خبر عاجل
هل باتت الحلاقة من الكماليات ودخلت في بازار “الفشخرة”… رئيس جمعية المزينين بدمشق لـ«غلوبال»: التسعيرة الجديدة عادلة تركة ثقيلة وحياة المواطن على المحك! الركود يهزم الأسواق وانخفاض في كميات الإنتاج… الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان لـ«غلوبال»: العزوف عن الشراء ساهم في ثبات الأسعار محمد خير الجراح: “الأعمال التركية المُعرّبة حلوة بس مافيها روح” ماس كهربائي يودي بحياة أم وابنتها بقرية كفرفو بطرطوس… رئيس بلدية الصفصافة لـ«غلوبال»: حين وصول الإطفائية كانتا في حالة اختناق إرهابٌ سيبراني متصاعد لإبادة المدنيين مناقشةتحضيرات الموسم الجديد… رئيس دائرة التخطيط بزراعة الحسكة لـ«غلوبال»: الموافقة على عدد من المقترحات للتسهيل على الفلاح وزارة الخارجية والمغتربين تدين الاعتداء الصهيوني على الضاحية الجنوبية في لبنان جهود لحفظ الملكيات وتسهيل الرجوع إليها… مدير المصالح العقارية بحماة لـ«غلوبال»: بعد إنجاز أتمتة سجلات المدينة البدء بأتمتة المناطق عبر شبكة “pdn” تعديل شروط تركيب منظومات الطاقة الشمسية في دمشق… خبير لـ«غلوبال»: على البلديات تنظيم الشروط والمخططات ووضع معايير بيئية وجمالية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

مافيا الاستيراد تقضي على الزراعة!

خاص غلوبال ـ علي عبود

نثق بقدرات مراكز الحجر الصحي والنباتي في منافذ الحدود البرية والبحرية بالكشف عن المستوردات الغذائية الفاسدة أو غير الصالحة للاستهلاك البشري، مثلما كنا نثق بقدرات الحكومات المتعاقبة على مدى العقدين الماضيين بتحويل سورية من مصدر إلى مستورد للسلع الزراعية الأساسية!.

لم نفاجأ مثلاً بتاريخ 2/4/2023 برفض مركز الحجر الصحي النباتي في مرفأ اللاذقية إرسالية 100 طن عدس غير مجروش نتيجة لمخالفتها للتعليمات النافذة، لكننا فوجئنا بتحولنا من بلد مصدر إلى مستورد للعدس، تماماً مثلما حدث في مادة القمح!.

والحق يقال،إن المفاجآت بدأت تتوالى منذ تبني حكومة (2003ـ 2011) لنهج السوق الليبرالي المتوحش، وهو نهج همّش القطاعات الإنتاجية وخاصة الزراعية والصناعية منها لصالح القطاعات الريعية، وكان الشعار السائد على مدى العقدين الماضيين الأولوية للإستيراد!.

وعندما تبدأ الحكومة باستيراد البصل، ولا تنفي إمكانية استيراد اللحوم المجمدة بأنواعها المختلفة بعدما تخلت عن دعم منتجيها فمن الطبيعي أن يدخل العدس قائمة السلع الأساسية المستوردة.

وقد مهدت وزارة الزراعة مبكراً لدخول مادتي العدس والحمص تدريجياً إلى قائمة المستوردات، فبشرتنا منذ مطلع آذار الماضي بأن استيراد العدس مثل الحمص والقمج يسير بوتيرة جيدة.

والمبرر للتحول من بلد ينتج مايكفي المواطنين من العدس مع فائض للتصدير إلى بلد مستورد لكل السلع الزراعية ومستلزماتها جاهز دائماً، وهو الجفاف، وكأنّ سورية كانت على مرّ العقود الماضية تعوم على بحر من المياه قبل أن يضربها الجفاف فجأة فيحولها إلى بلد صحراوي، تخلو من السدود والبحيرات وشبكات الري والآبار المعدة أساساً للزراعات المروية.

وإذا ما استمرت الحكومات الحالية والقادمة بنهج الحكومات السابقة، فلن تبقى سلعة زراعية تكفي السوريين لأكثر من شهر أو اثنين، مع دعوات على درجة عالية من الوثوقية: لاتقلقوا فعقود الاستيراد تكفي وتزيد حاجتنا من السلع الزراعية الأساسية وغير الأساسية،نعم، بعد القمح بدأت سورية تستورد العدس والحمص والفول والبطاطا و..البصل، والحبل على الجرار!!.

وما يُقلقنا ليس اللجوء إلى الاستيراد لأسباب واقعية او مفتعلة، فما من دولة إلا وتستورد احتياجاتها حسب إمكاناتها ومواردها، وإنما تنامي قوة ونفوذ قلة من المستوردين باتت تشكل مافيا فعلية بدليل أن قائمة مستورداتها تزداد عاماً بعد عام سواء بالكميات أو بإضافة مواد جديدة إليها مثل العدس والحمص والبصل، وقريباً اللحوم والفروج..إلخ!.

وما يُقلقنا أكثر فأكثر أن مافيا الاستيراد نجحت بتحويل سورية من بلد زراعي يُنتج معظم احتياجاته من السلع الغذائية مع فائض للتصدير إلى بلد مستورد لمعظم السلع الزراعية ومستلزمات ماتبقى من مساحات لزراعتها بكميات هزيلة، تعمل المافيا على تقزيمها ورفع مستلزمات إنتاجها حتى القضاء عليها نهائياً.

وبوجود مافيا الاستيراد، لم نفاجأ بانتقال سورية من المنتج الأول عربياً إلى مستورد للعدس، فمن يستورد القمح بعدما كان إنتاجه ومخازينه تكفي لثلاث سنوات سيستورد جميع أنواع الحبوب وغيرها بما فيها بذار البطاطا التي تنتج ماكان يطلق عليها حتى وقت قريب الأكلة الشعبية اليومية.

وليس صحيحاً على الإطلاق أن تراجع إنتاجنا من الحبوب والبقوليات سببه الحرب الإرهابية الكونية على سورية، فإنتاجنا من الحبوب تراجع خلال سنوات حكومة اقتصاد السوق الليبرالي المتوحش (2003ـ 2010) ،وأرقام المجموعات الإحصائية تثبت هذه الحقيقة المؤلمة، بل الجريمة الإقتصادية التي لم يُحاسب مرتكبوها حتى الآن.

لو استعرضنا واقع زراعة العدس خلال أعوام ماقبل الحرب على سورية لاكتشفنا التالي:
بلغت المساحة المزروعة بالعدس 150 ألف هكتار عام 2006 انخفضت تدريجياً إلى 149 ألف هكتار عام 2007 فإلى 135.7 عام 2008 فإلى 100 ألف طن عام 2009 لترتفع إلى 131 ألف طن عام 2010،وانخفض إنتاج العدس من 180 ألف طن عام 2006 إلى 109 آلاف طن عام 2007 فإلى 34 ألف طن عام 2008 ليرتفع إلى 102 ألف طن عام 2009 لينخفض مجدداً إلى 77.3 ألف طن عام 2010.

وكان هذا الانخفاض طبيعياً مع انخفاض أنواع الحبوب والبقوليات الأخرى فالقمح خلال الفترة نفسها انخفض من 5 ملايين طن تقريباً إلى 3 ملايين طن والشعير من 1.2 مليون طن إلى 680 ألف طن والذرة الصفراء من 159 ألف طن إلى 133 ألف طن والذرة البيضاء من 4.5 آلاف طن إلى 2.4 ألف طن.

ماذا نستنتج من هذه الأرقام؟
لاعلاقة للحرب ولا للمناخ بتراجع الإنتاج، وإنما بتهميش القطاعات الإنتاجية ودعم الاستهلاك عن طريق الاستيراد، ما أدى إلى بروز مافيا لها خلال سنوات الحرب تقوم بالضغط لاستيراد كل ماتحتاجه سورية من سلع غذائية كانت رائدة بإنتاجها وتصديرها، وإن لم يوضع حد لهذه المافيا التي يقوى نفوذها عاماً بعد عام فستقضي على الزراعة نهائياً في سورية.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *