خبر عاجل
زخات من المطر مع هبات من الرياح… الحالة الجوية المتوقعة في الأيام القادمة حكومة أمام تحديات السياسة والاقتصاد العدادات “موضة” السوق الجديدة… خبير أسواق لـ«غلوبال»: الدفع الإلكتروني غير مقنع وطبع فئات كبيرة غير ميسّر حالياً بالصور… الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ بدمشق. “معتصم النهار” أفضل ممثل عربي و “نور علي” تنال جائزة الإبداع في مهرجان الفضائيات العربية 2024 عدسة غلوبال ترصد ديربي اللاذقية بين تشرين وحطين في دورة الوفاء والولاء بكرة القدم اتهامات تطال إكثار البذار حول بذار البطاطا…مدير الفرع بدرعا لـ«غلوبال»: التعاقد مع الفلاحين حصراً يتم عن طريق الترخيص الزراعي العقوبات تطيح بالدولار انخفاض درجات الحرارة… الحالة الجوية خلال الأيام الثلاثة القادمة شكاوى من شح المياه… رئيس بلدية جرمانا لـ«غلوبال»: المشكلة في طريقها للحل
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

ماالقطبة المخفية في إصرار أنقرة على التقارب مع دمشق؟

خاص غلوبال ـ علي عبود

تجدّدت التصريحات التركية حول ملف التقارب السوري ـ التركي، واللافت فيها هذه المرة قول وزير الدفاع التركي يشار غولر: “لاتوجد مشاكل تواجه عودة العلاقات بين تركيا وسورية وكل المشكلات بين البلدين يُمكن حلها”!.

بالنسبة إلى سورية فإن أي تقارب بين البلدين لن يتحقق إلا بسحب القوات التركية المحتلة من الأراضي السورية أو بتحديد جدول زمني لهذا الانسحاب، وبالتالي السؤال: هل باتت أنقرة مستعدة لإنهاء احتلالها..ولماذا؟.

لاتكفي محاولات كل من روسيا والعراق وإيران لعقد اجتماعات سورية ـ تركية تسهم في الوصول إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، فهذا التطبيع لن يتحقق دون موافقة أنقرة على جدول زمني للانسحاب من سورية، ونسأل مجدداً: لماذا تلحّ تركيا منذ أشهر على تطبيع العلاقات أيّ عودتها إلى ماكانت عليه قبل عام 2011؟.

وعندما يكشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن “الأتراك مستعدون للانسحاب من سورية” وبأنه يجري “التحضير لاجتماع جديد روسي ـ سوري ـ تركي ـ إيراني سيعقد في مستقبل قريب جداً”، فهذا يعني أن تركيا باتت مستعدة للموافقة على جدول زمني لسحب قواتها المحتلة من سورية، مايدفعنا إلى السؤال المهم جداً: ما القطبة المخفية بإصرار أنقرة على التقارب مع دمشق؟.

لقد أفاض واستفاض المحللون بالأسباب التي تدفع بتركيا للتقارب مع سورية وتطبيع العلاقات معها، لكن قلة منهم تساءلت عن القطبة المخفية في ملف التقارب بين أنقرة ودمشق.

ليس مصادفة أن يأتي تصريح وزير الدفاع التركي بأنه “لاتوجد مشاكل تواجه عودة العلاقات بين تركيا وسورية وكل المشكلات بين البلدين يُمكن حلها” مباشرة بعد يوم واحد من الاجتماع الذي انعقد في إسطنبول بتاريخ 29/8/2024 وضم وزراء مواصلات كل من: العراق وتركيا وقطر والإمارات، الذي بحث الخطوات التنفيذية لمشروع “طريق التنمية” الذي سيبدأ من ميناء البصرة العراقي وصولاً إلى الحدود التركية، ومنها إلى أوروبا.

والسؤال هنا: ما أهمية “طريق التنمية” بالنسبة لتركيا وما علاقته بملف التطبيع مع سورية؟.

تؤكد المعلومات حول “طريق التنمية” الذي تم التوقيع على بروتوكول تنفيذه في 22/4/2024 بين كلٍّ من: وزراء النقل التركي والعراقي والقطري والإماراتي أنه شريان حيوي ليس للعراق فقط وإنما إلى تركيا أيضاً فهو سيزيد التبادل التجاري بين دول الخليج وأوروبا عبر تركيا من جهة، وسيزيد الصادرات التركية عبر طريق قصير من جهة أخرى، والأهم أنه سينخفض الوقت عبره بالمقارنة مع قناة السويس بمقدار أسبوعين!.

نعم، القطبة المخفية في إلحاح أنقرة للتقارب مع دمشق وتطبيع العلاقات معها اتخذ مساراً جدياً بعد توقيع بروتوكول تنفيذ “طريق التنمية”، لأن هذا الطريق يحتاج إلى توفر الأمن والاستقرار داخل العراق وسورية وتركيا، ولايمكن توفير الأمن لطريق التنمية إلا بعد إيجاد الحلول لثلاث مشكلات أساسية: المشكلة الكردية والوجود العسكري الأميركي في العراق، والقطيعة بين تركيا وسورية.

وبما أن “طريق التنمية” هو الخيار الوحيد المتاح أمام تركيا بين الممرات التي بدأت دول المنطقة المناوئة لأمريكا بتنفيذها، فإن أنقرة ستعمل جدياً على إزالة العوائق أمام تنفيذ هذا الطريق، فإذا كان الاحتلال الأمريكي سينتهي قريباً بفعل المقاومة، فإن المشكلة الكردية لايمكن حلها إلا بالتنسيق والتعاون بين العراق وسورية وتركيا.
   
الخلاصة: لقد بات واضحاً الآن أن إصرار أنقرة على التقارب مع دمشق يعود لمصالح تركية اقتصادية وجيوسياسية، لأن “طريق التنمية” لن يبصر النور دون إنجاز ملف التطبيع التركي السوري، وهذا الملف لن يُنجز إلا بإعلان خطي من أنقرة بأنها وافقت على جدولة انسحاب قوات احتلالها من سورية ووقف دعمها للإرهابيين..الخ.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *