مستحقو الدعم يسألون: متى الدفعة القادمة؟
خاص شبكة غلوبال الإعلامية – بقلم: شادية اسبر
حالي حال مئات آلاف الأسر من “المدعومين”، منذ بداية الشهر الجاري، أفتح يومياً تطبيق “وين”، وأبحث فيه عن متى؟
داخل التطبيق، وبالتحديد، في أيقونة “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك”، حكاية “ذكاء حكومي”، “يتذاكى” على “مواطن مدعوم”، “يتغابى” هذا الأخير، وفي كل مرة يمثّل دور “المصدّق”.
يتصدر الصفحة المذكورة، “مواد متاحة للشراء المباشر”، (سكر مباشر، مياه كبيرة، مياه صغيرة، رز مباشر)، وباستثناء “مياه كبيرة”، تؤكد صالات عدة لمراجعيها، أن تلك المواد، غير متوفرة، فكيف بها متاحة!؟
ومع اختفاء جميع المواد المدعومة من مطابخنا (أرز وسكر)، ونسياننا “الشاي والزيت المدعومين”، وارتفاع سعر مثيلاتها الجنوني في الأسواق، بات البحث عن موعد الدفعة القادمة أكثر إلحاحاً، وباتت الأسر “المدعومة” تفتح تطبيق “وين” لتبحث عن “متى” أكثر من مرة يومياً، وخاصة مع مرور أربعة أشهر ونصف على بدء الدفعة السابقة.
في الأول من آذار الماضي، بدأت دورة جديدة لبيع المواد المخصصة عبر البطاقة الإلكترونية، استلم “مدعومين” كثر مخصصاتهم، استهلكوها على مدى أشهر أربعة انتهت مع انتهاء حزيران، أشهر لم يتوقف خلالها الشارع السوري عن تلقي الصدمات “المدعومة”، التي قسّمته إلى شرائح يُرفع عنها الدعم تدريجياً، وبغض النظر عن مناقشة إيجابيات وثغرات تلك القرارات، وما تركته من آثار على نسبة ليست بقليلة من المواطنين، ودون الخوض في نقاشات مدى أحقية أو عدم أحقية رفع الدعم عن تلك الشرائح أو إعادته، فإنه من المؤكد، ودون أي التباس، أن من بقي تحت مظلة الدعم الحكومي هم بالفعل من مستحقيه، فماذا عن مستحقاتهم المكفولة حكومياً؟ ومن يتحمل مسؤولية تحملهم أعباء مادية باهظة جراء تأخر استلامها، وهم ليسوا بحمل أي زيادة على أعباءـــ حتى مع الدعم ــ أرهقت كاهل رب “الأسرة المدعومة”؟
“تم استلام الدفعة الحالية”، “الرجاء انتظار الدفعة القادمة”، هكذا يجيبنا “وين” في كل مرة، ونحن ننتظر، نعلم جيداً أن تأمين المواد يحتاج لجهد كبير، تقول الحكومة أنها لن تدخره لتأمينها، كما نعلم جيداً ماذا ستجيب إن سألها أحد عن التأخير، فالعقوبات والحصار، وانقطاع سلاسل التوريدات، والمشكلة الاقتصادية الغذائية العالمية، كلها أمور في حسبان المواطن، لكن التغلب عليها ليس من مسؤولياته، كل ما يريده، صراحة وشفافية وحقيقة، هو الذي أثبت عبر سنوات الحرب أنه يسبق الحكومات بخطوات، فيتحمل، ويصمد، وينتظر، وأحياناً يبحث ليبرر وكل ذلك محبة للوطن، مواطن يريد فقط الوضوح، إنه لا يريد كلمة “متاحة”، ليتكلف عناء وتكاليف الذهاب إلى الصالات فيصطدم بــ “غير متوفرة”، يحتاج فقط لمن يحترم تساؤلاته ويجيب عنها، ليقول له: وقت استلام مستحقاته.. أسباب أي تأخير… مدة التأمين…إلخ.
كل ما يُقدم له، فيديوهات دعائية عن تغليف، وتعبئة، وتوزيع، ومستودعات، تغرق منصات التواصل الاجتماعي، لكن أين تلك الصالات واقعاً؟ والسؤال الأكبر متى؟
تمر الأيام، ولم يخرج أي مسؤول “تجاري”، كي يقول كلمة لمواطن “مدعوم”، متى “الدفعة القادمة المنتظرة”؟ ليبق في الأنفس شيء من متى، كالذي بقي من حتّى في نفس سيباويه.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة