مئة ألف ليرة لتبيض الفال ومعرفة المآل…محامٍ لـ«غلوبال»: القانون جرّم ممارسي السحر والشعوذة
خاص السويداء – طلال الكفيري
لا يزال أناسٌ كثيرون من قرى وبلدات السويداء، وبهدف إيجاد حلول لمشكلاتهم الحياتية والأسرية على حد سواء، يطرقون دون تردد أبواب المنجمين ظناً منهم أنهم قادرون على حلّها وكشف أسبابها، ولتتحول هذه الظاهرة التي باتت تشهد انتشاراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، إلى تجارة رابحة هدفها الأول والأخير الربح المادي السريع.
وتشير لـ«غلوبال»أم وليد-اسم مستعار- من ريف السويداء الشرقي التي كان لها تجربة مع إحدى المنجمات إلى أن استفتاحية الجلسة الأولى لتبيض الفال ومعرفة المآل هي مئة ألف ليرة، إلا أن المبلغ المدفوع مقدماً، ليس نهائياً فرحلة “الاستشفاء” من لعنة السحر المكتوب لها على حد تعبير هذه المنجمة، يحتاج دون شك إلى “ماء وردٍ وزعفران، وبخور وخاتم فضة” وهنا تكمن الطامة الكبرى، كونه لم يكن أمامها ولتحقيق هدفها أو قضاء حاجتها سوى الاستجابة لمطلبها، وبالتالي دفع ما لا يقل عن مليون ليرة كثمنٍ لهذا العلاج الذي اتضح فيما بعد أنه وهمي، ولتكتشف أن المنجمين ما هم سوى أشخاص استغلوا حاجة المحبطين مادياً ونفسياً لتحسين أوضاعهم.
لتخالفها الرأي أم عدي- اسم مستعار- من ريف السويداء الشمالي التي كانت على قناعة تامة بما قاله لها المنجمون، كونه لم تشف من مرضها الذي ألم بها فجأة، إلا بعد ذهابها إلى إحدى المنجمات في إحدى بلدات السويداء الشرقية، حيث استطاعت على حد تعبيرها كشف مرضها وفك السحر عنها وعادت إلى حياتها الطبيعية.
وفي هذا السياق، أوضح المحامي سليم ذياب لـ«غلوبال» أن ممارسة التنجيم والشعوذة، جرم يعاقب عليه القانون السوري، خاصة المادة 754 التي تنص على أنه يعاقب بالحبس التكديري من يوم وحتى عشرة أيام، وبالغرامة من خمسمئة ليرة إلى ألفي ليرة، كل من يتعاطى بقصد الربح، مناجاة الأرواح والتنويم المغناطيسي، والتنجيم وقراءة الكف وقراءة ورق اللعب، وكل ما له علاقة بعلم الغيب وتصادر الألبسة والعدد المستعملة.
ولفت ذياب إلى أنه وللأسف أضحت هذه الظاهرة تشهد انتشاراً ملحوظاً في مجتمعنا، وهذا بكل تأكيد له تأثير سلبي على الفرد والمجتمع، لذلك من المفترض ملاحقة هؤلاء ومحاسبتهم قانونياً.
منوهاً إلى أن التخفيف من الآلام الجسدية والنفسية لا يكون إلّا بالعيادات الطبية، فمناجاة الأرواح كما يدعي المشعوذون والتي أصبحت الباب غير الشرعي لهم لجلب الناس البسطاء إلى بيوتهم، ما هي إلّا ظاهرة تجب محاربتها بكل الوسائل، كونها تعد من أكبر الكبائر ومن أخطر الظواهر.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة