خبر عاجل
بطولة غرب آسيا.. منتخبنا الوطني يخسر أمام نظيره الأردني اتحاد كرة القدم يعلن تأجيل مباريات دوري الرجال حتى إشعار آخر التنظيمات الإرهابية تواصل هجماتها على ريف حماة الشمالي… مصادر محلية لـ«غلوبال»: دحرهم عن السعن وإفشال محاولات تسللهم على محور السعن- الصبورة- المبعوجة حملة تبرعات يطلقها الاتحاد الوطني للطلبة… رئيس فرع الاتحاد بدرعا لـ«غلوبال»: رغبة كبيرة أبداها طلبة الكليات بتقديم المساعدة لأهلنا المهجرين من حلب تجمع وطني دعماً للجيش العربي السوري في ريف دير الزور الشمالي… المشاركون لـ«غلوبال»: متمسكون بأرضنا ووحدة وسيادة وطننا مركزان لاستضافة المهجرين من حلب… مديرة الشؤون الاجتماعية بطرطوس لـ«غلوبال»: خطة عمل لتقديم الخدمات وتلبية الاحتياجات الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بإضافة 50 بالمئة إلى الرواتب المقطوعة للعسكريين جاهزية قصوى لمرافقها وفروع المؤسسات التابعة… معاون وزير التجارة الداخلية لـ«غلوبال»: المواد الأساسية متوافرة في حماة وكافية لبضعة أشهر بدء استقبل الطلاب المهجرين من حلب… مدير تربية اللاذقية لـ«غلوبال»: توزيعهم وفق رغباتهم وبحسب البعد الجغرافي «الواي فاي» بسرعة 100ميغا… مدير المدينة الجامعية بدمشق لـ«غلوبال»: البداية من المكتبة المركزية ومقهى المدينة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

مامؤشرات تحرر العالم من هيمنة الدولار؟

خاص غلوبال ـ علي عبود

لم تتوقع أمريكا على مدى العقود الماضية باندلاع أيّ تمرد على هيمنتها، وخاصة بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي السابق، وكانت تفرض الحصار والعقوبات على كل مناوئ لسياساتها، ولم تتردد بمحاصرة دول توازيها في القوة العسكرية كروسيا، أو الاقتصادية كالصين.

وكان، ولايزال سلاحها الأمضى هو الدولار، العملة الوحيدة ـ حتى وقت قريب ـ المستخدمة في التجارة الدولية، وخاصة النفط الذي كان يُباع حصرياً بالدولار قبل فرض العقوبات على روسيا والصين.

ومع تزايد عدد الدول التي تتعرض لعقوبات اقتصادية بدأت تكتلات إقليمية طرح مشاريع تحررها من هيمنة الدولار، وكان أبرزها مشروع لدول أمريكا اللاتينية يتضمن إصدار عملة رقمية باسم “سور”  لتكون أداة مالية في تعاملاتها التجارية،  وأداة تحمي اقتصاداتها الوطنية، فما الذي حصل لاحقاً وبسرعة؟.

استشعرت أمريكا الخطر، ورأت أن استخدام عملة بديلة على نطاق واسع في القارة الأمريكية سيعرّض الدولار في المنطقة لضربة قوية وخطرة سترتد تداعياتها على الاقتصاد الأمريكي، ويشجع تكتلات أخرى على التخلي عن الدولار، فقامت أمريكا بممارسة الضغوط وفرض مزيد من العقوبات على دول أمريكا اللاتينية وافتعال الاضطرابات في داخلها وخاصة فنزويلا والأرجنتين والبرازيل…الخ.

وعلى الرغم من العقوبات التي تزداد يوماً بعد يوم على دول أمريكا اللاتينية، فإن بعضها لم يخضع ولم يستسلم، واستمر في المقاومة، ويعمل منذ سنوات على زيادة حجم علاقاته التجارية مع روسيا والصين بمنأى عن الدولار الذي بدأت تتراجع نسبة هيمنته على التجارة العالمية.

ولعل الكثيرون لايعرفون سرّ هيمنة الدولار على العالم، وكانوا يشككون، وربما لايزالون، في قدرة أيّ دولة على استخدام عملات بديلة عنه في مبادلاتها التجارية، وقد أثبتت كل من روسيا والصين والهند وفنزويلا والبرازيل، بأن هناك إمكانات كبيرة لاستخدام عملات بديلة عن الدولار، ما فتح المجال لكافة دول العالم لدفع قيمة مبادلاتها التجارية بالروبل الروسي أو اليوان الصيني.

لقد تمكنت الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية بفرض اتفاقية (بريتون وودز) الاقتصادية التي جعلت الدولار عملة تعتمد في جميع التبادلات التجارية على مستوى العالم، وزادت هيمنة الدولار في عام 1973 بجعل الدولار العملة الوحيدة لشراء وبيع النفط، وبالتالي أصبحت كل الدول ملزمة بشراء الدولار لتسديد ثمن شراء احتياجاتها من السلع ومن النفط.

وهكذا فرضت أمريكا الدولار على العالم، وكانت كل الدول ملزمة بتأمين الدولارات لشراء النفط والسلع المختلفة، مما عرّضها لخسائر كبيرة وزعزغة اقتصاداتها، ولم يتغيّر هذا الأمر إلا في السنوات العشر الأخيرة بفعل العقوبات الاقتصادية التي تميزت بعدوانية شديدة تجاه الدول المتمردة على سياسات أمريكا، ما أثّر على تأمين مستلزمات نموها ومعيشتها.

وإذا كانت الدول النامية لم تستطع التصدي للعقوبات الاقتصادية، فإن الأمر اختلف جذرياً بعد محاولة أمريكا إخضاع دول قوية مثل روسيا والصين بالعقوبات التي تصدر قرارات بتوسيعها يوماً بعد يوم، وللمرة الأولى ترتد العقوبات على أمريكا حيث بدأ حجم التبادل التجاري بالدولار يتراجع بنسب كبيرة.

نعم، لقد أيقظت العقوبات الدول القوية اقتصادياً وعسكرياً وأصبح البند الدائم على جدول أعمال روسيا والصين والهند، وجنوب إفريقيا..الخ، هو كيفية فك الارتباط بالدولار، أو الحد من استخدامه قدر الإمكان، وبدأت الهند منذ سنوات تجري معاملاتها التجارية مع روسيا بالروبل والروبية، كما بدأت تتاجر مؤخراً مع إيران بالتومان والروبية، وهاهي السعودية تقرر بيع نفطها للصين باليوان، وكل هذا مسار يؤشّر للتحول بعيداً عن الدولار.

صحيح أن حصة الدولار من الاحتياطي العالمي لاتزال 60 %، لكن هذه الحصة كانت منذ عشر سنوات تتجاوز 90 %، وكل المعطيات تؤكد أن هذه الحصة تتراجع أكثر فأكثر مع تزايد عدد الدول المنضمة إلى مجموعة بريكس، والتي تخطط لإصدار عملة بديلة خلال وقت قريب.

وكلما زاد عدد الدول المعاقبة من أمريكا، كلما زادت وتيرة انخفاض نسبة حصة الدولار من المبادلات التجارية، واقتربنا أكثر فأكثر من عالم متعدد الأقطاب الذي سيحررها من هيمنة الدولار.

ولعل أمريكا، ومعها الغرب، وتحديداً أوروبا اكتشفوا متأخرين أن نهاية حقبة هيمنة الدولار بدأت منذ اشتعال حرب الناتو ضد روسيا على أرض أوكرانيا من جهة، وبعد انضمام دول عديدة إلى مجموعة بريكس من جهة أخرى، وخاصة أن انضمام السعودية يعني زيادة حجم بيع النفط بسلة عملات غير الدولار.

ومهما بلغت حصة الدولار في التجارة العالمية، فإنه لن يبقى مهيمناً لفترة طويلة وهذا يتوقف على فعالية مجموعة بريكس التي تسيطر حالياً على 50 % من الاقتصاد العالمي، وخاصة في حال إطلاق عملة خاصة بالمجموعة سواء كانت ورقية أم رقمية، وعندما توافق الهند الحليف الوثيق لواشنطن على شراء النفط بالروبل الروسي، وعندما

تقرر السعودية الحليف التاريخي لأمريكا ببيع النفط للصين باليوان، وعندما تعزز الصين من مكانة اليوان في تعاملاتها التجارية مع دول مبادرة الحزام والطريق فكلها مؤشرات تؤكد أنه من المبالغة القول إن الدولار سيبقى المهيمن إلى أمد غير منظور، بل هذه الهيمنة تتراجع وبسرعات قياسية غير مسبوقة ستفقد معها أمريكا قدرتها على استخدام العقوبات لاخضاع العالم لهيمنتها.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *