مغامرات دمج المؤسسات هل ستأتي بانفراجات..؟!
خاص غلوبال – هني الحمدان
من الضروري تبني خطط استثمارية مدروسة بعناية، تأخذ في الاعتبار التنوع والجودة، وتستند إلى تحليل دقيق للسوق وتقييم شامل للمخاطر، والابتعاد عن المغامرات غير المحسوبة والاستثمار في الأصول ذات الجودة والاستقرار، فالاستثمار بذكاء ومسؤولية وإعادة التصويب لعمل المؤسسات هو المفتاح لمستقبل مالي وآمن للجميع.
اليوم الاتجاه التي تعززه الحكومة وتعمل عليه يعد اقتراحات من بعض الوزارات حيال دمج بعض المؤسسات المتشابهة مع بعضها، وتوليد شركة عوضاً عن مؤسستين صناعيتين مثلاً، فتجربة الدمج لم تأت بأي فوائد تذكر؛ وهناك وقائع ومؤسسات تم دمجها لتقليل الخسائر، لنجدها اليوم واقعة في خانة الخسارات ولم تستفد حتى من الإمكانات الموجودة لديها ولا من رأس المال المتمثل بالتجهيزات وغيرها..!.
سبق وتم دمج مؤسستي عمران والإسمنت بشركة واحدة، واليوم هناك دمج لمؤسسة حلج الأقطان والصناعات النسيجية لتولد لنا شركة نسيج، بعيداً عن هذا الخيار الذي ترى فيه الحكومة طريقاً فعالاً، والملاحظ أن وزارة الصناعة تصفق وتحرص على الدمج، بل وذهبت لأبعد من ذلك، بدفاعها بأن الدمج ضرورة واتجاه يحقق العائدية والربحية بكل مرونة ونشاط!.
لسنا بوارد تقليل ما ذهبت إليه الصناعة برؤيتها الدفاعية، بل نسأل: من كان يمنع المرونة في مؤسساتها ومن يحد من إقلال الخسائر؟ وهل الشركة الوليدة ستسجل بصمات ناجحة ياترى؟ أم المسألة إظهار أننا اجتهدنا وعملنا دون أي اعتبار لإخفاقات محتملة مستقبلاً..؟!.
تتسارع الشركات في عالم اليوم إلى التفنن في كيفية الاستفادة في النمو بحجم الموجودات والدخل الشامل لكل التجهيزات، من خلال الإدارة الفعالة للموارد والقدرة على التكيف مع التحديات الاقتصادية، فالاحتفاظ بالاستقرار وفقاً للنسب المحددة في السياسة الاستثمارية يؤكد النهج الإستراتيجي والمتحفظ الذي يجب أن تحرص عليه الصناعة.
عندما تُدار الاستثمارات والمعدات والأملاك في المؤسسات بشكل صحيح، يمكنها توفير درع حماية ضد التقلبات الاقتصادية والمالية، ما يؤدي إلى استقرار مالي يعود بالفائدة على الشركات.
فتنويع الإنتاج واستثمار كل الخطوط هو البوابة الأساسية التي يجب أن نهتم بها، لا دمج مؤسسات لإيجاد شركة، كل ذلك هو مفتاح الأمان في عالم الاستثمار الجيد للخطوط الإنتاجية، إذ إنه من خلال نشر الاستثمارات عبر مختلف القطاعات والأصول، يمكن تقليل المخاطر الكلية وتعزيز فرص الحصول على عوائد مستقرة، فهذه الإستراتيجية تحمي أموال المؤسسات من التأثيرات السلبية لأي تراجع.
من الضروري تبني خطط استثمارية مدروسة بعناية لكل خط ومطرح إنتاجي، تأخذ في الاعتبار التنوع والجودة، ويستند إلى تحليل دقيق للسوق وتقييم شامل للمخاطر، والابتعاد عن المغامرات غير المحسوبة والاستثمار في الأصول ذات الجودة والاستقرار، فالاستثمار بذكاء ومسؤولية هو المفتاح لمستقبل مالي وآمن للجميع.
مايهم هو الإنتاجية في عالم الاحتياج المتزايد الذي نعاني منه، لسنا بوارد إظهار سلبيات وإيجابيات دمج مؤسستي النسيج والأقطان، بقدر مايهم تحقيق نجاحات إنتاجية تقلل من فاتورة الاستيراد وتوجيه الفوائض تجاه أساسيات ضرورية لمعيشة البشر.
لننظر ونتأمل خيراً بما ستؤول إليه تجارب الدمج التي لم توصل شركاتنا ومؤسساتنا إلى بر الأمان بعد..!.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة