خبر عاجل
استمرار لخطوات التمصرف والتحول الإلكتروني… مدير الدفع الإلكتروني في التجاري السوري لـ«غلوبال»: إضافة 21 كازية جديدة إلى منظومة الدفع الإلكتروني غلاء مستلزمات الإنتاج يرفع أسعار العسل… مدير زراعة السويداء لـ«غلوبال»: الإنتاج المتوقع أقل من السنوات الماضية إجراءات لتأمين عودة الأهالي وترميم الأسواق التراثية… مدير كهرباء حمص لـ«غلوبال»: توزيع المحولات الواردة فوراً وتركيب 2‐3 منها أسبوعياً الانتخابات ستكون إلكترونية… عضو غرفة تجارة دمشق لـ«غلوبال»: الأولوية تشكيل الأعضاء المناسبين وتجاوز الأخطاء السابقة حسام جنيد يعلّق على خبر حصوله على هدية من “رجل أعمال” عمل كوميدي يجمع سامية الجزائري ونور علي وأيمن عبد السلام في رمضان 2025 ما التصنيف الجديد لمنتخبنا الوطني الأول؟ ما دور هوكشتاين بتفجير أجهزة البيجر في لبنان؟ “العهد” يحاكي البيئة الشامية برؤية مختلفة يعرض في رمضان 2025 اللاعب إبراهيم هيسار ينضم لنادي زاخو العراقي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

ما دور هوكشتاين بتفجير أجهزة البيجر في لبنان؟

خاص غلوبال ـ علي عبود

يريدنا وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن أن نصدق بأن بلاده لم تعلم بالهجوم الإرهابي الإلكتروني على لبنان، وبأنها لم تشارك في هذا العدوان، مثلما أردنا التصديق دون أي استفسار أو سؤال أن أمريكا لم تشارك لوجستياً في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

السؤال: ماذا كان يفعل المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين في “إسرائيل” قبل ساعات من بدء العملية الإرهابية الإلكترونية ـ السيبرانية التي استمرت يومين، والتي تسببت بارتقاء مالايقل عن 30 شهيداً و3200 جريحاً؟.

الملفت أننا لانعرف إن كان هوكشتاين مبعوثاً من الرئيس الأمريكي أم من الحكومة العميقة، وهل يتلقى أوامره من البنتاغون أم السي أي أي؟.

ومايؤكد الدور القذر والمحوري لأمريكا في شن عملية إرهابية هي الأولى من نوعها في العالم على لبنان أن التقنيات والأدوات المستخدمة فيها لاتملكها سوى الولايات المتحدة، وهي تحتاج إلى طائرة خاصة بالحروب السيبرانية تحلق فوق المنطقة المستهدفة، أما “إسرائيل”  فلم تكن سوى أداة تنفيذية مساعدة بإطلاق عدد من المسيّرات فوق مناطق شبكات إرسال أجهزة البيجر.

نعم، السؤال: هل هي مصادفة بحتة أن يحضر هوكشتاين كل الاجتماعات الأمنية في “إسرائيل” قبل وقت قصير من ساعة الصفر للعدوان الإلكتروني ـ السيبراني على لبنان؟.
 
وبماأننا أمام هجوم إرهابي هو الأول من نوعه في العالم، فقد تعددت النظريات حول أسباب انفجار أجهزة البيجر اللاسلكية، وبعدها بطاريات الليثيوم الخاصة بالطاقة الشمسية الموصولة بالإنترنت، ولا يدري اللبنانيون ماهي المفاجأة الأمريكية التالية لقتلهم؟.

من أبرز النظريات المتداولة حول أسباب “تفجير البيجر” اثنتان: الأولى اختراق شبكات إرسال الأجهزة، وإرسال كود أدى إلى زيادة تحميل بطارياتها فانفجارها، والثانية تفخيخ أجهزة البيجر أثناء تصنيعها، وفي الحالتين فالأمريكي وحده من يملك تقنيات الاختراق وإمكانيات التفخيخ، و“الإسرائيلي” مجرد أداة تنفيذية مساعدة لكنها تتصدر المشهد وتتيح للأمريكي الزعم: لم أكن أعلم.. لم أشارك.

طبعاً، الإعلام الأمريكي حاضر دائماً لبث روايات كاذبة تشتت الأنظار عن المجرم الحقيقي، وتوحي بأن “الإسرائيلي” تمكّن من ردع محور المقاومة من خلال عمليات تستهدف قياداتها وتصوره بأنه متمرد ليس على الإدارة الأمريكية فقط، وإنما متمرد أيضاً على الحكومة الأمريكية العميقة.

ولم يبالغ أحد المحللين العسكريين اللبنانيين بقوله إن هوكشتاين أتى إلى “إسرائيل”،  لإخبارها بساعة الصفر وبدورها لبدء العملية الإرهابية الإلكتروني ـ السيبرانية على لبنان، وليس لتحذيرها من شن حرب شاملة في شمال فلسطين المحتلة تؤدي إلى تفجير المنطقة.

وما يؤكد الإنخراط الأمريكي المباشر في الحرب الإلكترونية السيبرانية على لبنان ماكشفه الخبير العسكري المصري ورئيس جهاز الاستطلاع المصري الأسبق، اللواء محمد عبد المنعم، فقد بيّن بأن عملية تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي لحزب الله، تمت باستخدام تقنية عالية الدقة، من خلال رصد الحيز الترددي لتلك الأجهزة ومن ثم استهدافها بموجات كهرومغناطيسية تسبب انفجار بطارية الجهاز وتسبب إصابات بالغة لمن يحمله، وهي نفس العملية التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق أيام الغزو الأمريكي.

وشدد اللواء عبد المنعم على أن “إسرائيل” لا تمتلك هذه التقنية العالية، وأقصى ما تملكه هو تحديد الحيز الترددي للأجهزة فقط، أما استهداف الأجهزة اللاسلكية بالموجات الكهرومغناطيسية فهي عملية أمريكية، لذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعد شريكة مع إسرائيل في تنفيذ العملية.

وفي هذا السياق استبعد عدد من المختصين اللبنانيين في الاتصالات سيناريو تفجير بطاريات الليثيوم المشغلة لأجهزة البيجر عبر إغراقها بالرسائل التي تؤدي إلى إجهاد الجهاز، ومن ثم اختراق البطارية وانفجارها بسبب اختلاف التركيبة الكيميائية لكل بطارية على حدة، مايجعل من انفجار عدد كبير من الأجهزة في وقت واحد أمراً مستبعداً، لكنهم رجحوا نظرية أشار إليها عميل الاستخبارات الأمريكية السابق إدوارد سنودن وهي وصول هذه الأجهزة مفخخة من الخارج إلى لبنان نتيجة لخرق استخباراتي ما على مستوى المصنع والمورد إلى خط تصنيع الأجهزة المخصصة للشحن إلى لبنان، ومن ثم زرع عبوات صغيرة داخلها بانتظار ساعة تفجيرها، وهي عملية لايمكن أن تنفذ إلا عن طريق الاستخبارات الأمريكية وعلى مستوى عال من السرية.

ولعل السؤال الذي سيكون محور التحقيق الذي بدأته المقاومة فور تفجير أجهزة البيجر هو: كيف وصل العدو إلى معلومات أمّنت له الوصول إلى شحنة أجهزة الاتصالات؟.

اما السؤال المهم جداً فهو: لماذا اختارت “إسرائيل” علناً وأمريكا سراً هذا التوقيت لتفجير البيجر الذي كان مفاجأة للجميع في لبنان وفي العالم؟.

حسب مسؤول “إسرائيلي” سابق، فإن أجهزة المخابرات “الإسرائيلية” خططت لتنفيذ عملية الأجهزة المفخخة كضربة افتتاحية مفاجئة في حرب شاملة، من أجل شلّ عناصر حزب الله بشكل مؤقت ما يعطيها أفضلية كبيرة في الهجوم، لكن أمريكا أمرت بتنفيذها مبكراً للضغط على حزب الله للقبول بالشروط الإسرائيلية ومن أبرزها انسحابه من الشريط الحدودي وإقامة منطقة عازلة تتيح عودة المستوطنين إلى الشمال المحتل..الخ.

نعم، لقد أرادت أمريكا من هذا العدوان الإرهابي تأكيد تفوّق “إسرائيل”  الأمني، وأنها في حال يقظة دائمة، ومع ذلك فإن  تحقيق الأهداف الأمريكية ـ الإسرائيلية للعملية الإرهابية في لبنان لم ولن يتحقق، فما من قوة تجبر المقاومة اللبنانية على الاستسلام ووقف إسناد غزة.

وإذا كان مضمون رسالة “إسرائيل” من العملية الإرهابية لحزب الله: (لانريد التقيد بقواعد الاشتباك.. لقد ضقنا بحرب الاستنزاف ونريد تغيير المعادلة)، فقد سبق للأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أن أجاب عن الرسالة قبل أشهر: تريدون حرباً شاملة فلتكن حرباً شاملة بلا ضوابط وبلا سقوف..إلخ.

الخلاصة: مهما انتشت حكومة “إسرائيل”  بالعملية الإلكترونية ـ السيبرانية الأولى من نوعها على لبنان بإدارة أمريكية من خلال المبعوث المريب هوكشتاين، فإنها ستدفع قريباً جداً الثمن باهظاً، فقد أكد حزب الله أن المجرم سينال قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب، ومن حيث لايحتسب.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *