجمع وطني دعماً للجيش العربي السوري في ريف دير الزور الشمالي… المشاركون لـ«غلوبال»: متمسكون بأرضنا ووحدة وسيادة وطننا مركزان لاستضافة المهجرين من حلب… مديرة الشؤون الاجتماعية بطرطوس لـ«غلوبال»: خطة عمل لتقديم الخدمات وتلبية الاحتياجات الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بإضافة 50 بالمئة إلى الرواتب المقطوعة للعسكريين جاهزية قصوى لمرافقها وفروع المؤسسات التابعة… معاون وزير التجارة الداخلية لـ«غلوبال»: المواد الأساسية متوافرة في حماة وكافية لبضعة أشهر بدء استقبل الطلاب المهجرين من حلب… مدير تربية اللاذقية لـ«غلوبال»: توزيعهم وفق رغباتهم وبحسب البعد الجغرافي «الواي فاي» بسرعة 100ميغا… مدير المدينة الجامعية بدمشق لـ«غلوبال»: البداية من المكتبة المركزية ومقهى المدينة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

لقاء موسكو حذر في أجواء بنّاءة

خاص غلوبال – شادية اسبر

لقاء رسمي هو الأول منذ العام 2011، أتى بعد اثني عشر  عاماً من اندلاع الأزمة في سورية وما نجم عنها من توتر للعلاقات بين أنقرة ودمشق، وصلت إلى درجة العداء والقطيعة الكاملة، واتهام دمشق لأنقرة بالتدخل في شؤون سورية الداخلية، ودعم نظام أردوغان لما أطلق عليه “المعارضة المسلحة”، واللعب بملف اللاجئين السوريين كورقة ضغط على المستويين الإقليمي والدولي، وصولاً إلى اتهامه مباشرة بدعم الإرهاب، لتحقيق مكاسب جيو سياسية توسعية تركية على حساب الأراضي السورية، وهي اتهامات لم تكن جزافاً.

اللقاء جمع الأربعاء على طاولة المحادثات في موسكو كلا من وزراء دفاع سورية وتركيا وروسيا، إضافة لرؤساء الاستخبارات، على الطاولة فُتحت ملفات لم يعلن عن تفاصيلها أي من المجتمعين، الذين وصفوا الأجواء بـ “البناءة” أو “الإيجابية”.

وبغض النظر عن أي تفاصيل، فالجلوس إلى الطاولة بحد ذاته تطور “إيجابي” من وجهة نظر الجميع، رسمياً وشعبياً، وأساس يمكن البناء عليه.

بيان مقتضب صدر عن الدفاع السورية تضمن الإعلان عن الاجتماع، واكتفى بالإشارة إلى أن المباحثات كانت إيجابية.

الأمر ذاته صدر عن الدفاع الروسية التي زادت أن هدفه بحث سبل حل الأزمة السورية، ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمكافحة “الجماعات المتطرفة” في سورية، وأشارت بدورها إلى الطبيعة “البناءة” للحوار الذي جرى بهذا الشكل، وضرورة استمراره.

وحول فحوى الاجتماع الذي استمر قرابة ساعتين، أفاد وزير الدفاع التركي في تصريحات أدلى بها قبل عودته إلى بلاده، بأنهم “بحثوا الخطوات التي يمكن اتخاذها “من أجل تأمين السلام، والهدوء والاستقرار في سورية والمنطقة”، وقال إنه شدد “على ضرورة حل الأزمة وفق القرار الأممي رقم 2254، وأن مكافحة الإرهاب من بين أهم الأمور التي ذكرها”.

احترام تركيا لوحدة وسيادة أراضي دول الجوار، أمر قال التركي إنه شدد عليه، وإن “هدف بلاده الوحيد مكافحة الإرهاب”.

هي جمل أتت في تصريح التركي، وقد دأبت الدولة السورية على التشديد عليها، موقف لم تساوم عليه يوماً، ضرورة احترام سيادة سورية، ووحدة وسلامة أراضيها، والأهم مكافحة الإرهاب، وإنهاء الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية بما فيها التركية، إضافة لرفض الطروحات الانفصالية جملة وتفصيلاً، لكن ماذا عن درجة صدقية الجانب التركي تصريحاً وتنفيذاً؟ وماذا عن الخطوات التي اتخذها وسيتخذها على الأرض؟ وهنا المحك الذي “سيُبنى عليه”.

رغم التشكيك بمصداقية تركيا، يأتي الاجتماع وما تلاه من تصريحات فاتحاً بصيص نور باتجاه حلحلة الملفات الشائكة المتشابكة في المنطقة، حلحلة تسعى إليها وتنتظرها شعوب تعاني أزمات اقتصادية وأمنية هائلة، لكن التصريح يبقى تصريحاً، إلى أن تثبته الأفعال.

الاجتماع جرى بعد أشهر من التصعيد التركي العسكري، بالتهديد بعملية عسكرية شمالي سورية، ضد (YPG، PKK)، لإنشاء ما تسميه “منطقة آمنة” داخل الأراضي السورية، دأبت تركيا منذ سنوات على الحديث عنها، ويبدو أن الظروف الداخلية والإقليمية والدولية، لم تفسح المجال لأنقرة لتنفيذها، ليكون الجنوح إلى الحوار والتفاوض مع دمشق خيارا وحيدا، وأسلم.

 في اليوم التالي للاجتماع (الخميس) كشفت مصادر تركية أن وزراء دفاع البلدان الثلاثة اتفقوا على آلية مشتركة لتسهيل عودة اللاجئين السوريين، وبحثوا فتح الطرق الدولية، والسماح للبضائع التركية بالمرور عبر الأراضي السورية، كما ناقشوا تصوراً لوضع حد لـ”قوات سورية الديمقراطية” المعروفة بــ “قسد”، على أن تبدأ اللجان المشتركة اجتماعاتها نهاية الشهر المقبل.  تصريح آخر صدر من وزير الخارجية التركي، قال فيه إن “بلاده ستسلم الحكومة السورية الأراضي التي تتواجد فيها قوات تركية، “حال تحقيق الاستقرار السياسي”، والذي تقول أنقرة إن تحقيقه بناء على القرار 2254.

تصريحات تركية ومصادر إعلامية تحدثت عن لقاءات ثنائية منفصلة أو ثلاثة مشتركة قريبة بين وزراء خارجية الدول الثلاثة، هي مرحلة جديدة يبدو أن أبوابها تُفتح، بغض النظر عما يتم تداوله إعلاميا وربط ذلك بالانتخابات التركية، لكن اللافت أن السياسة السورية أظهرت حذراً كبيراً تجاه أي استدارة تركية، هو حذر مبرر بناء على تجارب كثيرة لم ينفذ فيها التركي التزاماته ـــ عاجزاً أم متعمداً ــــ وخاصة فيما يتعلق بتنظيمات الإرهاب في إدلب، كضامن لها.

إذا هي عملية انتقال إلى التنسيق المباشر، لتذليل مخاوف الطرفين، بعيداً عن التصعيد العسكري، ورغم المعارضة الأمريكية الواضحة التي أعلنت عنها الخارجية الأمريكية، فواشنطن ترى أن تقارب دمشق وأنقرة لا يصب في مصلحتها، وهذه حقيقة يعرفها الجميع، فهي التي تعتاش على الخلافات الدولية، وتبني سياساتها واقتصادياتها على إنشاء وتغذية بؤر التوتر في العالم، كما أنها الداعم الأول للميليشيات الانفصالية الكردية، وتغذي هذه النزعة كأبرز أدوات تنفيذ أجنداتها التقسيمية في المنطقة.ورغم ضبابية القادم، في المشهد ما يبعث خيط أمل، ولو كان رفيعاً جداً، مسارات الحوار التي بدأت ملامحها أكثر  وضوحاً تتشكل بين دول المنطقة، طهران ـــ الرياض، دمشق ـــ أنقرة، هي الطريق الأسلم، والأقصر، والأوفر، لمصلحة الجميع، ونبقى نحن الشعوب “محكومون بالأمل”. 

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *