خبر عاجل
استمرار لخطوات التمصرف والتحول الإلكتروني… مدير الدفع الإلكتروني في التجاري السوري لـ«غلوبال»: إضافة 21 كازية جديدة إلى منظومة الدفع الإلكتروني غلاء مستلزمات الإنتاج يرفع أسعار العسل… مدير زراعة السويداء لـ«غلوبال»: الإنتاج المتوقع أقل من السنوات الماضية إجراءات لتأمين عودة الأهالي وترميم الأسواق التراثية… مدير كهرباء حمص لـ«غلوبال»: توزيع المحولات الواردة فوراً وتركيب 2‐3 منها أسبوعياً الانتخابات ستكون إلكترونية… عضو غرفة تجارة دمشق لـ«غلوبال»: الأولوية تشكيل الأعضاء المناسبين وتجاوز الأخطاء السابقة حسام جنيد يعلّق على خبر حصوله على هدية من “رجل أعمال” عمل كوميدي يجمع سامية الجزائري ونور علي وأيمن عبد السلام في رمضان 2025 ما التصنيف الجديد لمنتخبنا الوطني الأول؟ ما دور هوكشتاين بتفجير أجهزة البيجر في لبنان؟ “العهد” يحاكي البيئة الشامية برؤية مختلفة يعرض في رمضان 2025 اللاعب إبراهيم هيسار ينضم لنادي زاخو العراقي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | سياسة | نيوز

ملف الأسبوع من “غلوبال”: اعتداءات إسرائيلية أمريكية ضد إيران وسورية

خاص شبكة غلوبال الإعلامية – بقلم: بديع عفيف

أولاً، أسباب التصعيد حول مثلث التنف.. وبعده:

تصدت وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري لعدوان إسرائيلي بالصواريخ استهدف نقاطاً بريف دمشق وأسقطت عدداً من الصواريخ. وذكر مصدر عسكري أنّ العدو الإسرائيلي نفّذ، مساء الأربعاء 31 آب، عدواناً جوياً بعدد من الصواريخ من اتجاه بحيرة طبريا شمال فلسطين المحتلة مستهدفاً بعض النقاط جنوب شرق مدينة دمشق.  كما ذكر مصدر عسكري في وقت سابق أن العدو الإسرائيلي أقدم مساء الأربعاء على استهداف مطار حلب الدولي بضربة صاروخية أدت إلى وقوع أضرار مادية بالمطار، نقلت سانا.

وكشفت وكالة تسنيم الإيرانية تفاصيل الاستهداف الإسرائيلي لمطاري حلب ودمشق مساء أمس. وقالت مصادر ميدانية للوكالة إنه “قبيل الساعة الثامنة من ليل الأربعاء 31 آب هبطت طائرة في مطار حلب الدولي وقام الصهاينة برد فعل على هذا الأمر وفي تصرف انفعالي باستهداف مدرج هذا المطار، في حين أن هذه الطائرة كانت قد هبطت قبل 10 دقائق”. وأضافت أنه “بعد انتهاء القصف الصاروخي غادرت الطائرة المذكورة مطار حلب الدولي باتجاه دمشق وعاود الصهاينة إطلاق الصواريخ باتجاه مطار دمشق ردا على هذا الأمر، في حين كانت هذه الطائرة قد هبطت قبل ذلك في مطار دمشق”.

وعنونت الشرق الأوسط: «مطاردة» إسرائيلية لطائرة شحن إيرانية في سماء حلب ودمشق. ونقلت عن المرصد المعارض إن «4 صواريخ إسرائيلية استهدفت مدرجاً للطيران في مطار حلب الدولي ومستودعات في محيطه، مما أدى إلى اندلاع النيران وانفجارات يرجح أنها لشحنة صواريخ إيرانية». وفي وقت لاحق، ترددت معلومات أن استهداف إسرائيل لمدرج المطار جاء قبيل هبوط طائرة شحن تتبع لـ«مهان إير» الإيرانية، لم تتمكن من الهبوط، لتتجه بعدها إلى مطار دمشق الذي تعرض محيطه بدوره لغارات صاروخية إسرائيلية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، إنه بحث مع الرئيس بايدن جهود وقف تقدم إيران نحو السلاح النووي، وهنأه على الضربات الأمريكية الأخيرة في سورية. وكتب لابيد في تويتر: تحدثت قبل وقت قصير مع الرئيس بايدن.. تحدثنا طويلا عن مفاوضات القوى العظمى حول موضوع الاتفاق النووي، والجهود المختلفة لوقف تقدم إيران نحو السلاح النووي. وأضاف لابيد أنه بحث مع بادين أنشطة إيران في الشرق الأوسط وخارجه. وتابع: “هنأت الرئيس على الضربات الأمريكية الأخيرة في سورية“، نقلت روسيا اليوم.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز، نقلت عن مصدر في دمشق، بأن المسؤولين السوريين طلبوا من إيران ووكلائها عدم شن هجمات ضد إسرائيل من أراضيها، مما دفع بالمحور الذي تقوده إيران إلى الرد على الضربات الإسرائيلية بقصف القواعد الأميركية. وجاء الطلب السوري خلال اجتماع افتراضي جمع إيران والأحزاب المدعومة إيرانياً في سورية والعراق، و«حزب الله» في لبنان، واليمن، و«فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري». وقال المصدر إنه بسبب هذا الطلب، استهدف «محور المقاومة» بقيادة إيران، القواعد الأميركية في سورية، أملاً منهم بأن يدفع ذلك الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل لوقف ضرباتها.

وذكرت الشرق الأوسط في تقرير لها أنه وبينما كانت الميليشيات المدعومة من «الحرس الثوري» الإيراني تضرب قاعدة عسكرية أميركية في جنوب سورية بطائرات بدون طيار، تعرضت قاعدة أخرى يستخدمها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالقرب من الحدود الشرقية السورية – العراقية لإطلاق صواريخ، في اليوم نفسه. وقال مسؤولون أميركيون إن الضربات المتتالية في 15 آب أكثر تعقيداً من الهجمات السابقة ويخشون من أن المزيد آتٍ، بحسب نيويورك تايمز، وأدى ذلك إلى ما وصفته الصحيفة بـ«سلسلة من الهجمات الانتقامية»، بما في ذلك الضربات الجوية الأميركية لثلاث ليال متتالية ضد أهداف إيرانية في سورية. إلا أن نيويورك تايمز نقلت عن مسؤول أميركي حول الضربات الأميركية الأخيرة في سورية، قوله إن «المسؤولين الأميركيين أكدوا لإيران عبر القنوات الخاصة والعامة، أنهم لا يعتزمون تصعيد الأعمال العدائية، لكنهم يسعون فقط لحماية المصالح الأميركية».

وبحسب نيويورك تايمز، تذكر المعارك الأخيرة بمدى توفير سورية التي تمزقها الحرب، أرضاً خصبة لعدة حروب بالوكالة تلعبها كل من إيران وإسرائيل وأميركا وروسيا وتركيا ودول أخرى. وقال مسؤولون أميركيون كبار، بحسب الصحيفة، إن هجمات 15 آب على القاعدتين الأميركيتين في التنف قرب الحدود في جنوب سورية «ربما كانت محاولة إيرانية للانتقام من هجوم إسرائيلي سابق من خلال استهداف أميركا حليفة إسرائيل»، رغم أن إيران نفت أي صلة لها بالجماعات في سورية. وقبلها بيوم، قصفت إسرائيل أهدافا عسكرية في محافظتي دمشق وطرطوس في سورية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود سوريين. استهدفت تلك الضربات قاعدة دفاع جوي للجيش السوري حيث تتمركز في الغالب مقاتلات مدعومة من إيران، بحسب المرصد المعارض.

ويأتي الاقتتال الجديد في لحظة حساسة للغاية في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، حيث يقترب الجانبان من إحياء الاتفاق النووي ما يرفع العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية. ووفقاً لنيويورك تايمز، فإن أي هجمات تتسبب في وقوع عدد كبير من الضحايا من كلا الجانبين قد تؤدي إلى انحراف المفاوضات النووية عن مسارها، رغم ذلك، أصر مسؤولون أميركيون على عدم وجود صلة بين الضربات في سورية والمفاوضات النووية.

لكن مراقبين آخرين تساءلوا، بحسب نيويورك تايمز، عما إذا كانت الهجمات التي تشنها القوات المتحالفة مع طهران يمكن أن تكون محاولة من قبل المتشددين الإيرانيين لتعطيل أي اتفاق. وقال مسؤول أميركي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه لنيويورك تايمز إن «استخدام الطائرات المسيرة أشار بوضوح إلى تورط (الحرس الثوري)». وتحدثت الصحيفة عن لقاء حصل قبل حوالي العام، ضم «تحالف معارض لإسرائيل تقوده إيران»، على حد وصفها، لمناقشة كيفية الرد على الهجمات الإسرائيلية المتزايدة داخل سورية، بحسب غيث قريشي، المحلل المقرب من الحكومة الإيرانية والمطلع على استراتيجية الحرس الثوري في المنطقة، ضم اللقاء خبراء عسكريين من سورية والعراق وقيادات من حزب الله في لبنان واليمن وفيلق القدس التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني.

وذكرت نيويورك تايمز أنه ولسنوات، خاضت إسرائيل وإيران حرباً سرية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتصاعدت الهجمات المتبادلة مؤخراً وتوسعت لتشمل الضربات البرية والجوية ومؤخراً في البحر. وخلال اللقاء المذكور، خلص الخبراء العسكريون بحسب الصحيفة، إلى أنه رغم أن الجيش الأميركي قد تفوق على الجماعات التي تعمل بالوكالة في سورية، فإن القرار اتخذ بأنه مقابل كل ضربة إسرائيلية على هدف إيراني في سورية، ستكون هناك ضربة انتقامية ضد قاعدة أميركية في البلاد وخاصةً في التنف.

وأكدت طهران أنه يجب على واشنطن الكف عن دعم الإرهابيين وإنهاء احتلال شمال شرقي سورية. وفي كلمتها خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي حول التطورات في سورية، قالت سفيرة إيران لدى الأمم المتحدة، زهراء إرشادي، قبل أيام: “من الضروري تقديم مساعدات إنسانية لسورية، ويجب ألا تمنع الظروف السياسية وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، لكن هذا الإجراء يجب أن يتم مع الاحترام الكامل لسيادة سورية وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية”، متابعة: “إننا نرحب باعتماد القرار 2642 (2022) ونعتبره خطوة مهمة نحو تلبية الاحتياجات الملحة لسورية…”.

ونددت زهراء إرشادي بالهجمات الإسرائيلية الأخيرة على سورية، مؤكدة أن “على مجلس الأمن أن يتخلى عن المعايير المزدوجة وأن يدين صراحة اعتداءات الكيان الاسرائيلي وهجماته الإرهابية على الأراضي السورية، التي تعد انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، وخاصة مبدأ وحدة الاراضي واستقلال دولة مستقلة. وأضافتأن تواجد الولايات المتحدة في شمال شرق سورية بحجة محاربة الإرهاب، هو انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وسيادة سورية ووحدة أراضيها… إن الولايات المتحدة هي التي تتعاون مع الجماعات الإرهابية في سورية وتزعزع السلام والأمن في المنطقة، ويجب على واشنطن إنهاء دعمها المستمر للجماعات الإرهابية واحتلالها لشمال شرق سورية، والكف عن انتهاك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”. وأكدت أنه يتعين أيضاً على مجلس الأمن “مطالبة الولايات المتحدة بالالتزام بتعهداتها الدولية في إطار مسؤولياتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة”، نقلت وكالة إرنا.

وتحت عنوان: جرى توضيح الضربات الأمريكية الجديدة في سورية، لفتت بولينا كونوبليانكو، في صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس الروسية، إلى استمرار العداوة بين طهران وواشنطن رغم اللهاث وراء النفط الإيراني؛ فقد ذكرت شبكة سي إن إن أن الرئيس بايدن أمر بشنّ غارات جوية على جماعات مدعومة من إيران في سورية. يأتي الأمر بعد أكثر من أسبوع بقليل من سقوط عدة صواريخ بالقرب من قاعدة عسكرية في شمال شرق سورية تتمركز فبها القوات الأمريكية. وأوضحت الكاتبة: لا يبدو أن مصلحة الولايات المتحدة في دير الزور مجرد الحفاظ على ماء الوجه؛ فعندما يتعلق الأمر بهذه المنطقة، يكون للأمر علاقة بمصالح الولايات المتحدة بالدرجة الأولى.

وعقّب مدير مركز دراسات دول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، سيميون باغداساروف، بالقول: “يوجد في دير الزور حقول نفط. وهذا النفط تسيطر عليه “قسد” التي ترعاها الولايات المتحدة. يريد الحرس الثوري الإيراني أن تعود هذه الودائع لسورية، وذلك لا يعجب الأمريكيين. ولذلك، كانت هناك ضربة لوحدات الحرس الثوري الإيراني. لكنني أعتقد بأن هذا الوضع لن يؤثر في العلاقات بين إيران وأمريكا بأي شكل من الأشكال. أظن أن طهران سوف توقع على الاتفاق بشأن البرنامج النووي ولا أعتقد بأن أي جوانب سلبية ستظهر. كما لا يجدر الحديث عن تصعيد دوري للصراع. يمكن لتركيا أن تنظم نقطة ساخنة في الاتجاه السوري. هذا بالتأكيد صحيح. أما الولايات المتحدة فبدرجة أقل من ذلك. ولذلك، لا مجال للحديث عن سيناريو سلبي”.

وتحت عنوان: سورية ساحة تصفيات بين الدول المتنافسة… ضربات أخيرة متبادلة بين طهران وواشنطن لإرضاء المتشددين، أشارت الشرق الأوسط، في تقرير مطول إلى تسارع وتيرة هجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ على القواعد العسكرية الأميركية في سورية، مؤخراً، بالتوازي مع استهداف مواقع مجموعات محسوبة على إيران… وارتبطت الهجمات التي تعرضت لها مواقع أميركية بالهجمات التي تشنها إسرائيل على سورية وتستهدف نقاطاً تابعة لإيران؛ فهجوم الطائرات المسيرة على القاعدة الأميركية في التنف، جاء بعد يوم من قصف إسرائيل أهدافاً عسكرية في دمشق وطرطوس؛ لكن لماذا خصت قاعدة التنف بقرار القوى المتحالفة مع إيران؟

ويرى مراقبون أنه بعيداً عن الهدف المعلن من تشكيلها لمحاربة تنظيم «داعش» في المنطقة، فإن القاعدة توجد في منطقة تحظى بأهمية جغرافية استراتيجية، على مثلث التقاء سورية والعراق والأردن، كما أنها بوابة برية للاتصال بين إيران وحلفائها في المنطقة من العراق إلى سورية وصولاً إلى لبنان. ووجود قاعدة التحالف ومنطقة الـ«55كلم» المحيطة بها والإعلان عن حمايتها ومنع الاقتراب منها، قطع الطريق أمام مشروع الإمداد الإيراني لتمرير أسلحة وصواريخ للحلفاء في المنطقة التي تهدد إسرائيل.

أيضاً لهذه القاعدة مهمة أخرى؛ وهي تقديم دعم لحلفاء واشنطن في المنطقة، كالعمليات الاستخباراتية في الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية؛ كما أنها قد تقدم دعماً للأردن في الملاحقة وكشف شبكات تهريب المخدرات والسلاح من جنوب شرقي سورية. إضافة إلى أن القاعدة جزء من مشروع إبعاد إيران عن المنطقة الجنوبية من سورية، حيث التسويات غرباً في درعا والقنيطرة برعاية روسية، وشرقاً قاعدة التنف والفصائل السورية المدعومة من التحالف ضمن منطقة الـ«55كلم»، وتبقى عقدة جنوب السويداء التي شكلت فيها قبل عام مجموعة لمحاربة الوجود الإيراني تحمل اسم «قوة مكافحة الإرهاب»، لكن هذه المجموعة انتهت قبل أشهر بهجوم من مجموعات أمنية بالسويداء.

وتابعت الشرق الأوسط: رغم الحاصل مؤخراً بين التصعيدين الإيراني والأميركي على الساحة السورية، فإن واشنطن تقول إنها لا ترغب في التصعيد وإن أنشطتها لحماية المصالح الأميركية ولن تؤثر على محادثات الاتفاق النووي مع إيران، في الوقت الذي تنفي فيه طهران علاقتها بالهجمات أو المجموعات المستهدفة في سورية.

ويرى مراقبون سوريون، بحسب الصحيفة، أن تلك الهجمات وما رافقها من تصريحات متبادلة بين الأطراف لم تؤثر على وجود ومصالح الدولتين في سورية، وأنها لم تتجاوز الرد على الاعتداء إرضاء للخطابات الإيرانية المتشددة الرافضة لخضوع إيران لاتفاقيات وتفاهمات دولية بشأن مشروعها النووي «الخاص»، إضافة لإرضاء الأميركيين وحلفائهم الذين ينتقدون الاتفاق النووي مع إيران، وإثبات أن واشنطن ستحتفظ بموقف متشدد ضد إيران حتى لو تم التوصل إلى اتفاق نووي.

ثانياً، أهداف التصعيد في سورية:

ذكرت الشرق الأوسط أنّ روسيا طالبت الميليشيات الإيرانية بمغادرة مواقع عسكرية مهمة غرب حماة وقرب مدينة طرطوس، لتفادي القصف الجوي الإسرائيلي، الذي ازدادت وتيرته خلال الأيام الأخيرة الماضية. ونقلت الصحيفة عما سمته مصدر مقرّب من “النظام السوري” أنه «خلال اجتماع ضم 3 ضباط روس ونظراء لهم إيرانيين، جرى الأربعاء في مطار حماة العسكري، أبلغ الضباط الروس الجانب الإيراني بضرورة إخلاء مقار عسكرية إيرانية قريبة من موقع الفوج (49)، التابع لقوات “النظام السوري” – والذي يعتبر من أهم المواقع العسكرية (دفاع جوي) في غرب حماة لاحتوائه على طراز S200 ومعدات عسكرية أخرى روسية الصنع – وإخلاء موقع عسكري إيراني ثان في منطقة الحميدية جنوب محافظة طرطوس، لتفادي إعطاء الإسرائيليين ذريعة لمواصلة القصف مع بقاء الوجود الإيراني في هذا الجزء المهم من سورية».

وتناول تعليق في صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية، طريقة رد واشنطن على قصف قواعدها في سورية، حيث كثفت إدارة بايدن ضرباتها ضد القوات الموالية لإيران في سورية. ففي ليلة 25 آب، شنت القوات المسلحة الأمريكية الضربة الثانية خلال يوم واحد على تشكيلات غير نظامية مسؤولة، بحسب واشنطن، عن القصف المنتظم لمنشآتها العسكرية في المنطقة غير الخاضعة لسيطرة دمشق الرسمية؛ رغم حقيقة أن الظروف العسكرية من المفترض أن تعقد الدبلوماسية “النووية” مع إيران، إلا أن البيت الأبيض يؤكد أن الأمر ليس كذلك.

وكما قال المدير السياسي لمنظمة “متحدون ضد إيران النووية (UANI)”، جيسون برودسكي، فإن إدارة بايدن تريد الآن أن توضح للسلطات الإيرانية أن القصف المتكرر للمنشآت العسكرية الأمريكية في العراق وسورية لن يبقى من دون رد. وأضاف: “جرى تقويض صورة الردع الأمريكية بسلسلة العمليات التي لم تلق رداً من جانب واشنطن على هجمات طهران ووكلائها”. وبحسبه، أصبحت الساحة السورية بمرور الوقت محل اهتمام متزايد من المؤسسة العسكرية والسياسية الإيرانية، التي يبدو أنها تحاول طرد واشنطن من أراضي سورية. ولكن الكثير تغير الآن. فقد “قررت الولايات المتحدة إعادة التوازن إلى معادلة الردع. وربما يكون في ذلك التفسير الرئيسي لتكثيف الهجمات على الأراضي السورية. هناك أيضا فائدة ثانوية من ذلك، حيث تعطي الهجمات إشارة لإيران وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة والمنتقدين في الداخل الأمريكي بأن إدارة بايدن مستعدة لصد طهران في المنطقة، بصرف النظر عن المفاوضات “النووية”.

وتناول دميتري بولياكوف، في صحيفة أوراسيا ديلي الروسية، أهداف التصعيد بين إيران والولايات المتحدة في سورية مؤخراً. وكتب: تتعرض المنشآت العسكرية الأمريكية في سورية للهجوم عدة مرات في السنة. وقد بدأت سلسلة جديدة من الهجمات على البنية التحتية الأمريكية في 15 آب. وجاء رد أمريكا بعد قرابة 10 أيام من الهجوم على منشآتها العسكرية. فهاجم سلاح الجو الأمريكي مستودعات لقوات موالية لإيران غرب دير الزور. وردا على القصف الأمريكي، أطلقت المليشيات الموالية لإيران صواريخ على أهداف أمريكية في منطقة حقل العمر النفطي. وردت واشنطن باستهداف سريع بطائرة مروحية لموقع قرب مدينة الميادين للتشكيلات الموالية لإيران.

بالتزامن مع المواجهة في سورية، تجري مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. ففي 15 آب، أرسلت إيران رؤيتها لخارطة الطريق التي قدمها الاتحاد الأوروبي. وقدمت واشنطن ردها الرسمي على اقتراح طهران الأخير بعد تسعة أيام فقط، في 24 آب. في هذا السياق، يعطي تعليق وكالة أنباء تسنيم المقربة من الحكومة الإيرانية دلالة خاصة؛ إنه يعبر عن قلق بالغ من تأخر واشنطن في الرد على اقتراح طهران؛

على الأرجح، كان قصف المنشآت العسكرية الأمريكية في سورية أيضا إشارة لواشنطن بضرورة الإسراع في الرد؛ فعلى ما يبدو، قررت إيران التنبيه إلى أن هناك احتمالا كبيرا، في حال فشل الصفقة، لتكثيف العمليات بهدف إخراج الأمريكيين من سورية والعراق. ومن المؤكد أن الجانب الأمريكي أخذ في الاعتبار إشارات إيران؛ فليس من قبيل المصادفة أن القصف الجوابي لأهداف الميليشيات الموالية لإيران حدث في اليوم نفسه الذي أرسلت فيه واشنطن ردها على اقتراح طهران. وأردف بولياكوف: لن يؤثر التصعيد الحالي في سورية على الوضع الراهن في المنطقة. ومع ذلك، فخلال الجولة الختامية من الاتفاق النووي، سترتفع المخاطر ويتبادل الطرفان الضغط بطرق مختلفة. كما ستزيد دول أخرى، وخاصة المعارضة للصفقة، من نشاطها. ففي الفترة الحالية، من المرجح أن تزيد إسرائيل من تكثيف هجماتها على أهداف القوات الموالية لإيران في سورية.

ورأت افتتاحية القدس العربي أنّ مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين وصلت إلى عنق الزجاجة الأخير؛ وفي هذا الوقت الحاسم، شهدت منطقة الحدود العراقية ـ الأردنية مع سورية، تصعيدا عسكريا كبيرا وسريعا، على عدة أيام… تدفع هذه الأحداث الأخيرة، بالتزامن مع التوتر الكبير المتعلق بمفاوضات الاتفاق النووي، للتساؤل إن كان التصعيد الذي شهد كل تلك الضربات الانتقامية المتبادلة على الأراضي السورية هو الجزء العسكري من المفاوضات الكبرى الجارية بين القوى العظمى وإيران، أم أن المسارين منفصلان؟

وأوضحت: يشير إعلان الرئيس بايدن عن أن الهجمات كان هدفها الأفراد الأمريكيين والدفاع عنهم، إلى تقليص المسألة إلى قضية عسكرية، وقد قابله موقف مشابه من الخارجية الإيرانية التي أعلنت أن لا علاقة لها بالمواقف التي استهدفها الأمريكيون: الخلاصة المستفادة أنه وبغض النظر عن الإعلانات الأمريكية والإيرانية الأخيرة فإن اشتعال النيران على الحدود السورية ـ العراقية ـ الأردنية يعكس ارتفاع حرارة ميزان التوترات الإقليمية والعالمية، لكنّه يشتبك أيضا مع أسباب توتّر وصراع محلّية عديدة مما يجعل استمرار المواجهات هذه متوقعا، سواء تم توقيع الاتفاق النووي أم لا.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *