لكل فعل رد فعل… المقاومون للعدو: “بتوسّع.. منوسّع”
خاص غلوبال – شادية إسبر
لا يزال الباب مفتوحاً أمام حرب أوسع في المنطقة، ولاسيما أن الحلول الدبلوماسية تواجه عقبات عدة، هذا الباب الذي اعتقد الكيان الإسرائيلي للوهلة الأولى قبل أكثر من خمسة أشهر أن باستطاعته إغلاقه متى شاء وخلال أيام، وقد فتحه على مصرعيه بعدوان وحشي على قطاع غزة، ولا يزال يحاول جاهداً أن يظهر أنه المتحكم بالأمر، وهو ما يؤكد حالة الإنكار التي يعيشها، فهو لايستطيع أن يقنع أحداً بذلك من داعميه شمال المتوسط إلى غرب الأطلسي، حتى بأعماقه في أوساط قادته العسكريين والسياسيين وعصابات المستوطنين، وقد عجز فعلياً عن تحقيق أي من أهداف عدوانه التي أعلنها، سوى القتل العشوائي والتدمير الهمجي وجرائم الإبادة بالنار والتجويع، التي وضعته في قفص الاتهام الدولي على المستويين الشعبي والعدلي.
هي حقائق تظهر جلية في الأوضاع الداخلية في الكيان الصهيوني والإقليمية والدولية، ومن حالة الإنكار الإسرائيلي، تخرج تهديدات بتوسيع الحرب وخاصة على الجبهة اللبنانية، فهل يعتقد قادة العدو أن الهروب من غزة إلى جنوب لبنان هو الحل للملمة الانهيار، وهم يعلمون أن الكثير من المفاجآت تنتظرهم هناك؟.
رسالة بالفيديو من المقاومة اللبنانية “حزب الله” إلى الاحتلال الإسرائيلي، تختصر القادم، مبينة على المعادلة الفيزيائية “لكل فعل رد فعل يساويه بالقوة ويخالفه بالاتجاه”، الرسالة نشرها الإعلام الحربي التابع للحزب مساء الجمعة (15/3/2024) بعنوان “بتوسّع.. منوسّع”، وهي حول جهوزية المقاومة لتوسيع عملياتها في حال قام الاحتلال بتوسيع عدوانه.
العنوان الذي تم اختياره من كلمة قالها السيد حسن نصر الله في إحدى خطاباته الأخيرة مخاطباً العدو رداً على تهديدات بتوسعة المعركة، تبعها بعبارة أخرى وباللكنة اللبنانية ذاتها “بتعلي منعلي”، بعد أن عرض الفيديو توثيقاً لعمليات المقاومة اللبنانية ضد مواقع العدو، والتي يعرف الكيان الإسرائيلي وإعلامه، وكذلك وسائل الإعلام في المنطقة، أن هناك تكتماً شديداً على الخسائر البشرية والمادية الإسرائيلية في “الجبهة الشمالية”.
يعلم الجميع أن الكيان الإسرائيلي لا يخوض حرباً دون ضوء أخضر أمريكي، ليأتي السؤال فارضاً نفسه هنا، هل واشنطن مستعدة أو تريد توسيع الحرب وتعلم أن جميع جبهات المقاومة في المنطقة مفتوحة على قواتها وكيانها وحتى سفن الدعم التجارية لها؟ وهل في ميزانها السياسي والعسكري والاقتصادي داخلياً وخارجياً أي مصلحة بتأجيج جبهة أخرى؟.
ما جاء في رسالة المقاومة اللبنانية لا يمكن فصله عن المشهد الأوسع لتكتمل الصورة، فقبله بيوم (مساء الخميس 14/3/2024) أعلنت حركة أنصار الله اليمينة “منع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من العبور ولو عبر المحيط الهندي، بالاتجاه المحاذي لجنوب إفريقيا، باتجاه العدو الإسرائيلي”، أي المتجهة عبر رأس الرجاء الصالح باتجاه إسرائيل، في رد توسيعي مقاوم على التصعيد التوسيعي الإسرائيلي في حرب الإبادة والتجويع والحصار على غزة.
الإعلان اليمني المقاوم يمكن تسميته “الحصار بالحصار” إذ سيؤدي إلى إطباق الحصار على الموانئ الإسرائيلية على البحر المتوسط، بعد النجاح في محاصرة ميناء إيلات بخليج العقبة في البحر الأحمر.
كل هذا وكيان الاحتلال يعيش أزماته الداخلية التي أنهكتها الحرب الطويلة، وبعيداً عما يعيشه الاقتصاد والسياسة والإعلام من تشظي وخلافات، هناك أزمة الجيش ونقص العديد والعتاد، حيث استنزاف جيش الاحتلال على جبهات غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، انعكس أزمة مجتمعية حادة ظهرت جلية بموضوع التجنيد، وجلب ما يسمونهم “الحريديم” إلى التجنيد الإجباري، ليكون تصريح الحاخام التابع لهم الذي قال: إذا أردتم أن تأخذوني إلى التجنيد نحنا كلنا نرحل من إسرائيل”.
ويعتبر قول حاخام الحريديم هذا هو الصورة الحقيقة لمستقبل “إسرائيل”، حيث يحمل الإسرائيليون حقائبهم ويعودون من حيث أتوا، لتنعم المنطقة بالأمان.
بينما ما عبرت عنه متظاهرة في أوروبا بلافتة عليها أربع كلمات وصورة، كان أوسع وأكثر دقة، وأتى في سياق معادلة “بتوسّع.. منوسّع”، حيث حملت المتظاهرة لوحة عليها رسم لحاوية قمامة بداخله رمز “إسرائيل” وكتبت عبارة “حافظوا على نظافة العالم”.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة