مع غلاء المنظفات هل يعود القمل والجرب؟
خاص غلوبال – زهير المحمد
في جلسة سابقة لمجلس الوزراء تم التأكيد على ضرورة الاهتمام بصناعة المنظفات والموافقة على خطة وزارة الصناعة بتشغيل وتطوير شركة سار للمنظفات، وعلى الرغم من أننا لانستطيع أن نجزم بأن أسعار منتجات هذا المصنع الذي يتبع القطاع العام ستكون أرخص من غيرها، لكننا نستطيع التوقع بأنها ستكون أكثر جودة، ولاسيما أن لهذه الشركة سمعتها الطيبة التي اكتسبتها عبر( مسحوق التايد و اللودالين و سار) ومنتجات أخرى، وكانت بالفعل منافسة حقيقية لمنتجات القطاع الخاص بالجودة.
المشكلة الآن أن أسعار المنظفات قد حلقت كثيراً وبدأ الكثير من أصحاب الدخل المحدود يفتشون عن النوعيات الأرخص والأقل سعراً، وانتشرت أماكن بيع المنظفات (فرط) ليس بسبب رخص السعر فقط، وإنما لأن سعر العبوة بات يتراوح بين 10 إلى 40 ألفاً بحسب النوع أو الوزن، فيفضل الكثيرون شراء كمشة مسحوق غسيل أو فنجان سائل جلي أو كأس شامبو وفق مقولة (كلو عند العرب صابون).
وما يزيد في معاناة الناس شح موارد المياه التي ترفد الشبكة للاستخدامات المنزلية حيث يضطر البعض لشراء مياه الاستخدامات المنزلية (مجهولة المصدر) ومياه الشرب بالبيدونات وبمبالغ قد تلتهم الراتب مع المطاط الذي يحزمه.
وفي ظل هذا الواقع ألا يبدو الحديث عن عودة الجرب والقمل والبراغيث إلى شرائح واسعة من الناس منطقياً؟.
لقد باتت النظافة الشخصية مكلفة جداً قياساً بالدخل لأنها تحتاج إلى مياه نظيفة تأتي عبر الشبكة الخاضعة للمراقبة والمعالجة بالكلور، وتحتاج الى كميات مناسبة من الصابون وسوائل الجلي ومساحيق المنظفات المطابقة للمواصفات وهذا كله يتناقص بسبب هيجان الأسعار، ما يجعلنا نقترح بإدراج الجمعيات الخيرية مادة المنظفات في معوناتها، وأن تسعى وزارة التموين إضافة ذلك على البطاقة الذكية وبسعر مدعوم.
مع أن الذكاء الفطري أو الصناعي لم يعد قادراً على ترميم الفروق الكبيرة بين الدخل وأبسط متطلبات الحياة، وإذا أضفنا لهذا وذاك التعطل المفاجئ للغسالة العادية أو الآلية قد يبقيها كذلك إلى ماشاء الله لأن تصليحها قد يكلف قيمة الراتب لعدة أشهر.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة