خبر عاجل
نادي الاتحاد أهلي حلب ينسحب من كأس السوبر لكرة السلة.. ويوضّح السبب تكثيف المنتجات التأمينية وتبسيط الإجراءات… مصدر في هيئة الإشراف على التأمين لـ«غلوبال»: تأمين أجهزة البصمة للأطباء المتعاقدين معنا بوتيرة متسارعة إنجاز أتمتة الإجراءات ضمن المرسوم 66… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: نعمل على إطلاق الدفع الإلكتروني لجميع الرسوم ضمن معاملاته أزمة مواصلات خانقة… مصدر بمحافظة القنيطرة لـ«غلوبال»: مشكلة فنية بجهاز التتبع وتمت مراسلة وزارة النقل لمعالجة الخلل طوابير من عشاق الوسوف بانتظار هذه اللحظة.. المايسترو ايلي العليا يبرر تصرف سلطان الطرب جورج وسوف أردوغان… عودة للغزل والأفعال غائبة سيناريو تسعير العنب يتكرر بلا حلول… فلاحو حمص لـ«غلوبال»: التأخر في التسعيرة وعدم إنصافها سينهي زراعة الكرمة انطلاق تصوير مسلسل “حبق” في مدينة الياسمين سوزان نجم الدين في رسالة دعم إلى لبنان: “نحنا معكن وقلبنا معكن”
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

مأساة السوريين تفضح وحشية المجتمع الغربي وعميلته ”قسد“!

خاص غلوبال ـ علي عبود

لم تنتظر سورية بعد الزلزال المدمر أي مساعدات أمريكية، و واهم جداً من كان يعلّق ولو بنسبة 1 % من الآمال على أن تهبّ إدارة بايدن إلى نجدة السوريين في أبشع وأقسى محنة يتعرضون لها في تاريخهم القريب أو البعيد، من منطلق أن ما من دولة ستتردد عن تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب التي تتعرض لكوارث طبيعية كالزلازل والأعاصير.

نعم، توقعت سورية وبنسب ضعيفة جداً أن تغضّ أمريكا النظر استثنائياً عن  الدول المنضوية ضمن ما يُسمى تجاوزاً  المجتمع الدولي (أي الغربي)، وتسمح لها بتقديم مساعدات إنسانية للسوريين المنكوبين دون أن تطبق عليهم قانون قيصر، لكنها بعد ساعات قليلة من الزلزال المدمر أعلن بايدن: المساعدات الإنسانية ستتوجه حصرياً إلى تركيا، وإلى الشعب السوري في المناطق غير الخاضعة إلى النظام، (أي إلى الإرهابيين).

لم يشفع للسوريين الدمار المرعب الذي حلّ بهم في حلب وحماة واللاذقية وريف إدلب وطرطوس لدى المجتمع (الأوروبي) رافع رايات الحرية والعدالة الإنسانية، كي تهرع دولة لتقديم المساعدات ولو بربع الحجم الذي أرسلته للمنكوبين في تركيا، فقد صدرت تصريحات لاتقل وحشية عن تصريحات الإدارة الأمريكية بحق السوريين، وكأنّهم ليسوا بشراً يحتاج العديد منهم إلى إخراجه من تحت الأنقاض، وإلى المأوى، والأدوية إلخ!.

نعم، تبدّت وحشية المجتمع الدولي (الغربي) بأبشع صورها بردة فعل حكومات الدول الأوروبية على مأساة السوريين المنكوبين بأقوى زلزال يضرب مدنهم منذ عدة عقود، وهي وحشية تتماهى كلياً مع وحشية بايدن وإدارته العنصرية:لامساعدات إنسانية للسوريين ضحايا الزلزال.

ولو كان بإمكان الأمريكان وأتباعهم الأوروبيين إصدار قوانين تمنع الهواء عن السوريين حتى في ذروة مأساتهم لأصدروها بالأمس قبل اليوم، لأنهم بالمحصلة ليسوا سوى متوحشين يقتتاون على افتراس من يرونهم أقل مرتبة منهم بالإنسانية.

ولعل بارقة الأمل الوحيدة للسوريين كانت، ليس في المساعدات التي أتت ولا تزال تتوارد من الحلفاء والأصدقاء (إيران وروسيا والصين والهند وباكستان..) فقط، وإنما المساعدات التي ستأتي من الأشقاء العرب، فمهما كانت الخلافات بين الأنظمة السياسية العربية، فإنها تنهار في لحظات أمام الكوارث والفواجع والمآسي الإنسانية، وهذا ماحصل، فكل الدول العربية تقريباً هبّت لنجدة الشعب السوري دون أي اكتراث للعقوبات الأمريكية ولو لأيام قليلة.

كان يكفي أن تعلن دمشق على لسان وزير خارجيتها أنها بحاجة إلى كل أنواع الدعم، حتى تستجيب الدول باستثناء الغرب المتوحش لتلبية النداء إلى حد يمكن الجزم أن دولاً عربية عديدة بادرت فوراً لكسر جدار العقوبات بدافع إنساني، فأرسلت الإغاثات دون انتظار إذن من الرئيس الأمريكي قائد المتوحشين في المجتمع الغربي.

أليس مستفزاً أن تتحدث بعض الحكومات الغربية، وغيرها، عن قانون قيصر الذي يمنع نجدة المعرضين للموت المحتم بفعل كارثة طبيعية لم يسبق أن حدثت في المنطقة منذ أكثر من قرنين من الزمن.

وليس صحيحاً أن الإدارة الأمريكية كسلطة تنفيذية مقيدة مع الحكومات الأوروبية بقانون قيصر، الذي لايسمح لها بإرسال المساعدات الإنسانية للشعب السوري المنكوب، فقد نشر (مركز كارتر) في وقت سابق من العام الماضي بحثاً كشف فيه عن استثناءات، ومثلما باستطاعة الاتحاد الأوروبي أن يرفع العقوبات عن سورية أو تقليصها أو تعليق العمل بها، يمكن أن يلجأ الرئيس الأمريكي إلى استثناءات لتخفيف العقوبات أو تعليقها في مجالات تخصّ أعمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية، بل إن الإدارات الأمريكية المتعاقبة فعلتها منذ عام 2012، فاستثنت المناطق الخاضعة للإرهابيين من العقوبات الأمريكية ومن قانون قيصر، وخاصة في المناطق الخاضعة كلياً لإدارة قوات ميليشيا قسد الانفصالية الإرهابية، وما أدراكم ما قوات قسد !.

كشفت هذه القوات المسماة (قوات سورية الديمقراطية) أنها عميلة للأمريكان حتى العظم، وإذا كان مناصروها والمتعاطفون معها سراً وعلناً يبررون لها التعامل مع أعداء سورية، أي مع الحكومات الأمريكية والأوروبية والصهيونية، لتنفيذ مشروعها الانفصالي بالانسلاخ عن سورية واحتلال جزء من أراضيها..

وإذا كانوا يبررون لها مساعدة الاحتلال الأمريكي بسرقة النفط السوري والقمح السوري، فما تبريرهم لميليشيا قسد العميلة بعد كارثة الزلزال، الذي ألحق بما يُفترض أنهم إخوة لهم في الإنسانية على الأقل الدمار والموت، فلم يسمحوا بتمرير أي كميات وقود تحتاجها سيارات الإسعاف لنقل الجرحى والآليات التي تزيل الأنقاض لانتشال الأحياء وجثث من فارق الحياة رعباً.

كانوا مثل صورة القرود الثلاثة: طرشان وخرسان وعميان، لاحس لهم ولا تعاطف بكلمة واحدة، هذا إن لم يكونوا شامتين بمأساة السوريين، لقد أكدوا أنهم غير سوريين فصمّوا آذانهم مثل المجتمع الغربي المتوحش عن الفاجعة، وأغلقوا أعينهم عن مآسيها، ملتزمين بتعليمات مشغّلهم الأميركي والصهيوني بإحكام السيطرة على مصادر الثروة التي يمكن أن تغيث السوريين في محنتهم ومأساتهم.

نعم، إنها قسد العميلة التي رفضت فتح معبر (سيمالكا) غير الشرعي مع كردستان العراق، للقوافل الراغبة في دخول الأراضي السورية، وكسر الحصار المفروض على السوريين، فهذا المعبر مستثنى من العقوبات الدوليةوالأميركية.

وحتما لن ينسى السوريون أن ميليشيا قسد هي من جلبت الاحتلالين الأمريكي والتركي لسورية، وسمحت للصهاينة بالتغلغل كما فعل حكام إقليم كردستان العراق ليشنوا منه عمليات إرهابية ضد إيران، وتخلت عن السوريين الذي تعرضوا لأقسى وأقوى كارثة طبيعية منذ عدة قرون.

الخلاصة: لو كان لدى المجتمع الدولي الغربي المتوحش الحد الأدنى من الإنسانية، في حال كان مصراً على عدم إلغاء أوتعليق العقوبات لفترة زمنية محددة، لوافق أوغضّ النظر عن إقامة ماسماها مركز كارتر (قناة إنسانية) خاصة تتيح تقديم المساعدة عبر وسائل متعددة للسوريين، لكنه لم ولن يفعلها، فهو يرفض أن يقدّم أي مساعدة للآخرين، مالم يكونوا تابعين، وهو بالمحصلة ليس سوى متوحش، متنكر في لباس متحضر!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *