خبر عاجل
الذهب مستمر في تحطيم الأرقام القياسية محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: بتنا أقرب إلى سعر 3 آلاف دولار للأونصة بعد تحديد موعد التسجيل… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: توزيع مازوت التدفئة اعتباراً من الشهر المقبل والأولوية للمناطق الباردة أرقام فلكية لأجور قطاف وتخزين التفاح… رئيس اتحاد فلاحي السويداء لـ«غلوبال»: تأخر صدور التسعيرة انعكس سلباً على واقع المحصول كندا حنا في عمل جديد بعنوان “عن الحُبّ والموت” من إخراج سيف الدين سبيعي تدهور سرفيس على طريق دير الزور الميادين… مدير مشفى الأسد لـ«غلوبال»: وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بينهم أطفال ونساء وفاة لاعب منتخب سورية لكرة السلة غيث الشامي درجات حرارة ادنى من المعدل… الحالة الجوية المتوقعة هل باتت الحلاقة من الكماليات ودخلت في بازار “الفشخرة”… رئيس جمعية المزينين بدمشق لـ«غلوبال»: التسعيرة الجديدة عادلة تركة ثقيلة وحياة المواطن على المحك! الركود يهزم الأسواق وانخفاض في كميات الإنتاج… الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان لـ«غلوبال»: العزوف عن الشراء ساهم في ثبات الأسعار
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

مليونا ليرة تكلفة تجهيز العائلة لشهر رمضان…و«غول»الغلاء يلتهم البدائل فكيف ستتدبر شؤونها..؟!

خاص حلب – رحاب الإبراهيم 

هزة قوية تعرض لها «الأخ» المواطن في بدنه وجيبه بعد كارثة الزلزال، الذي اعتقدنا جازمين أنه سيكون «عبرة» بحيث تدأب بعض الرحمة الغائبة في قلوب تجار هذا الزمن الأسود، لكن توقعاتنا خابت كالعادة، بعد ارتفاع بورصة كافة أسعار السلع لتكن مؤشراته أقسى من الهزات الارتدادية على مقياس ريختر، في ظل واقع معيشي أكثر تأزماً جراء فقد عائلات كثيرة كل مدخراتها وممتلكاتها تحت الأنقاض ما أطاح بكل التدابير التقشفية والتأقلم مع سياسة شد الأحزمة على البطون، ولاسيما أن الصدمات تأتي من كل حدب وصوب ومن غامض علمه، لتضعف مقدرته على مقاومتها وتحمل مزيد من اللكمات «من تم ساكت» إلى أدنى المستويات.

حال «الأخ» المواطن، الذي أصبح اليوم بـ«الويل» لدرجة بات مألوفاً أن تجده وأخوانه يتحدثون مع أنفسهم في الشارع عند السؤال عن أسعار السلع التي لا تكف عن التحليق خارج قدرته الشرائية، مرده بطبيعة الحال إلى إصرار تجارنا ”الرحماء“ والمحاطين بكل أنواع الدلال على تحقيق المكاسب وتعظيم الأرباح رغم كل الأزمات والنكبات، متكئين في أفعالهم على غياب الرقابة الفعالة وقوة الردع المفقودة.

هذا الأمر إذا بلعناه على مضض كون التاجر في بلدنا معتاداً على الربح والأخذ دون عطاء كما عودونا أهل هذا الكار طيلة سنوات الحرب بلا ردع ولا هم يحزنون، وهذا كارثة بحد ذاتها، كونهم يحيدون المسؤولية الاجتماعية في مهنتهم، التي كانت في أيام سالفة خير وسيلة لإنقاذ الاقتصاد المحلي في حال أصابته أزمة ما، لكن الأمر غير المبلوع إطلاقاً ولاسيما في ظل كارثة البلاد الجديدة مضي صناع القرار في سياسة “الجباية” في أصعب الأوقات من خلال إصدار قرارات رفع أسعار السلع كالمشتقات النفطية والمواد الغذائية دون مراعاة أوضاع المتضررين، وكأنهم يشتغلون على قاعدة “الضربة يلي ما بتكسرك بتقويك”، متجاهلين الأوضاع الصعبة للمواطن، “البوصلة”، فإذا كانت معيشته تشهد تأزماً غير مسبوق قبل الزلزال بحيث بات عاجزاً عن شراء معظم احتياجاتهم ولم يعد يكفي الراتب لأكثر من يومين، فكيف بعده ولاسيما أنه فقد كل شيء وأصبح يعتاش على الإعانات ومعدلات أسعار السلع ارتفعت أضعافاً ”بمعية“ القرارات الارتجالية.

جنون أسعار السلع سيكون سيد الموقف خلال الفترة القادمة أيضاً، والمواطن ”السوبرمان“ هنا لن يكون متفائلاً بانخفاضها في شهر رمضان، الذي سيكون فرصة جديدة للتجار لتسجيل موجة غلاء جديدة تفتح شهيتهم لتحصيل مزيد من المكاسب في شهر ”الرحمة“، الذي سيكون قاسياً على السوريين هذا العام بعد خروج معظم السلع كالفروج واللحوم والخضر والمواد الغذائية الأخرى كالسمنة والزبدة والزيت وغيرها  من قائمة الاستهلاك.

فتحتاج الأسرة للتجهيز لشهر رمضان من قريبه أكثر من مليوني ليرة بينما لا يزال الراتب يراوح مكانه بـ150 ألف ليرة، وفكرة التجهيز، التي لم تعد متاحة كالسابق غايتها تخفيف من التكاليف كون الأسعار في تصاعد مؤلم، الذي لم يمنع المعنيين من ترديد نفس سيناريو تشديد الرقابة والتوجيه بضبط الأسواق ودعوة التجار إلى تخفيض الأسعار وطرح السورية للتجارة سللاً غذائية وربما قرض لـ”الأكل“، لكنها حتى لو ترجمت فعلياً على أرض الواقع في حال سمحنا لأنفسنا بالتفاؤل، رغم شكنا بفعاليتها ستسقط في فخ ”الدخل“المعدم وعدم قدرته على مواجهة غول الغلاء.

فهل ستترك العائلات المنكوبة تواجه قدرها لوحدها وتواصل هبوطها المتسارع إلى خط الفقر دون اتخاذ أي قرار يرفع من مستوى معيشتها كزيادة رواتب مجزية مع ضبط وازن للأسواق بحيث ترجع مؤشرات بورصة أسعار السلع الملتهبة إلى معدلات طبيعية ومنطقية تضمن مقدرة هذه العائلات على المناورة، والتمكن من إعادة بعض السلع إلى موائد رمضان، الذي ستعيش عائلات كثيرة طقوسه في مراكز الإيواء وأخرى في خيم بات للأسف منظرها مألوفاً بحلب بالذات، في مشهد يعد الأقسى، بالتالي بعض الرحمة من تجارنا الأفاضل، وكثيراً من حسن الإدارة والقرارات الرحيمة بحق الأخ المواطن مطلوبة في هذه الأوقات العصيبة حتى يستطيع التقاط أنفاسه ويستريح ولو قليلاً،فهل تفعلوا وتنصفوه في زخم ضجيج الغلاء والمصائب المتوالية؟!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *