مدينة الحجار السود تحاول لمّ شمل أبنائها، رئيس مجلس مدينة حمص لـ”غلوبال”: معظم شوارع المدينة خالية من الأنقاض
كغيرها من المدن السورية التي تعرضت لويلات الإرهاب الغادرة، لاتزال مدينة حمص تنفض عنها غبار سنون حرب دمرت بنيتها التحتية وأخرجت مؤسساتها عن الخدمة وهجرت ابنائها
مدينة الحجار السود والفكاهة الساخرة تحاول جمع نفسها ولم شمل أبنائها من جديد ممن تركوها مجبرين بسبب العصابات الإرهابية المسلحة، لتبق عاصية عن الاستسلام لقدر اسود ترسمه ثلة من المسلحين الجهلة.
أنقاض ضخمة أنهكت أحياء وشوارع المدينة ومنعت الأهالي من العودة لأحيائهم، كان لابد من إزالتها، حيث أكد رئيس مجلس مدينة حمص المهندس عبد الله البواب لـ”غلوبال”، أنه تم ترحيل أكثر من /75/ألف متر مكعب من الأنقاض بأحياء( كرم شمشم، وادي السايح، كرم الزيتون، دير بعلبة، البياضة، الخالدية والسلطانية )، فضلاً عن هدم أبنية آيلة للسقوط تشكل خطورة على السلامة العامة وعددها /274/ بناء بمختلف الأحياء، لتكون معظم شوارع المدينة خالية من الأنقاض.
مشاكل خدمية عديدة تعاني منها أحياء المدينة تتعلق بالنقل، والاهتمام بالنظافة والحدائق و وتزفيت الشوارع وإنارتها ومعالجة إشغالات الأرصفة…، وأمام هذا الواقع أكد المهندس البواب، استمرار العمل لتقديم كل الخدمات التي من شأنها تسهيل عودة الأهالي إلى أحيائهم، مؤكداً أن مديرية النظافة لا تدخر جهداً بالحفاظ على نظافة أحياء المدينة رغم الإمكانيات المحدودة وقلة العمال، كما تطرق إلى الأعمال اليومية المنفذة من ورشات مجلس المدينة كتقديم الخدمات اللازمة لقطاع الحدائق و أعمال الكنس وتجريد الشوارع وإزالة المكبات العشوائية وتعقيم الحاويات وتنفيذ أعمال رش المبيدات الحشرية وتوزيع الطعوم الخاصة بمكافحة القوارض و الكلاب الشاردة.
وأشار المهندس البواب، إلى مجموعة من المشاريع التي تم تنفيذها مؤخرا ومنها إنشاء شارع الشبكات في حي الشماس و مد قميص إسفلتي كامل لشوارع بيت الطويل في حي عكرمة الجنوبي، بالإضافة إلى استكمال أعمال تجهيز المنطقة الحرفية بحي دير بعلبة.
ولأن الأسواق تمثل روح المدينة وقوتها الاقتصادية والاجتماعية، وعودتها تعني دوران العجلة الاقتصادية من جديد، كان لابد من اتخاذ إجراءات لإعادة تنشيط الوسط التجاري في المدينة، حيث أشارت المهندسة ريم بعلبكي مدير مكتب دعم القرار والتخطيط الإقليمي في محافظة حمص لـ”غلوبال”، إلى الانتهاء من تنفيذ المراحل الثلاثة الأولى من ترميم السوق المسقوف والتي تمت بموجب وثيقة التفاهم الموقعة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإعادة تأهيل وترميم السوق التراثي في الوسط التجاري للمدينة والذي يضم 810 محل تجاري، حيث تضمنت هذه المراحل (تركيب واجهات المحلات– البنى التحتية– إنارة بالطاقة الشمسية– وتركيب السقف المعدني مع التغطية)، موضحةً أن عدد المحلات في السوق المسقوف يبلغ 631.
و فيما يخص المرحلة الرابعة والنهائية من العمل، أشارت المهندسة بعلبكي إلى أنها تتضمن تأهيل 179 محل تجاري في محاور (شارع أبو العوف- زين العابدين- سوق الصاغة مع العبارات- الخياطين- البازرباشي- الهادي- الأطرش) وخان القيصرية، حيث يتم المتابعة مع برنامج الأمم المتحدة لاستكمال إنجازها، مشيرة إلى إعادة ترميم السوق التراثي.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة
