خبر عاجل
هل باتت الحلاقة من الكماليات ودخلت في بازار “الفشخرة”… رئيس جمعية المزينين بدمشق لـ«غلوبال»: التسعيرة الجديدة عادلة تركة ثقيلة وحياة المواطن على المحك! الركود يهزم الأسواق وانخفاض في كميات الإنتاج… الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان لـ«غلوبال»: العزوف عن الشراء ساهم في ثبات الأسعار محمد خير الجراح: “الأعمال التركية المُعرّبة حلوة بس مافيها روح” ماس كهربائي يودي بحياة أم وابنتها بقرية كفرفو بطرطوس… رئيس بلدية الصفصافة لـ«غلوبال»: حين وصول الإطفائية كانتا في حالة اختناق إرهابٌ سيبراني متصاعد لإبادة المدنيين مناقشةتحضيرات الموسم الجديد… رئيس دائرة التخطيط بزراعة الحسكة لـ«غلوبال»: الموافقة على عدد من المقترحات للتسهيل على الفلاح وزارة الخارجية والمغتربين تدين الاعتداء الصهيوني على الضاحية الجنوبية في لبنان جهود لحفظ الملكيات وتسهيل الرجوع إليها… مدير المصالح العقارية بحماة لـ«غلوبال»: بعد إنجاز أتمتة سجلات المدينة البدء بأتمتة المناطق عبر شبكة “pdn” تعديل شروط تركيب منظومات الطاقة الشمسية في دمشق… خبير لـ«غلوبال»: على البلديات تنظيم الشروط والمخططات ووضع معايير بيئية وجمالية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

لهذه الأسباب إسرائيل ستستمر في الحرب!

خاص غلوبال ـ علي عبود

لن تنجح المفاوضات بوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، فحكومة العدو، سواء السياسية أم العميقة، اتخذت قراراً نهائياً باستمرار الحرب، ليس في فلسطين المحتلة فقط، وإنما بتوسيعها لتشمل لبنان، وصولاً إلى إيران.

ولنفترض (نظرياً) أن المقاومة الفلسطينية، وتحديداً حركة حماس، أعلنت استسلامها، وتسليم سلاحها، وقبلت بخروج قياداتها إلى الخارج، أيّ تماماً مثلما فعلت منظمة التحرير بقيادة الراحل ياسر عرفات بعد احتلال إسرائيل للعاصمة اللبنانية بيروت في عام 1982،
فإن جيش العدو بدعم أمريكي سينتقل لشن الحرب على الضفة الغربية، وبعدها لبنان، وصولاً إلى إيران.

هل التاريخ سيعيد نفسه.. أم ماذا؟
مافعلته إسرائيل بعد خروج المقاومة الفلسطينية من الجنوب وبيروت، سيتكرر بشكل أوسع بكثير في القادم من السنوات، فمثلما استمر كيان العدو بشن الحروب أو الاعتداءات على لبنان وسورية وفلسطين المحتلة، فإنه سيكرره وبعمليات وحشية، وسيكون الهدف المعلن: طرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن ولبنان أو أي بلد في العالم!.

ليس صحيحاً مايقال في العلن إن “حكومة نتنياهو” ستوقف الحرب في حال قضت على حماس وحررت أسراها واحتلت كامل قطاع غزة أو وضعته تحت سيطرتها العسكرية والأمنية والمعيشية كما هو الحال في مناطق الحكم الذاتي لحكومة محمود عباس، فهي في حال تحققت هذه الأهداف ستنتقل إلى المراحل التالية من الحرب التي لن تتوقف إلا بهزيمة ساحقة لـ “إسرائيل”، وهذه الهزيمة لن تسمح أمريكا بها مهما كانت أثمانها كاندلاع حرب عالمية ثالثة.

السؤال: ما الأسباب التي تدفع بالحكومتين العميقتين لكل من “إسرائيل” وأمريكا باستمرار الحرب في قطاع غزة، وتوسيعها لاحقاً إلى الضفة الغربية فلبنان وصولاً إلى إيران؟.

لم يكن تهويلاً إعلامياً ماأعلنه “نتنياهو” في الأيام الأولى لحرب الإبادة التي شنها على قطاع غزة بعد عملية (طوفان الأقصى): “إسرائيل” تخوض حرباً وجودية.

لم يجب الكثيرون عن السؤال: لماذا هذه الحرب وجودية بالنسبة لكيان العدو، واستراتيجية بالنسبة لأمريكا التي أرادتها، ولاتزال، فرصة للقضاء على محور المقاومة في المنطقة؟.

حسناً، لم تعد “إسرائيل” قوية تملك جيشاً لا يقهر، وقادرة على شن الحروب الشاملة كاحتلال بيروت عام 1982 وحرب تموز 2006 وعدة حروب على غزة.. الخ، والدليل أن الانقسامات الداخلية فيها ماقبل عملية طوفان الأقصى كادت أن تؤدي إلى حرب أهلية، تماماً مثلما الانقسامات الحادة في أمريكا تهدد بحرب أهلية ثانية بين ولاياتها في الأمد المنظور، ولم يكن تهديد المرشح الرئاسي دونالد ترامب تهويلاً بل التلويح بما سيحصل: أما أنا رئيساً لأمريكا أو الحرب الأهلية!.

نعم، إسرائيل أمام خيارين لاثالث لهما، وكلاهما تهديد وجودي: إما وقف دائم لإطلاق النار في غزة، أي العودة إلى الاقتتال الداخلي، أو الاستمرار في الحرب والسعي لمدها إلى الضفة الغربية ولبنان وصولاً إلى إيران بمشاركة أمريكية، وإلا ماذا نفسر هذا الحشد من الأساطيل والبوارج والغواصات واستنفار القواعد الأمريكية في المنطقة؟.

ومن المهم أن نتوقف مطولاً عند التقرير الذي نشرته مجلة (فورين أفيرز) في 12/8/2024 بعنوان (هلاك إسرائيل، والمستقبل المظلم الذي ينتظرها) فقد قالت حرفياً: (مستقبل مظلم ينتظر “إسرائيل” بعد حربها على قطاع غزة)!.

لقد كشفت (فورين أفيرز) أن “إسرائيل” تحولت فعلياً إلى كيان منقسم الأجزاء وهي كانت تعاني قبل (طوفان الأقصى) قدراً هائلاً من عدم الاستقرار الداخلي.

وترى المجلة أن الحرب على غزة أدت إلى (تكثيف الانقسامات وتعميق التوترات داخل “إسرائيل”)، وتوقعت المجلة أن تتحول “إسرائيل” إلى كيان منقسم الأجزاء، حيث تعمل العناصر اليمينية الدينية والقومية على بناء “دولتها” الخاصة بحكم الأمر الواقع في مستوطنات الضفة الغربية على الأرجح).

والملفت هو السيناريو الآخر الذي كشفت عنه المجلة وهو أن (“إسرائيل” قد تشهد تمرداً للمتطرفين الدينيين والقوميين، الأمر الذي من شأنه أن يُقسّمها في حرب أهلية عنيفة بين اليمين الديني المسلح والأجهزة الرسمية).

وحسب المجلة فإنه حتى في ظل غاب (الحرب الأهلية “الإسرائيلية”) فإن (الوضع في “إسرائيل” سوف يظل غير مستقر وسوف ينهار الاقتصاد الأمر الذي يجعلها فاشلة).

ونستنتج من تقرير مجلة (فورين أفيرز) إن “إسرائيل” أمام خيار وحيد وهو استمرار الحرب حتى لو حققت جميع أهدافها (القضاء على حماس وتحرير الأسرى، واحتلال عزة..الخ) لأن خيار الوقف الدائم للنار يعني الاتجاه سريعاً إلى الحرب الأهلية داخل “إسرائيل”!.

وما يعزز تبني “إسرائيل”  لخيار الحرب تأكيدها منذ أشهر على أن محور (الأعداء) في المنطقة (لبنان وسورية والعراق واليمن وإيران) بات يعتبر كياناً واحداً حتى إشعار آخر، وبأنه (سحابة سوداء تخيم على “إسرائيل”).

طبعاً الإدارة الأمريكية تدرك أكثر من غيرها أهمية استمرار الحرب في المنطقة وتوسيعها مع الحفاظ على التحكم بمساراتها لمصلحة إ“إسرائيل”،  تجنباً للمستقبل المظلم الذي ينتظرها في حال توقف الحرب. 

الخلاصة: عندما تسلّط صحيفة هآرتس في افتتاحيتها يوم 18/8/2024 الضوء على حجم التصدع الداخلي “الإسرائيلي” وتؤكد أن (من يدير “إسرائيل” جماعات تُفضل مصلحتها الخاصة على المصلحة العامة وتصفهم بالخائنين، وبأن رئيس الحكومة يدهور “إسرائيل” إلى الهاوية، وبفشل القادة  “الإسرائيليين” في إدارة كيان الاحتلال في زمن الحرب.. فهذا يعني أن الأسباب الحقيقية لاستمرار الحرب في المنطقة هي الخيار البديل بالنسبة لحكومة العدو عن انفجار الحرب الأهلية في “إسرائيل”.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *