“مأكول الفقراء” يقاوم موسم التخفيض، و”تموين حلب” تنفي لـ”غلوبال”: بيعها بسعر مرتفع يوجب العقوبة الشديدة
على خلاف “شقيقاتها” من الخضار.. تصر البطاطا، التي كانت تعرف بـ”مأكول الفقراء” على البقاء في برجها المرتفع، حيث حافظت على سعر يتراوح بين 1500- 2000 ليرة في أسواق حلب بينما كانت التوقعات تشير إلى هبوط يراعي أصحاب الجيوب المحدودة، وخاصة أن الكميات المطروحة قادمة بمعظمها من أراضي ريف حلب، التي لا يزال فلاحييها يقطفون ثمار هذا المنتج الأساسي على موائد السوريين.
مدير الأسعار في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك ممدوح ميسر أكد لـ”غلوبال“، أن بيع البطاطا بسعر 2000 ليرة يعد تجاوز ومخالفة صريحة تستحق العقوبة الشديدة، فأسعار البطاطا خفضت كغيرها من الخضار، حيث سعر النوع الأول من البطاطا في النشرة التموينية بـ1300 ليرة والنوع الثاني بـ1000 ليرة، وبالتالي يفترض أن يتراوح سعرها في حدها الأقصى بين 1000-1300فقط.
وشدد على أن بعض أصحاب المحال لا يرضون بالربح القليل، ويجنحون إلى ربح 100% كحال من يبيع البطاطا بـ2000 ليرة، مشيراً إلى أن الباعة الذين يبيعون بهذا السعر يحاسبون بموجب قانون حماية المستهلك رقم 8 الذي ينطوي على عقوبات مشددة تصل إلى الحبس ودفع غرامة مالية وأحياناً إغلاق لمحل لمدة 3 أيام لمن يبيع بسعر زائد بعد تنظيم الضبط اللازم أصولاً وإرساله إلى القضاء، ورغم ذلك يعادون إلى تكرار مخالفاتهم دون اكتراث بهذه العقوبات.
ولفت ميسر، إلى ضرورة تقديم المواطن شكوى إلى مديرية التجارة الداخلية في حال لحظ قيام بعض التجار الشطط بمبيع هذه المادة الأساسية، التي توقع أن تبقى أسعارها على حالها من دون تخفيضها إلى ما دون ألف ليرة بسبب ارتفاع التكاليف على المزارعين من أسمدة محروقات وغيرها، ومع ذلك تمنى أن تهبط إلى دون السعر المحدد بالنشرة التموينية وخاصة أن هناك كميات كبيرة تطرح يومياً في الأسواق قادمة من أرياف محافظة حلب.
معاون مدير زراعة حلب جورج عازار، أكد لـ”غلوبال”، أن المساحات المزروعة من البطاطا الربعية في أرياف مدينة حلب تبلغ 1690 هكتار موزعة على أراضي أرياف منطقة السفيرة وسمعان ودير حافر ومنبج وإعزاز، بينما تبلع الكميات المنتجة 25 ألف طن تكفي احتياجات أسواق حلب.
وبين أن أسباب ارتفاع هذه المادة ً يعود إلى ارتفاع تكاليف الانتاج من الأسمدة والمحروقات وأجور اليد العاملة والنقل، الذي يعد السبب الرئيسي في غلائها.
وعند سؤاله حول دعم وزارة الزراعة لمزارعي البطاطا كونها مادة أساسية لمعظم العائلات، شدد عازار على أن الوزارة تدعم فقط المحاصيل الاستراتيجية، إضافة إلى الذرة الصفراء، بالتالي الفلاح يعتمد على قدراته في زراعة أرضه من هذه المادة وغيرها من المحاصيل الأخرى.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة