معارض “بالجملة” أين النتائج؟
غلوبال اقتصاد
خاص غلوبال – مادلين جليس
خلال شهر واحد، كان علي وبحكم مهنتي وعملي الصحفي أن أزور مايقارب خمسة معارض، منها النسيجي ومنها الغذائي ومنها الزراعي والكيميائي وغير ذلك.
وكان لابد تبعاً لذلك أن أرفق مقالاتي الصحفية بتصريحات لمنظمي هذه المعارض، وللمشاركين فيها إضافة إلى آراء الزوار بهذه المعارض، وملاحظات الرعاة من مؤسسات حكومية وخاصة على حد سواء.
كل تلك التصريحات أشارت إلى أهمية إقامة هذا المعرض من ناحية الترويج للمنتج المحلي وتعزيز حضوره في السوق المحلية، ومن ثم الانطلاق نحو استعادة الأسواق الخارجية التي خسرها نتيجة الأزمة التي مرت بها سورية ومنافسة منتجات أجنبية له فيها، إضافة إلى العمل على التشبيك مع أسواق عالمية جديدة تستقبل المنتج السوري المعروف بجودته العالية والمتميزة.
لاتظنوا أني أخطأت في الفقرة السابقة، فهذا الكلام قيل في كل المعارض، مع اختلاف بسيط في بعض الكلمات وتغيير غير ملحوظ في عدد من الجمل والعبارات.
وإذا عدتم إلى المعارض التي أقيمت قبل خمس سنوات من اليوم، وقرأتم أخبار افتتاحها، فإنكم حتماً ستلاحظون أنها أيضا تتحدث عن أهمية إقامة هذه المعارض من ناحية الترويج للمنتج المحلي وتعزيز حضوره… إلى نهاية التصريح، والكلمات التي لم تجد أي نتيجة تذكر.
فلا المنتج تعزز في السوق المحلية، ولا استطاع استعادة الأسواق الضائعة، ولا حتى كان قادراً على الدخول لأسواق جديدة، لكن ومع كل ذلك، فكل عام تمتلئ روزنامة المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الخارجية بالعشرات من هذه الفعاليات على اختلاف أنواعها، وتشابه هدفها، وتشابه أيضاً عدم جدواها، فماذا بعد ذلك؟.
ألا ينبغي حقاً الاتجاه نحو تحسين هذه المنتجات، قبل الترويج لها من خلال المعارض والفعاليات؟ ألا يجدر دعم الصناعة السورية وتمكينها من المنافسة محلياً قبل التفكير في زجّها في منافسة خارجية مع منتجات عالمية تسبقها بسنوات صناعية بسبب توفر الظروف الملائمة لتطورها وتحسينها؟.
ألا ينبغي أن تنتهي الشعارات والتصريحات الجاهزة، واستبدالها بالعمل الحقيقي والجاد لدعم الصناعة السورية وتأهيل مصانعها ومنشآتها لتكون منافساً حقيقياً للمنتجات الأجنبية التي تأخد مكانها في السوق المحلية “تهريباً”.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة