ما أسباب انخفاض أسعار الفروج؟

خاص غلوبال ـ علي عبود

لنتفق أولاً أن أصحاب المداجن لن يبيعوا الفروج بأقل من تكلفته إلا في حالات استثنائية كتعرض القطيع للأمراض، أو عندما تصبح تكلفة تربيته مكلفة وتسبّب بخسارة أكثر من بيعه بأسعار منخفضة، وبالتالي فالسؤال: ما أسباب انخفاض الفروج في الأسابيع الأخيرة؟.

من الصعب معرفة الإجابة، فالجهات المعنية غير متفقة على أسباب انخفاض سعر الفروج هل هي المناخ أو الأمراض، أو التهريب أم زيادة الإنتاج أو تراجع الاستهلاك بفعل تدني الدخل..الخ؟.

وإذا كانت وزارة الزراعة تنفي الذبح العشوائي للفروج بسبب وجود مرض التهاب الكبد ما أدى إلى زيادة العرض، وبالتالي انحفاض الأسعار، فما هو سبب انخفاض سعر الفروج؟.

برأي الوزارة إن السبب هو زيادة الإنتاج بفعل عودة عدد كبير من المربين إلى العملية الإنتاجية نتيجة الأرباح الجيدة التي حققها المربون في الشتاء والربيع الماضي، وهذه المعلومة تكشف أن المربين كانوا يحققون أرباحاً عالية في الأشهر السابقة والتي تجاوزت نسبة 70 %، واضطروا إلى تخفيضها مع زيادة الإنتاج والعرض.

لقد لاحظت الوزارة وجود زيادة كبيرة على الطلب للصيصان ودخول مزارع جديدة للإنتاج كانت متوقفة، ما أدى إلى زيادة العرض وبالتالي انخفاض الأسعار، وأكدت أن مرض التهاب الكبد لم يؤثر في العرض لأنه أصلاً لم ينتشر في كل المزارع وإنما في مداجن قليلة التي لم تلتزم ببرامج التحصين.

ومن الطبيعي أن يؤدي انتشار الأمراض إلى زيادة عمليات الذبح العشوائي ليتجنب المربون الخسائر، وبالتالي السؤال: هل الفروج المعروض في دمشق آمن صحياً؟.

مديرية الشؤون الصحية في محافظة دمشق تؤكد أن مذابح الفروج الخمس تحت الرقابة الدائمة، ولكن ماذا عن آلاف الفراريج التي يتم ذبحها في محلات بيع الفروج الحي؟.

والسؤال: هل زيادة عدد منشآت الدواجن من 4350 إلى 5300 منشأة أدت إلى انخفاض أسعار الفروج؟.

إذا كان الإنتاج زاد، فزاد معه العرض ما أدى إلى انخفاض سعر الفروج فهذا يعني إما أن السبب قبول المربين بأرباح أقل أو أنهم تلقوا دعماً مباشراً من الجهات الحكومية وخاصة بالنسبة للأعلاف والمحروقات.

وبرأي أصحاب محال بيع الفروج فإنّ سبب انخفاض سعره هو زيادة الإنتاج وقلة الطلب، فالإنتاج ينخفض خلال أشهر تموز وآب وأيلول، ويعود للارتفاع في الأشهر التالية بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وبخاصة التدفئة، وتوقف أفواج التربية الجديدة.

ونشير في هذا السياق إلى أنها ليست المرة الأولى التي ينخفض فيها سعر الفروج لفترة قصيرة ليعاود الارتفاع مجدداً، وخاصة في فصل الشتاء، والمسألة ليست في زيادة أعداد المداجن، فالسبب الرئيسي هو بأسعار الأعلاف التي انخفضت في الأشهر الأخيرة، وبدعم المربين بالمازوت المدعوم، كما أن المربين يعتمدون على أصحاب المنشآت السياحية والمطاعم والمولات، ومحال بيع الشاورما والفروج المشوي..الخ، لتسويق فراريجهم وليس على المستهلكين الذين يشترون أقل من احتياجاتهم وبالقطعة الواحدة!.

الخلاصة: انخفاض أسعار الفروج الحي لم يطل الأفخاذ والشرحات والدبوس سواء في المحال أو المولات إلا بنسب بسيطة، في حين بقيت أسعار الشاورما والمشوي والبروستد على حالها تقريباً، وهي تختلف من محل إلى آخر، حسب المنطقة،  والتصنيف، وبدل الإيجارات، وأسعار الغاز المستجر من السوق السوداء..الخ.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة