مشتقات الألبان غلاء في الأسعار وتراجع في النوعية
خاص غلوبال – زهير المحمد
يبدو أننا سوف نترحم على الأيام الماضية، ولن نتعب الذاكرة في العودة إلى خمس سنوات مضت، عندما كنا نشتري سطل اللبن سعة كيليين بخمسمئة ليرة، وكانت القشطة تغطي وجه السطل بالكامل، بل يكفي لنعود إلى العام الماضي عندما كنا نشتري الكيلو بثلاثة آلاف، وقبل أسبوع فقط كانت أسعار اللبن أرخص بألف ليرة للكيلو.
وعلى وقع التهديدات شبه اليومية للمستهلك بإصدار تسعيرة جديدة للألبان ومشتقاتها، مع أنه لا أحد ينتظر تلك التسعيرات الجديدة، حيث أصبحت القدرة لأي شخص يبيع ويشتري أن يضع السعر الذي يريد، وقد لايحتاج سوى وضع التسعيرة على المادة كي ينجو من تأثير مراقبي التموين إن حضروا.
والقضية في الألبان ومشتقاتها لم تعد تقتصر على التحريك المستمر للأسعار، وإنما بمظاهر سلبية عديدة، منها أن العبوات التي تباع على أنها كيلو غرام لاتحتوي أكثر من ثمانمئة غرام، وأن السعر يختلف من بائع لآخر وبفرق يصل إلى ألف ليرة بالكيلو على الأقل، والمسألة الأهم أن معظم الألبان التي تباع في الأسواق وحتى في الأرياف تباع بعد سحب الدسم.
لقد كان المستهلكون يتوقعون بأن تنخفض أسعار الألبان ومشتقاتها بعد هذا الموسم المطير والأجواء النهارية الدافئة التي حولت الأرض إلى مروج خضراء، ومراع شبه مجانية للمواشي والحيوانات الداجنة، لكن المشكلة على مايبدو أن المربين ومواشيهم قد تعودوا على استخدام الأعلاف الجاهزة التي ارتفعت أسعارها قبل أيام، وشجعت المربين والتجار على اعتماد أسعار جديدة تعوضهم عن الزيادة التي لحقت بتكاليف الأعلاف الجافة كالكسبة والنخالة ومواد تغذية الحيوانات الأخرى.
فيما تم ترك المستهلك يضرب أخماساً بأسداس دون أن يجد من يعوض عليه فروقات الأسعار التي ترتفع باستمرار للألبان ومشتقاتها وغيرها من السلع، وترافق ذلك بتراجع النوعية وعلى عينك ياتاجر.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة