مباشر…. كلمة الرئيس الأسد أثناء تأدية القسم الدستوري
أدى الرئيس بشار الأسد القسم الدستوري رئيساً للجمهورية العربية السورية أمام رئيس وأعضاء مجلس الشعب وبحضور شخصيات سياسية وحزبية ودينية وإعلامية وعلمية وثقافية ورياضية وفنية واجتماعية وعائلات شهداء وجرحى ومتميزين ومتفوقين.
وقال الرئيس الأسد خلال كلمة بعد أداء القسم الدستوري:
🔹 “أحييكم تحية الوطن الراسخ في زمن الصمود الشامخ في زمن التهافت تحية الشعب الذي حمى وطنه بدمه وحمله أمانة في القلب والروح” .
🔹 “برهنتم بوعيكم وانتمائكم الوطني أن الشعوب لا تهون عزيمتها في الدفاع عن حقوقها مهما أعد المستعمرون من عدة، أرادوها فوضى تحرق وطننا وأطلقتم بوحدتكم الوطنية رصاصة الرحمة على المشاريع التي استهدفت الوطن” .
🔹 “في المراحل الأولى كان رهان الأعداء على خوفنا من الإرهاب وتحويل المواطن السوري إلى مرتزق يبيع وطنه”.
🔹 “السوريون داخل وطنهم يزدادون تحديا وصلابة والذين خطط لهم أن يكونوا ورقة ضد وطنهم تحولوا إلى رصيد له في الخارج يقدمون أنفسهم له في أوقات الحاجة“.
🔹 “الوعي الشعبي هو حصنكم وهو حصننا وهو المعيار الذي نقيس به مدى قدرتنا على تحدي الصعاب والتمييز بين الخيانة والوطنية وبين الثورة والإرهاب”.
🔹”استقرار المجتمع هو أولى المسلمات وكل ما يمس أمنه وأمانه مرفوض بشكل مطلقء وأي مجتمع لا يكرس القيم ويحترمها لا يمكن أن يكون مجتمعاً مستقراً ومزدهراً”.
🔹 “أكرر دعوتي لكل من غرر به وراهن على سقوط الوطن وعلى انهيار الدولة أن يعود إلى حضن الوطن لأن الرهانات سقطت وبقي الوطن”.
🔹 “أيها الشعب العزيز أيها الشعب الصامد أحييكم تحية الوطن الراسخ في زمن السقوط، الشامخ في زمن التهافت والخنوع، تحية الشعب الذي حمى وطنه بدمه، وحمله أمانة في القلب والروح، فكان على قدر مسؤوليته التاريخية حين صان الأمانة وحفظ العهد، وجسد الانتماء في أسمى معانيه والوحدة الوطنية في أبهى صورها، وأثبت للعالم من جديد أن قدر سورية أن تمنح التاريخ ملاحم يقرأ صفحاتها كل من يريد أن يتزود بدروس الشرف والعزة والكرامة والحرية الحقيقية“.
🔹 “لقد برهنتم بوعيكم وانتمائكم الوطني خلال الحرب، أن الشعوب الحية التي تعرف طريقها إلى الحرية لا تتعب في سبيل حريتها مهما طال الطريق وصعب، ولا تهون عزيمتها أو تفتر همتها في الدفاع عن حقوقها مهما أعد المستعمرون من عدة التوحش والترهيب وعديد المرتزقة والمأجورين، وكانت وقفتكم بالنسبة لكل عدو صدمة، ولكل خائن عبرة، فقد أرادوها فوضى تحرق وطننا، فكان أن خرج من رحم انتظامكم للدفاع عن الوطن ترياقاً يقوض أهدافهم، أرادوها تقسيماً استكمالاً لما قسمه اسلافهم قبل مئة عام فلجمتم أوهامهم وأطلقتم بوحدتكم الوطنية في الوطن والمغترب رصاصة الرحمة على مشاريع فتنتهم الطائفية والعرقية، وأثبتم مرة أخرى وحدة معركة الدستور والوطن، فثبتم الدستور كأولوية غير خاضعة للنقاش أو للمساومات، لأنه عنوان الوطن ولأنه قرار الشعب”.
🔹 “بالرغم من قسوة الظروف إلا أن الإصرار على التفاعل الشعبي الكبير مع تلك المناسبة على امتداد الأسابيع التي سبقت التصويت، كان سيد الموقف، ذلك التفاعل في المدن والبلدات والقرى، لدى الأفراد والعائلات والعشائر التي تفخر بانتمائها لوطنها، والتي نفخر بانتمائنا إليها، لا يمكن وصفه إلا بحالة سمو وطني، ولا يمكن تفسيره إلا بكونه وعياً وطنياً عميقاً لمعاني الاستحقاق ولمصيريته، بالنسبة لوجود الوطن ومستقبله واستقراره، كل ذلك لم يكن جديداً على شعبنا، فهي ليست المرة الأولى التي يظهر فيها رقيه الوطني في مراحل مفصلية، لكن تكرار الأفعال لا يعني تكرار النتائج، لأن النتائج تتبدل بحسب الظروف”.
🔹 “المرحلة القادمة في إطار الاستثمارات هي التركيز على الاستثمار في الطاقات البديلة وهو استثمار رابح ومجزٍ “.
🔹 “في المراحل الأولى كان رهان الأعداء على خوفنا من الإرهاب ويأسنا من التحرير أما اليوم فالرهان هو على تحويل المواطن السوري إلى مرتزق يبيع وطنه وقيمه مقابل حفنة مشروطة من الدولارات أو لقمة عيش مغمسة بالذل يتصدقون بها عليه، رهان كان على الزمن، فهو كفيل بتحقيق الأهداف المخططة ولو بعد حين، لكن النتائج أتت معاكسة للقواعد التي افترضوها وساروا بناءً عليها، وما حصل شكل هزة لا يمكن تجاهلها، لأن حساباتهم في كل مفصل تأتي خاطئة، فالسوريون داخل وطنهم يزدادون تحدياً وصلابة. أما الذين هجروا وخطط لهم أن يكونوا ورقة ضد وطنهم فقد تحولوا إلى رصيد له في لخارج يقدمون أنفسهم له أوقات الحاجة”.
🔹 “الشعب الذي خاض حرباً ضروسا واستعاد معظم أراضيه بكل تأكيد قادر على بناء اقتصاده في أصعب الظروف وبنفس الإرادة والتصميم”.
🔹 “أثبتنا أننا شعب لا يُدجن وعيه وأن الشعوب العريقة تحيا في الواقع الحي لا في الواقع الافتراضي ولا تسقط في فخ الاستسلام المجاني”.
🔹 “لقد حققنا معاً المعادلة الوطنية، فنحن شعب غني بتنوعه لكنه متجانس بقوامه، حر متنوع بأفكاره وتوجهاته، لكنه متماسك ببنيانه، رفيق حتى بخصومه، لكنه عنيد بوطنيته، متحدٍ بعنفوانه، شرس في الدفاع عن كرامته”.
🔹 “الوعي الشعبي الوطني هو حصننا هو الذي يزيل الغشاوة عن العيون عندما ننظر لمستقبلنا، هو المعيار الذي نقيس به مدى قوتنا وقدرتنا على تحدي ومواجهة وهزيمة كل الصعاب، به نميز ما بين الثوابت كالوطن والشعب، وما بين المتغيرات كالأشخاص والظروف، به نميز ما بين المصطلحات الحقيقية والوهمية، بين العمالة والمعارضة، بين الثورة والإرهاب، بين الخيانة والوطنية، بين إصلاح الداخل وتسليم الوطن للخارج، بين النزاع والعدوان، بين الحرب الأهلية والحرب الوجودية دفاعاً عن الوطن”.
🔹 “هذه المقدرة على التمييز بين الوهم والحقيقة على عزل السم عن العسل هي التي مكنتنا من تحويل حدث دستوري، إلى عمل سياسي وطني استراتيجي، حمل ونشر رسائل كبرى عن الإجماع الوطني والتجانس الاجتماعي، والتمسك بسيادتنا وحقوقنا، وهي التي أعطتنا القدرة على فهم الخطط المعادية، وتحديد مسارات العدوان، وجعلتنا أكثر قدرة في مواجهتها وتخفيف اضرارها”.
🔹 “نخسر عندما نصدق أن النأي بالنفس هو سياسة وأنه يقيناً من شظايا الاضطراب في محيطنا وعندما نعتقد أن القضايا المحيطة بنا منعزلة عن قضيتنا ونربح عندما نفهم في العمق أن أقرب تلك لقضايا إلينا هي قضية فلسطين“.
🔹 “تبقى قضية تحرير ما تبقى من أرضنا نصب أعيننا، تحريرها من الإرهابيين ومن رعاتهم الأتراك والأمريكيين”.
🔹 “نوجه التحية والتقدير لكل سوري وطني في المناطق الشمالية الشرقية وقف في وجه المحتل الأمريكي وحاول طرده وهو أعزل وواجه عملاءه من المرتزقة وقدم الشهداء“.
🔹”استقرار المجتمع هو أولى المسلمات وكل ما يمس أمنه وأمان أفراده ومصالحه مرفوض بشكل مطلق بغض النظر عن أي سبب أو أي تبرير، قيم المجتمع.. احترام الرموز الاجتماعية، احترام الرموز الوطنية، احترام العلم والعلماء، احترام المعلم، احترام المواطن المنتج، تكريس قيم التسامح والمحبة والخير وغيرها الكثير من القيم الراقية والحضارية التي هي في طور التآكل ليس بسبب الحرب، ولكن تآكلت عبر العقود، لأسباب مختلفة”.
🔹” لابد من تكريس هذه القيم، لأن أي مجتمع لا يكرس القيم، لا يحمل القيم، لا يحترم القيم، لا يمكن أن يكون مجتمع مستقر، ولا يمكن أن يكون مجتمع مزدهر، لأن أكبر سبب من أسباب الأزمة التي عشناها هي غياب القيم وغياب الأخلاق، هي ليست سبب حقيقي بل هي السبب الأهم، والسبب الأعمق”.
🔹” العقائد هي روح المجتمع من دونها نفقد انسانيتنا، هي بوصلة وهي أخلاق، احترامها واجب على الجميع، والمساس بها محرم على الجميع أيضاً، الانتماء، انتماء الإنسان للقرية.. للمدينة.. للدين.. للوطن.. للقومية، كل هذه العناصر هي أساس إحساس الإنسان بانتمائه للمجتمع، ومن يفقد الانتماء لا خير له.. لا خير فيه لبلده، ولا أمان له تجاه مجتمعه”.
🔹” الأرض هي الكيان والوجود، لذلك قيل الأرض كالعرض لا يفرط بها ولا يساوم عليها، كل ما سبق من هذه المسلمات وهناك طبعاً مسلمات أخرى، كلها هي التي تشكل الوطن المسلم الأكبر، أي الوطن، لذلك من غير المقبول ومن غير المنطقي أن نسمع دائماً بأن الوطن خط أحمر.. الوطن لا يمس، الوطن مسلمة ولكن نمس بكل المسلمات الأخرى التي تؤدي إليه، هي الطريق إلى الوطن، وهي الطريق إلى الوطنية ومن دونها الوطن هو عبارة عن حالة عاطفية، أو عبارة عن مجرد شعار فارغ لا معنى له”.
🔹” هذه المسلمات هي التي دفعت عائلات بأكملها لإرسال أبنائها ليقدموا أرواحهم وأجسادهم فداءً لوطنهم، هذه المسلمات هي التي أسست للمواقف الوطنية والأخلاقية الصلبة كثير من السوريين من شرائح وفي مواقع مختلفة، وثبتتها بالرغم من التهديد المباشر لحياتهم أو عائلاتهم أو رزقهم خلال الحرب، وهي المرجعية التي استندنا إليها في مواقفنا، وهي الدرع الذي حمانا من تأثير الحرب النفسية المعقدة التي تعرضنا لها خلال الحرب”.
🔹”خلال عشر سنوات ونيف من الحرب، كانت هواجسنا متعددة، فطغت في البداية الأمنية منها والخوف على وحدة الوطن، أما اليوم فجلها هو حول تحرير ما تبقى من الأرض ومواجهة التداعيات الاقتصادية والمعاشية للحرب، فإذا كنا نرى أن الحالة الأمنية اليوم قد استقرت في أغلب المناطق، وأن مجتمعنا حافظ على وحدته، بل متنها، فإن ذلك ما كان ليحدث لو فقدنا إيماننا بقدراتنا واستسلمنا للأمر الواقع والأوهام التي سوقت إلينا”.
🔹”إيماننا بجيشنا واحتضاننا له حقق الأمن وهو الذي سيكمل التحرير ولو بعد حين، إيماننا بأنفسنا.. بتاريخنا.. بثقافتنا عزز وحدتنا، هذا الإيمان حقق ما يشبه المستحيل في ظروفنا وهذا الإيمان هو ما نحتاجه اليوم لمواجهة الحرب الاقتصادية لنحول نتائجها لمصلحتنا، ونحن قادرون على ذلك بكل تأكيد”.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة