“مكافحة الفساد” تتقلّص في تصريحات المسؤولين؟!
لا تتحدث حكومة حسين عرنوس كثيرا عن مكافحة الفساد أو عن الفساد ذاته، فيما يبدو أن تصريحات المسؤولين الحاليين بهذا الخصوص باتت مقتضبة ومدروسة نوعا ما، بخلاف من سبقوهم، فمن ينسى تصريحات مسؤولي حكومة عماد خميس السابقة وكم التصريحات حول الفساد ومكافحته.
يصادف اليوم الخميس 9 كانون الأول، اليوم العالمي لمكافحة الفساد، وهي مناسبة مثالية لنعيد تذكر أبرز تصريحات مكافحة الفساد منذ بداية العام الجاري، والتي لا يبدو أنها أخذت حيزا كبيرا من تصريحات المسؤولين، كأنما يخيل إليكم أصدقاءنا القراء أنه لا يوجد في هذه البلاد فساد لمكافحته.
ففي شهر كانون الثاني الفائت، قال رئيس الحكومة السورية حسين عرنوس، في حديثه أمام مجلس الشعب أنه تم «تطوير الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد»، وربما في هذا التصريح يكمن سر عدم التحدث كثيرا عن الفساد، إذ يبدو أن تطوير تلك الاستراتيجية “جاب نتيجة والله أعلم”.
في الشهر ذاته، برز تصريح فريد من نوعه لرئيس الجهاز المركزي للرقابة المالية، “محمد برق”، الذي قال، إن «وجود المفتش في أي جهة عامة، يشكل رادع ومانع قوي لأي حالة فساد»، غالبا الفاسد شخص جبان لن يجرؤ على الفساد بوجود “الرقيب”، (والله أعلم).
واستمر الصمت حيال الفساد ومكافحته من قبل المسؤولين، حتى قال وزير الصناعة زياد صباغ شهر أيار الفائت، إن «مكافحة الفساد عنوان عريض ودائم لعمل الوزارة»، مؤكداً: «لن نتوانى عن محاربة الفساد»، وهذا التصريح يحتمل العديد من التأويلات، من بينها أن وجود الفساد المستمر يتطلب استمرار مكافحته وتحوله لعنوان عريض، (وأيضا الله أعلم).
رئيس الحكومة حسين عرنوس عاد وأصدر تصريحا لافتا حول الفساد، حين قال شهر تموز الفائت، إن «هناك فساد في سورية لكنه ليس بالضخامة التي يتم الحديث عنه بها»، بالتأكيد رئيس الحكومة يتحدث عن معلومات وليس بقصد التصدير للصحافة، (والله أعلم).
في الشهر ذاته، قال محافظ الحسكة غسان حليم خليل، إن «هناك فساداً محمياً ومقنّعاً في الواقع الإداري منذ أكثر من عام، وأن هناك وجوهاً تخفي ما وراءها»، وهو تصريح من حيث المبدأ ربما يتعارض قليلا مع تصريح رئيس الحكومة (والله أعلم).
ولأن الفساد ومكافحته شغل المسؤولين الشاغل، السابقين منهم والحاليين، فإنه لم يغب عن وزير العدل الأسبق “نجم الأحمد” الذي قال شهر تشرين الثاني الفائت، إنه «وعلى الرغم من طرح الحكومات المتعاقبة “شعار مكافحة الفساد” إلاَّ أنه لم تلمس أية نتائج على أرض الواقع إلى الآن»، مضيفاً أن نسب الفساد ارتفعت بشكلٍ كبير، عما كانت عليه قبل الأزمة، ورغم أنه غادر المنصب الذي يعتبر من أهم المناصب في مكافحة الفساد والحد منه، إلا أن “الأحمد” بدا مصرا على إيجاد حلول للفساد (والله أعلم).
طريقك الصحيح نحو الحقيقة