خبر عاجل
الذهب مستمر في تحطيم الأرقام القياسية محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: بتنا أقرب إلى سعر 3 آلاف دولار للأونصة بعد تحديد موعد التسجيل… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: توزيع مازوت التدفئة اعتباراً من الشهر المقبل والأولوية للمناطق الباردة أرقام فلكية لأجور قطاف وتخزين التفاح… رئيس اتحاد فلاحي السويداء لـ«غلوبال»: تأخر صدور التسعيرة انعكس سلباً على واقع المحصول كندا حنا في عمل جديد بعنوان “عن الحُبّ والموت” من إخراج سيف الدين سبيعي تدهور سرفيس على طريق دير الزور الميادين… مدير مشفى الأسد لـ«غلوبال»: وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بينهم أطفال ونساء وفاة لاعب منتخب سورية لكرة السلة غيث الشامي درجات حرارة ادنى من المعدل… الحالة الجوية المتوقعة هل باتت الحلاقة من الكماليات ودخلت في بازار “الفشخرة”… رئيس جمعية المزينين بدمشق لـ«غلوبال»: التسعيرة الجديدة عادلة تركة ثقيلة وحياة المواطن على المحك! الركود يهزم الأسواق وانخفاض في كميات الإنتاج… الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان لـ«غلوبال»: العزوف عن الشراء ساهم في ثبات الأسعار
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

ما هكذا تورد الإبل..!

خاص غلوبال – سامي عيسى

سورية حباها الله جمالاً خاصاً، وهنا لا أقصد الجمال بمعنى جمال الطبيعة والجغرافية والإنسان، وكل ماتعنيه معاني الجمال فحسب، بل أقصد كل مكونات الدولة السورية، بما فيها الطبيعية والبشرية والإنسانية، وصولاً إلى التكوين النموذجي في الحالة الاقتصادية المتنوعة، والتي تشبه لوحة فسيفساء رائعة الوصف والدقة، وخير دليل ما تحتويه الأرض السورية، من خيرات بترولية ونسيج إنتاجي “زراعي صناعي” ومكون خدمي يفرد أجنحته على قطاعات خدمية واستثمارية لا تخرج عن اللوحة المذكورة، بل تشكل قوة دفع حقيقية نحو اقتصاد متنوع الموارد.

لكن للأسف الشديد هذا لم يعجب الآخرين، فكان ما كان من حروب طمعاً بهذا التنوع الاقتصادي بقصد استغلاله ونهبه، وما حدث خلال سنوات الحرب الكونية خير مثال، فالاحتلالان “الأمريكي والتركي” وأعوانهم من أهل البلد يستعمرون وينهبون خيرات الشعب السوري، وحرمان اقتصاده من موارده الأساسية، التي كانت مصدر القوة له خلال عشرات العقود الماضية من الزمن.

وهذه حقيقة ليست مجالاً للخلاف عليها مع أحد، بقدر ما هي ثوابت وطنية ينبغي عدم التخلي عنها، مهما كانت الأسباب والتبريرات، وما يعزز قوة الإنتاج الوطني التي تعتمد فيها على تكاملية الإنتاجية الوطنية، وهذه محورها الأساسي يكمن في سياسة الدولة التصنيعية، التي بنيت عليها خلال المراحل السابقة ومازالت على موارد، بدايتها إنتاج زراعي وفير مروراً بمرافق خدمية متنوعة، وصولاً لإنتاجية صناعية ترسم العائد الاقتصادي المطلوب، محققين قوة إنتاج استطاعت الصمود طيلة سنوات الحرب الكونية، رغم ما أصابها من استهداف مباشر من قبل الإرهاب وداعميه وخروج آلاف المنشآت الصناعية، والورش والحرف المنتجة، ناهيك عن ضرب البنية التحتية والخدمية الداعمة لها.

الأمر الذي أثر على قوة الإنتاج في شقيها الزراعي والصناعي، وأوجد حالة ضعف في تأمين خدمات البنية التحتية، من موارد الطاقة والمحروقات ومستلزمات أولية وغيرها من مصادر تدخل في تركيبتها.

وبالتالي عودة الإنتاجية إلى سابق عهدها تحتاج قبل كل شيء لإرادة وطنية جامعة ينطوي الجميع تحتها، مكونات شعب بأكمله، مجتمع مدني وأهلي مؤسسات حكومية تقود وتفعل، وترسم سياسة  يصطف الجميع فيها لإعادة سورية بكل موقعها “الإنتاجي والثقافي والإنساني والأخلاقي والتاريخي وغير ذلك كثير..”

والأهم اصطفاف أهل التجارة وتجارها وكبار رؤوس الأموال فيها، والأهم معالجة أثرياء الحرب الذين سرقوا الكثير من قوت الشعب، مستغلين حاجة الدولة لتأمين مستلزمات قوتها، وقوت شعبها في ظل ظروف صعبة يغلفها الحصار الاقتصادي والعقوبات الظالمة، وقبلها الحرب التي دمرت الكثير من مكونات الشعب السوري.

وبالتالي أي كلام يختلف فيما قلناه، وما ذكرناه من مقومات عودة مكونات الدولة للعمل، وتحسين واقع التشغيل الذي يحصن الاقتصاد الوطني ولايصب في مصلحة الوطن والمواطن، ونقول للجميع وخاصة أهل التجار والحكومة “ماهكذا تورد الإبل يا…؟!”، والتوريد يبدأ بتجار شرفاء، وأدوات تنفيذ غايتها الأساسية عودة الحياة الإنتاجية الى سابق عهدها، وغير ذلك لايوجد شيء للورود، ولا إبل تحتاجه.

فهل تعي الحكومة وتجارنا الشرفاء هذه المسألة وتبدأ بمعالجة أثرياء الحرب، وبها تكون أولى خطوات الورود لعودة الأمور إلى نصابها، بحيث يستقر معها كل شيء في مقدمتها: النشاط الزراعي والصناعي والخدمي، وانعكاس كل ذلك على مستوى معيشة المواطن وتحسين ظروفها.

هل تفعلها الحكومة مع تجارها الشرفاء، ونلمس حالة تغيير مباشرة، أم تبقى الإبل على حالها، والواقع يزداد سوءاً..؟!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *