معادلة الغذاء والغلاء ترهق أمهات يتحايلن بالبدائل… خبيرة تغذية لـ «غلوبال»: تعويض النقص للأطفال بالبدائل الأرخص والمكملات الغذائية

خاص دمشق – بشرى كوسا 

تواصل أسعار السلع الغذائية الارتفاع، حتى بلغت مستويات اعتبرتها العديد من العائلات السورية خارج قدرتها، حيث ارتفعت منذ بداية العام الجاري 100% لتفوق تكلفة تأمين متطلبات الطعام يومياً قدرة الغالبية، وهو ما أكدته العديد من السيدات لـ «غلوبال».

واشتكت السيدات في أحد الأحياء السكنية في مناطق المخالفات من زيادة أعباء الحياة وغلاء المعيشة في ظل ارتفاع غير مسبوق بأسعار السلع وانخفاض قيمة الراتب رغم الزيادة الأخيرة.

إحدى السيدات وهي أم لخمسة أبناء تقول: بات التفكير بتحضير طبخة يومياً أمراً مرهقاً، والخيارات المتاحة أمامنا ضاقت جداً فتكلفة أقل وجبة غداء تحتاج 50 ألف ليرة، مضيفة: إذا أردتي تحضير طبخة مجدرة، فالعدس بنحو 20ألف ليرة، والبرغل بنحو 10 آلاف ليرة وليتر زيت الزيتون تجاوز ال 60 ألف ليرة، و كيلو البصل ب 5 آلاف ليرة.

تقول الأم وهي تختار حبات البندورة الأقل جودة لأن سعرها ينخفض قليلاً عن تلك الناضجة، أقصد المجيء في وقت متأخر بعد وصول الخضر صباحاً لأحصل على طبخة من الخضر المتبقية بأقل الأسعار، وتأمين الطعام يومياً بات مهمة شاقة.

ولخصت سيدة أخرى الوضع بالقول: كل شيء بات صعباً علينا حتى صحن مفركة البطاطا أصبح عبئاً، ومنذ أكثر من عام لم نشتر أي نوع من أنواع اللحوم، متسائلة إلى متى هذه الحال..!.

أستاذ كلية الاقتصاد في جامعة حلب حسن حزوري أكد في تصريح لـ «غلوبال» بأن متوسط أي وجبة لأسرة مكونة من 5 أشخاص يحتاج إلى 100 ألف ليرة، واذا أرادت الأسرة تناول وجبتين فإنها تحتاج إلى  200 ألف ليرة يومياً، أي تحتاج شهرياً إلى 6 ملايين ليرة تكاليف للغذاء فقط.

وأضاف حزوري: إن نسبة 80% من السكان أصبحت تحت خط الفقر، بمعنى لم تعد قادرة على تأمين أدنى حاجاتها الأساسية للاستمرار في الحياة.

وأمام الواقع الحالي، فإن أشد تحد يمكن أن تواجهه أي عائلة هو تحدي الحصول على الأطعمة الصحية.

ولذلك نصحت أخصائية التغذية الدكتورة ندى التاجر، في تصريح خاص لـ «غلوبال» الأمهات باللجوء إلى البدائل المتوافرة لتعويض النقص في الفيتامينات والمعادن  والأحماض الأمينية التي يحتاجها الجسم، وإذا اضطر الأمر لابد من الاستعانة بالمكملات الغذائية.

وأوضحت التاجر أن أهم العناصر الغذائية هي البروتينات بنوعيها، الحيواني موجودة في اللحوم- الأسماك- الدجاج، ومع ارتفاع أسعارها يمكن الاستعاضة عنها بالنوع الثاني، وهو البروتين النباتي في الورقيات الخضراء(الملوخية -السبانخ الخبيزة -البراصيا) أما الأحماض الأمينية فيمكن تعويضها من فول الصويا الذي يحتوي على جميع الأحماض الأمينية التي يحتاجها الجسم.

وأضافت التاجر: إن عنصر الحديد يمكن تعويضه من المكملات الغذائية لأن نقصه يسبب الوهن والتعب والشعور بالإرهاق وتساقط الشعر، محذرة من الأمراض الجلدية الناتجة عن نقص الفيتامينات A و E و الزنك.

وأشارت التاجر إلى أهمية الكالسيوم الموجود في الحليب – الألبان- والأجبان،  لذلك نصحت العائلات بالحرص على توفير مصدر واحد منها على الأقل رغم ضيق الحال، ويمكن الاستعانة بملعقة سمسم صباحاً الغني بالكالسيوم الضروري جداً للأطفال في مرحلة النمو، وعند الضرورة يمكن اللجوء إلى تناول المتممات الغذائية للكالسيوم والحديد على شكل كبسولات لليافعين، أو بشكل سائل للأطفال في محاولة لتجنب التقصير أمامهم.

ولفتت التاجر إلى أهمية الخضر كالكوسا واليقطين المفيدة جداً، والفواكه الغنية بالفيتامينات، ولذلك يجب الحرص على تناول صنف واحد على الأقل من فاكهة الموسم للحصول أيضاً على الألياف الضرورية للجسم، داعية الأمهات للتحايل رغم الغلاء والحرص على توفيرها  للحفاظ على الصحة العامة.

وحول عواقب نقص التغذية للأجيال القادمة أكدت التاجر بأن نقص الكالسيوم  وفيتامين D تسبب ترقق عظام بأعمار مبكرة أو مشكلة عدم نمو جيد، وحتى لدى الكبار أيضاً.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة