مسح حكومي-أممي يُظهر رقم مرعب من الأسر السورية بلا أمن غذائيّ
في الوقت الذي حذّر فيه برنامج الأغذية العالمي، في تقرير له بالأمس، من الارتفاع الحاد في مستويات انعدام الأمن الغذائي في عدة دول بينها سورية، خلال الأشهر الـ4 القادمة، ظهر مسح حكومي رسميّ أجرته هيئة تخطيط الدولة بالتعاون مع المكتب المركزي للإحصاء وبرنامج الغذاء العالمي، وجاء فيه أن نصف الأسر السورية بلا أمن غذائيّ.
المسح أجري نهاية العام 2020، لكن بدأ تداول أرقامه إعلاميا مؤخرا على الكثير من المواقع الالكترونية، و شمل 13 محافظة (باستثناء محافظة إدلب).
بحسب نتائج المسح، فإن 8.3% من الأسر التي شملها المسح تعاني من انعدام شديد في أمنها الغذائي، و47.2 % منها صُنّف أمنها الغذائي في خانة الانعدام المتوسّط، في حين أن 39.4% فقط تتمتّع بأمن غذائي مقبول، إلا أنها تبقى معرّضة لانعدام أمنها الغذائي نتيجة أيّ صدمة، أمّا الأسر الآمنة غذائياً فإن نسبتها لم تتعدَّ 5.1%.
و صنّف المسح الأسر المحرومة من الغذاء إجرائياً إلى ثلاثة مستويات: الأكثر حرماناً، المتوسّطة الحرمان، والنادرة الحرمان، وبحسب النتائج، فإن نسبة الأسر الأكثر حرماناً بلغت حوالى 30.7% (كانت 22% عام 2015)، علماً أن مردّ تصنيفها هذا اضطرارها لعدم تناول الطعام لأكثر من 10 مرّات خلال الشهر السابق لتنفيذ المسح ميدانياً، أمّا الأسر المتوسّطة الحرمان، فهي التي تَكرّر عدم تمكّنها من الحصول على الغذاء من 3 إلى 10 مرات خلال الشهر المذكور، وقد بلغت نسبتها حوالى 33.7 % (أقلّ من النسبة المسجّلة عام 2015 والبالغة حوالى 47%)، وبالنسبة إلى الأسر النادرة الحرمان، والتي تَكرّر عدم تمكّنها من الحصول على الغذاء لمرّة واحدة أو لمرّتين فقط خلال الشهر السابق لتنفيذ المسح، فقد شكّلت نسبتها حوالى 36%، بعد أن كانت عام 2015 حوالى 31%.
هذه الأرقام جرت نهاية عام 2020، وحكما زادت خلال هذا العام بعد ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية مؤخرا، بسبب الغلاء الفاحش و تدني مستوى الأجور، ليكون السؤال الذي يطرح نفسه، عمّا تخبئه لنا الأيام القادمة؟ وهل فعلا باتت سورية أمام خطر المجاعة الأكيدة؟
طريقك الصحيح نحو الحقيقة