“لو”… تفتح عمل الحكومة!
حتى وقت قريب، كنت أعتقدُ أن الشعورَ بالذنب حيال ما يعانيه المواطن من أزمات خانقة، يكاد يأكل قلب كل مسؤول حكومي، ويقضُّ مضجع نومه.
لكن تبين لي مؤخراً أن معظم هؤلاء المسؤولين على قناعة أنه لولا جهودهم وسياساتهم المطبقة، لكانت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد، أكثر تدهوراً مما عليه الآن.
بمعنى أن أسعار كثير من السلع، يمكن أن تكون مضاعفة عما هي عليه حالياً، لا بل إن بعضها كان يمكن له أن يختفي من الأسواق المحلية، لولا الإجراءات والسياسات الحكومية المتخذة!!
وبذلك علينا أن نشكر مسؤولي الحكومة ونقدر جهودهم وإجراءاتهم حق تقدير، وذلك عملاً بالقول المأثور: لو علمتم ما في الغيب لاستكثرتم من الواقع.
لا أعرف عدد مؤيدي مثل هذا الرأي من قبل المستمعين ومتصفحي السوشيال ميديا، إنما دعونا نفكر بالوجه الآخر لكلمة “لو”، والتي تبين أنها تفتح عمل الحكومة.
ماذا لو أن الحكومة قامت فعلاً باتخاذ إجراءات جوهرية لتشجيع الإنتاج المحلي، وزادت فعلاً معدلات هذا الإنتاج؟
ماذا لو أن الحكومة قامت فعلاً بتشجيع ودعم ونشر المؤسسات والمنشآت الإنتاجية الصغيرة ومتناهية الصغر؟
ماذا لو أن الحكومة قامت فعلاً باتخاذ إجراءات جريئة لتخفيض كلف الإنتاج واستيراد السلع، وصولاً إلى طرحها في الأسواق المحلية؟
ماذا لو أن الحكومة قامت فعلاً بتخفيض معدلات الهدر والفساد في مؤسساتها الخدمية والإنتاجية؟
وماذا لو.. وماذا لو.. وماذا لو… وغيرها من الإجراءات، التي كان يمكن لها أن تؤثر في الوضع الاقتصادي المحلي، فيما لو جرى تطبيقها بفعالية ومسؤولية.
أعتقد أن الـ “لو” الحكومية كان يمكن لها أن تفتح صفحة جديدة.. لا أن تفتح مزيداً من الشك بمصداقية العمل الحكومي.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة