خبر عاجل
استمرار لخطوات التمصرف والتحول الإلكتروني… مدير الدفع الإلكتروني في التجاري السوري لـ«غلوبال»: إضافة 21 كازية جديدة إلى منظومة الدفع الإلكتروني غلاء مستلزمات الإنتاج يرفع أسعار العسل… مدير زراعة السويداء لـ«غلوبال»: الإنتاج المتوقع أقل من السنوات الماضية إجراءات لتأمين عودة الأهالي وترميم الأسواق التراثية… مدير كهرباء حمص لـ«غلوبال»: توزيع المحولات الواردة فوراً وتركيب 2‐3 منها أسبوعياً الانتخابات ستكون إلكترونية… عضو غرفة تجارة دمشق لـ«غلوبال»: الأولوية تشكيل الأعضاء المناسبين وتجاوز الأخطاء السابقة حسام جنيد يعلّق على خبر حصوله على هدية من “رجل أعمال” عمل كوميدي يجمع سامية الجزائري ونور علي وأيمن عبد السلام في رمضان 2025 ما التصنيف الجديد لمنتخبنا الوطني الأول؟ ما دور هوكشتاين بتفجير أجهزة البيجر في لبنان؟ “العهد” يحاكي البيئة الشامية برؤية مختلفة يعرض في رمضان 2025 اللاعب إبراهيم هيسار ينضم لنادي زاخو العراقي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

ماهذه «الأمريكا» التي شغلها الشاغل هزيمة سورية؟

خاص غلوبال ـ علي عبود

لم تتوقف أمريكا منذ الزلزال الذي ضرب سورية في 6/2/2023 عن ممارسة الضغوط على الحكومات العربية للجم اندفاعها باتجاه إعادة علاقاتها الطبيعية مع سورية.

وتنوعت هذه الضغوط مابين النصائح الدبلوماسية العلنية، والتهديد بتطبيق قانون قيصر على كل دولة تقيم علاقات سياسية واقتصادية مع الحكومة السورية، وكان آخرها ماصدر عن اجتماع قمة المجموعة (جي 7) في طوكيو!.

ولا نملك إجابة عن السؤال: هل كانت الإدارة الأمريكية تتوقع أم فوجئت باستعادة سورية لمقعدها في الجامعة العربية؟.

المنطق يقول: إن الإدارة الأمريكية علمت مسبقاً من دول خليجية وغير خليجية كالأردن بأن المملكة السعودية قررت بعد إتفاقها المفاجئ للكثيرين مع إيران، بالانفتاح على سورية، وأن يُتوج هذا الانفتاح بدعوتها لحضور القمة العربية في جدة!.

ومع أن ماكينة الضغط الأمريكية، التي واكبتها ماكينة ضغط أوروبية، مع حركة غير مسبوقة للكونغرس الأمريكي بمناقشة مشروع قانون جديد يمنع إقامة أي علاقات مع الحكومة السورية، فإن الرئيس السوري حضر القمة العربية في جدة وكان نجمها الوحيد باعتراف الإعلام الأمريكي والصهيوني، الذي صبّ جام غضبه على الإدارة الأمريكية التي فشلت بإسقاط الأسد على مدى 12 عاماً.

ولعل السؤال الذي لم يستطع الإجابة عنه أي مسؤول أمريكي وصهيوني حالي أو سابق، ولا أي مركز دراسات في واشنطن هو: ما أسباب صمود الرئيس بشار الأسد في مواجهة ”الربيع العربي“؟.

كان لافتاً بالنسبة لهؤلاء سقوط كل رؤساء الدول الذين كانوا أتباعاً لأمريكا والذين استهدفهم الربيع ”الأمريكي“، باستثناء الرئيس الأسد، ولم يستوعبوا حضوره القمة العربية الذين ضغطوا لإرغام الأنظمة العربية على طرده منها منذ 12 عاماً، وكأنّ شيئاً لم يحدث، إلى حد أن صحفاً أمريكية وصفت حضور الأسد القمة العربية بأنه هزيمة مدوّية للإدارة الأمريكية!.

وبغض النظر عن الآراء والتحليلات المؤيدة أو المعارضة للم الشمل العربي بعد صراعات دامية منذ عام 2011 في عدد من الدول العربية، فإن السؤال الذي لم يطرح علناً حتى الآن هو: ماهذه ”الأمريكا“ التي شغلها الشاغل هزيمة سورية منذ حرب 6 تشرين الأول عام 1973؟.
  
إذا استثنينا العامل الإسرائيلي فلن نجد جواباً لهذا السؤال، لأن سورية لاتشكل مصلحة استراتيجية لأمريكا في المنطقة التي تنشر فيها قواعد عسكرية وأساطيل حربية، كفلت لها على مدى العقود الماضية إخضاع دولها للهيمنة الأمريكية المطلقة.

لاحظوا إن العلاقات الأمريكية السورية كانت تبدو جيدة، كذلك العلاقات السورية مع الدول العربية كانت تبدو في أحسن أحوالها، خلال محادثات السلام السورية الإسرائيلية التي انطلقت في مدريد عام 1991، وأن العلاقات ساءت بعد فشل هذه المحادثات، لتعود الضغوط الأمريكية على سورية بقوانين أكثر شراسة.

ماجرى قبل انعقاد القمة العربية في جدة كان متوقعاً، لم يكن مفاجئاً، فالإدارة الأمريكية لم تتوقف عن توجيه النصائح والتحذيرات والتهديدات من خطر حضور سورية للقمة، لكن لم يتوقع الكثيرون، بل غالباً فوجئوا بأن يتحول الكونغرس الأمريكي فجأة إلى خلية نحل شغلها الشاغل حرق المراحل القانونية لإقرار قانون يمنع الإدارة الأمريكية من إقامة أي اتصال مع الحكومة السورية، وبتوسيع قانون قيصر لناحية تشديد العقوبات لمنع أي حكومة عربية من مساعدة سورية في إعادة الإعمار.

نعم استنفر الكونغرس والإدارة الأمريكية، والحكومة العميقة التي تحكم أمريكا والإتحاد الأوروبي، منذ زلزال 6/2/2023 لمنع عودة العرب إلى سورية، وراهنوا على نجاح الضغوط، لكنهم فوجئوا بإصرار المملكة السعودية على تطبيع علاقاتها مع إيران المحاصرة أمريكياً وصهيونياً، وبالسرعة اللامتوقعة لإصرارها بتمهيد الطريق واجتثاث العراقيل أمام استعادة سورية لمقعدها في الجامعة بلا قيود وبلا شروط مسبقة أو لاحقة.

ونرى أن مامن أهمية ولا تأثير لأي عقوبات سارية أو جديدة كقانون ”مكافحة التطبيع“ مع الحكومة السورية إذا ماقررت الحكومات العربية تطوير عودتها الدبلوماسية إلى سورية إلى تعاون تجاري واقتصادي والانخراط بمشاريع إعادة الإعمار لتمكين النازحين وخاصة في لبنان والأردن من العودة لمناطقهم التي دمرها الإرهاب الأمريكي، بل يمكن الجزم بأن العرب قادرون، في حال أرادوا، تحويل العقوبات إلى حبر على ورق لأن أمريكا لن تغامر بمصالحها في الدول الخليجية مهما كانت الأثمان الأخرى التي ستتخلى عنها!.

الخلاصة: نقلت مجلة نيوزويك الأميركية عن دبلوماسيين سوريين في نيويورك قولهم: عودة سورية إلى الجامعة تحمل معها رسالة إلى الولايات المتحدة لإنهاء وجودها العسكري المستمرّ، والعقوبات التي تستهدف البلاد.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *