مبادرات شعبية ورسمية للنظافة في حمص… مدير البيئة لـ«غلوبال»: ننفذ برنامجاً للحفاظ على نظافة المدينة
خاص حمص – زينب سلوم
رغم تراجع أسهم العمل التطوعي وتراكم النفايات في خضم مفرزات الأزمة، وضعف الإمكانات وقلة عدد عمال النظافة والحدائق، وما ترتب على ذلك من كثرة مخالفة الشروط البيئية من المنشآت الحرفية والصناعية في محافظة حمص، فإن المحافظة تعيش منذ قرابة الشهر فعاليات غير مسبوقة ضمن احتفالية “يوم البيئة الوطني”، والذي تحول بفضل تضافر جهود الجميع إلى تظاهرة توعوية ممتدة على شهر كامل.
والمتجول هذه الأيام في أحياء مدينة حمص يمكن ملاحظة أنها اتبعت برنامجاً مجدولاً لإحياء الفعالية كل يوم في منطقة أو حي، للقيام بنشاطات يساهم في الجميع بشكل تعاون وغيرية أبناء مجتمعنا للحفاظ على بيئة نظيفة.
وأوضح المهندس طلال العلي مدير البيئة في محافظة حمص في تصريح خاص لـ«غلوبال» أن الهدف الأول من هذه الفعاليات هو التوعية، مشدّداً على أهمية دور الإعلام في تسليط الضوء على القضايا البيئية التي وللأسف تراجع الاهتمام بها في ظل الأزمة، ومؤكداً انعكاس الوضع الاقتصادي الذي نعيشه على البيئة بشقيه السلبي والإيجابي، فعلى الصعيد الإيجابي قلّ التلوث بفضل قلة الانبعاثات من المنشآت المتعطلة كلياً أو جزئياً بفعل عوامل متعددة، كما أصبح المواطن أقل هدراً ورمياً للنفايات، وأكثر ميلاً نحو التوفير وإعادة تدوير المخلفات، أما على الصعيد السلبي فقد لمسنا قلة الالتزام بالشروط البيئية من المنشآت الصناعية والحرفية التي تناثرت في كل مكان مستغلة قلة الرقابة وانشغال الجهات المعنية، ناهيك عن مشكلات قلة اليد العاملة في نشاطات النظافة في ظلّ قلة الحوافز رغم ما تحتاجه تلك الأعمال من مشقة ومهارة، وقلة الآليات واهتلاكها وقلة المحروقات اللازمة لتسييرها في ظل ترامي مساحات المحافظة.
وتابع المهندس العلي: تتركز أنشطتنا على حشد جهود الوحدات الإدارية، والأهالي والجمعيات والمنظمات بإشراف مجلس المحافظة وبالتعاون مع المديرية والمحافظة، مع التركيز على تكريم عمال النظافة والحدائق، وإجراء فعاليات تستهدف توعية الأطفال في المدارس، وحثّ كل جهة على تقديم مساهمتها ضمن اختصاصها وإمكاناتها.
وبين مدير البيئة أن مجلس المدينة ينفذ برنامجاً للحفاظ على نظافة المدينة وتحفيز جميع الأهالي على المشاركة في النشاطات التي ينظمها بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمنظمات، وقد لاحظنا مخرجات جديدة وملموسة لهذا النوع من النشاطات.
ولفت العلي إلى أهمية دور وزارة الإدارة المحلية في تأطير وتنظيم أعمال الحفاظ على البيئة والنظافة وتعديل القوانين السابقة والإجراءات الكفيلة بتطوير الحفاظ على البيئة، إضافةً لدورها الأساسي في إنشاء المناطق الصناعية والحرفية في جميع أرجاء المحافظة، وما يحققه نقل الفعاليات إليها في إبعاد مظاهر التلوث عن الأحياء السكنية.
ونوه العلي إلى أن نشاطات المديرية لا تستهدف مجرّد فرض المخالفات والغرامات بل تهدف إلى التوعية والتأكيد بأن النشاط مهما كان اقتصادياً فيجب أن يكون مستداماً وتنموياً، وألا يكون قد حقق نمواً على حساب هدم جانب آخر أهم منه.
وحول الصعوبات التي تواجهها المديرية، أوضح العلي بأن مشروع الإصلاح الإداري دمج المديرية منذ عام 2017، إلا أن الجهود لم تثمر بعد في وضع هيكل تنظيمي ووظيفي يكمل النقص في العنصر البشري وفي الاعتمادات المالية والآليات وصيانتها ووقودها بهدف تنشيط عمل المديرية.
بدوره محمد مصعب العكام، عضو مجلس مدينة حمص بين في تصريح لـ«غلوبال» بأن المجلس وبالتعاون مع رؤساء لجان الأحياء والمجتمع الأهلي يقيم حملات نظافة متكاملة وفق برنامج شمل العديد من الأحياء، بتنسيق كامل مع المحافظة ومديرية البيئة ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل واتحادي شبيبة الثورة والطلبة، وفرع طلائع البعث بحمص.
مشيراً إلى أن تلك الحملات تضمنت أنشطة تطوعية شملت تقليم الأشجار وخاصة القريبة من الأسلاك الناقلة للكهرباء وتعزيل المصارف المطرية، وصيانة أجهزة الإنارة وتعقيم الحاويات، وتكنيس الشوارع، وتوزيع بروتوشورات توعوية للمحال والمواطنين، مؤكداً بأن تلك النشاطات ليست حكراً على أي جهة عامة أو خاصة، بل هي مسؤولية الجميع وتعكس الوجه الحضاري لكل المدينة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة