مزارعو التبغ والإنصاف المفقود
خاص غلوبال – زهير المحمد
يبدو أننا سنذكر الجهات المعنية في كل موسم عن الغبن الذي يتعرض له المزارعون، على الرغم من أن الإنتاج الزراعي يجب أن يكون في مقدمة الأولويات لأن المحاصيل الزراعية بمختلف أصنافها تشكل حاملاً رئيسياً من حوامل الاقتصاد وأي تقصير في دعم المزارعين، وتأمين مستلزمات الإنتاج وتحديد الأسعار المنصفة والمتناسبة مع الجهد والتكلفة سينعكس على توفر المادة أو الإقلاع عن إنتاجها.
قبل أسابيع حذر رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية من عزوف جماعي عن زراعة البندورة مع توقعات بغيابها عن قائمة الزراعات المحمية بسبب وجود زراعات تعطي مردوداً أفضل، قد تجنب المزارعين الخسائر الكبيرة التي يتعرضون لها عندما تنخفض الأسعار.
وما سمعناه عن موسم البندورة، يردده مزارعو التبغ الذين يشتكون سنوياً من انخفاض الأسعار، ولعل المفاجئ الآن أن المعنيين بالتسعير قالوا بأنهم لبوا مطالبات المزارعين وحددوا أسعاراً منصفة، لكن أفضل أنواع الدخان المنتج لم يتجاوز سعر الكيلو منه الخمس والثلاثين ألفاً، فيما ارتفع ثمن الكروز الواحد من الدخان الوطني بما يقارب السعر الجديد لأفضل الأنواع، وهذا الغبن يؤدي إلى أمرين، الأول أن المزارعين يضطرون لبيع الدخان تهريباً وبسعر يتجاوز الثلاثمئة ألف للكيلو، وفي حالة إخفاقهم عن تحقيق المردود المناسب يقلعون عن زراعة الدخان ويفتشون عن محاصيل أخرى تحقق الجدوى الاقتصادية وتتكبد مؤسسة التبغ خسائر كبيرة بسبب قلة المواد الأساسية لتشغيل معاملها، علماً أن مؤسسة التبغ من المؤسسات الرابحة والحرص على تصاعد أرباحها مرهون أصلاً بإنصاف المنتجين فهل يتحقق ذلك؟.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة