خبر عاجل
محمد خير الجراح: “الأعمال التركية المُعرّبة حلوة بس مافيها روح” ماس كهربائي يودي بحياة أم وابنتها بقرية كفرفو بطرطوس… رئيس بلدية الصفصافة لـ«غلوبال»: حين وصول الإطفائية كانتا في حالة اختناق إرهابٌ سيبراني متصاعد لإبادة المدنيين مناقشةتحضيرات الموسم الجديد… رئيس دائرة التخطيط بزراعة الحسكة لـ«غلوبال»: الموافقة على عدد من المقترحات للتسهيل على الفلاح وزارة الخارجية والمغتربين تدين الاعتداء الصهيوني على الضاحية الجنوبية في لبنان جهود لحفظ الملكيات وتسهيل الرجوع إليها… مدير المصالح العقارية بحماة لـ«غلوبال»: بعد إنجاز أتمتة سجلات المدينة البدء بأتمتة المناطق عبر شبكة “pdn” تعديل شروط تركيب منظومات الطاقة الشمسية في دمشق… خبير لـ«غلوبال»: على البلديات تنظيم الشروط والمخططات ووضع معايير بيئية وجمالية محمد عقيل في مؤتمر صحفي: “غايتنا إسعاد الجماهير السورية” نادي الرفاع البحريني يتعاقد مع السوري محمد الحلاق معتصم النهار يوثق رحلته إلى إيطاليا
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

لماذا أمريكا غاضبة من زيارة رئيسي إلى سورية؟

خاص غلوبال ـ علي عبود

لم تخف الإدارة الأمريكية غضبها الشديد من سورية خلال الأيام الأخيرة، ليس بسبب الانفتاح العربي على دمشق فقط التي تستطيع أن تؤثر في مساره عن طريق الضغط المباشر، وإنما بسبب ملفين اثنين غير قادرة على التأثير فيهما ولا بحسمهما لصالحها رغم الحصار والعقوبات.

الملف الأول هو مصير ثلاثة أمريكيين من بينهم الصحفي ”أوستن تايس“ الذين اختفوا خلال الحرب الإرهابية العالمية على سورية، وعلى ذمة صحيفة (وول ستريت جورنال) فإن الإدارة الأمريكية جددت منذ أيام المحادثات المباشرة مع مسؤولي الحكومة السورية لتحديد مصير الأمريكيين المختفين.

والإدارة الأمريكية غاضبة من سورية لأنها لم تتعاون في هذا الملف ”فالمحادثات فشلت حتى الآن في تحقيق أي اختراقات بينما يحرز الرئيس السوري بشار الأسد تقدماً في جهوده للخروج من عقد من العزلة،على الرغم من وعد أمريكا للحكومة السورية بأن حل القضية يمكن أن يساعد في إنهاء العزلة الدولية للبلاد“.

أما الملف الثاني والأهم الذي أثار غضب الإدارة الأمريكية على سورية في الأيام القليلة الماضية فهو زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق، وسبب الغضب هذه المرة ليس لأن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 2010، وإنما بسبب ماأسفرت عنه من اتفاقات ستحرّر البلدين من العقوبات في السنوات القليلة القادمة، وكأنّها لم تكن.

نعم، زيارة رئيسي إلى دمشق أغضبت الإدارة الأمريكية لأنها لم تقتصر على الجانب السياسي فقط، وإنما طغى عليها الجانب الاقتصادي، تجسد بالوفد الذي صحب الرئيس الإيراني وضم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ووزير الطرق وبناء المدن مهرداد بذرباش، ووزير الدفاع محمد رضا آشتياني، ووزير النفط جواد أوجي، ووزير الاتصالات عيسى زارع بور.

وبدا واضحاً جداً بأن الاتفاقات التي وقعها الحليفان عنوانها الوحيد: إعادة إعمار سورية بعد دحرها للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة، ماذا تعني المباشرة الإيرانية بإعادة إعمار سورية من وجهة النظر الأمريكية التي تسببت بغضبها؟.

لقد وصل هذا الغضب إلى ذروته من خلال العدوان الإسرائيلي على حلب قبل ساعات من وصول رئيسي إلى دمشق، ماعكس حالة الهستيريا التي انتابت الأمريكي والصهيوني من التطور النوعي في العلاقات الاقتصادية السورية الإيرانية لتصل إلى مستوى الحلف الإستراتيجي بين البلدين، وما يعنيه ذلك من تحررهما من العقوبات الأمريكية.

وإذا كان الشغل الشاغل للأمريكي تطويق سورية بسلسلة من العقوبات كان آخرها قانون الكبتاغون، فإن الاتفاقيات الاقتصادية التي شملت القطاعات الاقتصادية والتجارية كافة، مع آليات فعالة لإزالة المعوقات والعراقيل من أمامها لتنفيذها بسرعة، تصب جميعها في خدمة إعادة إعمار سورية، وهو ماترفضه أمريكا، وتمنع دول العالم كافة من خلال الضغط والعقوبات المشاركة في إعمار سورية.

وإذا أخذنا اتفاقية الخطوط الحديدية كمثال على سبب الغضب الأمريكي من زيارة الرئيس رئيسي إلى دمشق، فإنها تعني إقامة شبكة سككية ستشمل إيران والعراق وسورية ولبنان والأردن، وصولاً إلى دول الخليج، والمسألة هنا لاتتعلق بسورية وإيران، وإنما بالصين أيضاً صاحبة مشروع طريق الحرير الجديد، أي أن الصين التي تربطها اتفاقيات طويلة المدى مع إيران ستستثمر إمكاناتها الهائلة ليكون نهاية طريق الحرير في سورية، التي تشكل عقدة أساسية لطرق إمدادات النفط والغاز في المنطقة عبر البحر الأبيض المتوسط.

نعم، الاحتلال الأمريكي في سورية هدفه غير المعلن منع التواصل السككي بين دول إيران والعراق وسورية، أي منع الصين من تنفيذ الشبكة الأهم في طريق الحرير، وأي اتفاق يتيح تنفيذ هذا التواصل من خلال سورية سيثير الغضب الأمريكي لأنه سيحررها من عقوباتها الحالية والقادمة.

وما سيساعد سورية على التحرر من العقوبات أيضاً وبسرعة، إقامة مصرف مشترك مع إيران يتيح التبادل التجاري بالعملات المحلية أو بالمقايضة، بالإضافة إلى فتح خط ائتماني جديد لتزويد سورية باحتياجاتها من المحروقات، ويرافق كل ذلك إعادة تأهيل محطات التوليد وإقامة محطات جديدة لتأمين التغذية الكهربائية للسوريين وحل أزمة الطاقة خلال فترة زمنية قصيرة.

ومايميز زيارة الرئيس الإيراني إلى دمشق، والتي أغضبت الأمريكيين من سورية أنها شكلت محطة محورية في مسار العلاقات بين البلدين، ونقلتها إلى مستويات أرفع من الشراكة الاقتصادية، ومهدت الطريق لإقامة مشاريع مشتركة أكبر لإعادة إعمارها، في حين لايمكن للأمريكان انتزاع أي أمر يمس سيادة سورية سوى كلمة ”لا“ كبيرة حاسمة وجازمة.

الخلاصة: عندما تعتبر وزارة الخارجية الأميركية أن ”توثيق العلاقات بين إيران وسورية ينبغي أن يكون مبعث قلق للعالم“ وتآمر، فهذا يؤكد أن الإدارة الأمريكية ليست غاضبة فقط من سورية لترجمة حلفها الإستراتيجي مع إيران في عمليات إعادة الإعمار، وإنما أيضاً وهو الأهم لدخول الصين على خط التشبيك بين دول المنطقة، والتي تعد سورية فيه النهاية الحتمية لطريق الحرير ومنها إلى العالم.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *