ملف الأسبوع من “غلوبال”: “حماس” في دمشق.. لا يصحّ إلا الصحيح..!!
خاص غلوبال – بديع عفيف
قال القيادي في حركة حماس، خليل الحية، الأربعاء، إن لقاء الفصائل الفلسطينية مع الرئيس بشار الأسد هو “يوم مجيد ومنه نستأنف حضورنا في سورية والعمل معها دعما لقضيتنا وشعبنا ولاستقرار سورية ووحدتها”. وقال الحية في مؤتمر صحافي من دمشق: “تشرفنا بلقاء الأسد وفي هذا اللقاء التاريخي والانطلاقة الجديدة للعمل الفلسطيني السوري المشترك، سورية التي نعتز بها والتي احتضنت الشعب الفلسطيني، بشعبها وقيادتها، جميعا كانوا حضنا للشعب الفلسطيني وداعمين للمقاومة. في اللقاء وجدنا أن الأسد مصمم على دعم سورية للمقاومة والشعب الفلسطيني، وأكد أن سورية كانت وما زالت داعمة للشعب الفلسطيني”، بحسب روسيا اليوم.
وأشار الحية إلى “أننا عبرنا عن سعادتنا بلقائه، وأشرنا إلى أن اللقاء يأتي في ظلال متعددة، ومنها الانتفاضة والثورة الجديدة في الضفة الغربية على المحتل الإسرائيلي، وفي ظل العدوان المتكرر على القدس والأقصى”، مشددا على أن “هذا اللقاء رد طبيعي وفي قلب سورية لنقول للاحتلال والمشاريع الصهيونية والأمريكية التي تستهدف أمتنا أن هذا هو الرد الطبيعي، أمة موحدة ومقاومة تحتضنها الأمة”. وأضاف: “هذا يوم مجيد ومهم نستأنف فيه حضورنا إلى سورية والعمل المشترك مع سورية دعما لقضيتنا وشعبنا ولاستقرار سورية ووحدتها”، مشيرا إلى “أننا أكدنا بأننا مع سورية الموحدة وضد استهدافها من أي عدوان، ونتمنى لسورية المعافاة التامة لتستمر في وجودها في الأمة وعملها المهم دعما لقضايا الأمة، نحن مع سورية الأرض الواحدة والشعب الواحد”.
وأبرزت صحيفة الأخبار اللبنانية: «حماس» – دمشق: نهاية كابوس «الربيع». وكتبت: كما كان متوقّعاً، حطّ وفد من حركة «حماس» في دمشق، معلِناً «طيّ صفحة الماضي»، وبدء عهد جديد في العلاقة مع سورية، التي جدّد رئيسها، بشار الأسد، دعم بلاده للقضية الفلسطينية، واستعدادها لتعزيز مساندتها للمقاومة في مواجهة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه. وإذ لم يُسجَّل لقاء منفرد علنيّ بين ممثّلي الحركة والأسد على هامش الاجتماع الموسّع، فقد علمت الصحيفة أن وفد «حماس» كانت له لقاءات أخرى مع المسؤولين السوريين، تناولت الخطوات المستقبلية. وبينما أكد رئيس الوفد «الحمساوي»، خليل الحية، أن ما جرى أمس سيجبّ كلّ ما قبله من منغّصات وتوتّرات بين الجانبَين، فقد أفادت مصادر مطّلعة بأن «خطوات بناء الثقة تسير بشكل ثابت»، وهي ستستمرّ في تقدّمها «وصولاً إلى إعادة افتتاح مكتب للحركة في سورية».
وكتب رجب المدهون في الأخبار، أنّزيارة وفد قيادي من حركة «حماس» للعاصمة السورية دمشق، ولقاؤه الرئيس الأسد، ضمن وفد فصائلي فلسطيني، مثّلت إعلاناً رسمياً عن طيّ صفحة الخلاف الذي استمرّ قرابة 10 سنوات، وسط جهود يبذلها أطراف «محور المقاومة» لاستعادة العلاقات، وتعزيز الدعم لبرنامج المقاومة الفلسطينية وخياراتها. وأنبأت الزيارة، التي تَصدّرها نائب قائد حركة «حماس» في قطاع غزة ومسؤول ملفّ العلاقات العربية والإسلامية فيها خليل الحية، ببداية عهد جديد بين الطرفيَن. ونقل الكاتب عن مصادر «حمساوية» أن «هذه الخطوة التاريخية ستتبعها خلال الأيام المقبلة خطوات أخرى، وصولاً إلى إعادة فتح مكتب للحركة في سورية». وتؤكّد المصادر أن «خطوات بناء الثقة بين الحركة والجمهورية السورية على المستويَين القيادي والشعبي تسير بشكل ثابت، وسط مساعٍ لتصفير الخلافات والوصول بالعلاقات إلى مستوى طيّب، وتجاوُز جميع العقبات التي تواجه هذا الأمر».
واستمرّت زيارة وفد «حماس» لساعات عدّة، أجرى خلالها سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين، لتقريب وجهات النظر وبحْث الخطوات المستقبلية، وكيفية دعم المقاومة الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، ومواجهة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه. واستهلّ الوفد لقاءاته باجتماع مع الأسد، وصَفه الحية بأنه «كان دافئاً، وقد أبدى الرئيس السوري تصميمه على تقديم كلّ الدعم من سورية للشعب الفلسطيني ومقاومته»، معتبراً أن «هذا اللقاء دليل على أن روح المقاومة في الأمة تتجدّد». وإذ أكّدت «حماس» «(أننا) طويْنا أحداث الماضي وأخطاءه وكلّ الأخطاء الفردية التي لم تُوافق عليها» الحركة، فقد أوضحت أن «قرارها استئناف العلاقة مع سورية العزيزة جاء بإجماع قيادتها، وعن قناعة بصوابية هذا المسار». وأعلنت، على لسان الحية، أنها «أعلمت الدول التي تقيم علاقات معها بقرارها العودة إلى دمشق، ولم تسمع اعتراضاً من أيّ دولة، بما في ذلك تركيا وقطر»، مستدركةً بأنها «اتّخذت قرار العودة إلى سورية بمفردها، ولم تستشِر أحداً، ولم تكن لتتراجع لو رفض أيّ طرف ذلك». وعن الفائدة من هذا التحوّل، جزم الحية أن «العلاقة مع سورية تعطي قوّة لمحور المقاومة ولكلّ المؤمنين بالمقاومة».
وضمّ الوفد الفصائلي الذي حطّ في دمشق، خليل الحية من حركة «حماس»، والأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد النخالة، وممثّلين عن «الجبهة الشعبية»، و«الجبهة الشعبية – القيادة العامة»، و«فتح الانتفاضة»، و«الصاعقة»، و«الجبهة الديموقراطية»، و«جبهة النضال الشعبي»، و«جبهة التحرير الفلسطينية». وأكدت هذه القوى جميعها، في بيانٍ بعد لقائها الأسد، أن «خيار المقاومة هو السبيل الأوحد لاستعادة الحقوق»، فيما نقل الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية – القيادة العامة»، طلال ناجي، عن الرئيس الأسد إعرابه عن قناعته بأن «لقاء اليوم سيكون فاتحة جديدة للعلاقات بين سورية والقوى الفلسطينية وقوى محور المقاومة».
وتحت عنوان: عهد جديد يبدأ: المقاومة مستفيداً أوّل، كتب علاء حلبي في الأخبار أيضاً، أنّ حركة «حماس» دشّنت مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق، بعد فترة قطيعة استمرّت أكثر من 10 سنوات على خلفيّة موقف الحركة من الأحداث في سورية. وجاء هذا التحوّل بعد تغييرات عديدة في هيكلية «حماس»، شهدت صعود عدد من الوجوه الجديدة. كما أتى إثر مداولات ووساطات عديدة لعب فيها «حزب الله» وأمينه العام دوراً بارزاً، وتأكّدت ثمارها قبل نحو شهر، عندما أعلنت الحركة، في بيان، رغبتها في إعادة العلاقات مع دمشق. وقوبل ذلك البيان، حينها، بردود فعل متفاوتة في الأوساط السورية، بين مرحّب بعودة هذه العلاقات، ورافض لها على خلفيّة الدور الذي لعبه بعض قادة «حماس» وأعضائها في الأزمة التي عصفت بالبلاد، قبل أن تحسم دمشق الجدل بترحيبها بـ«حماس»، كحركة مندمجة ضمن قوى «محور المقاومة»، بعيداً من امتداداتها الإقليمية «الإخوانية».
وركّزت رئاسة الجمهورية السورية، في بيانها، الأربعاء، على نتائج الحوار الفلسطيني – الفلسطيني في الجزائر، ونتائجه التي اعتبرها الرئيس بشار الأسد «مُهمّة لوحدة الفلسطينيين، التي تشكّل المنطلق في العمل لخدمة القضية الفلسطينية وأساس قوّته في مواجهة الاحتلال واستعادة الحقوق»، مجدّداً في الوقت ذاته التزام دمشق بموقفها ودورها حيال القضية الفلسطينية على الرغم من الحرب التي تتعرّض لها البلاد، مشدداً على أن «سورية التي يعرفها الجميع قبل الحرب وبعدها لن تتغيّر وستبقى داعماً للمقاومة».
من جهتها، أكدت «حماس»، في مؤتمر صحافي عقب اللقاء، «(أننا) اتفقنا مع الرئيس الأسد على طيّ صفحة الماضي»، لينفتح بذلك الباب أمام عودة تمثيل الحركة في دمشق وعودة جزء من نشاطها. لكن هذا الأمر يحتاج، وفق مصادر سوريّة مطّلعة، إلى مزيد من الوقت، في ظلّ التعقيدات التي كانت تشوب علاقات الطرفَين، وهو ما يبدو أن كليهما حرصا على محاولة تجاوزه عبر التشديد على استبعاد بعض الأطراف من مسار تطبيع هذه العلاقات، وحصْرها بما أُطلق عليه «الجناح المقاوم»، على رغم تأكيد رئيس وفد «حماس»، خليل الحية، «وحدة موقف الحركة، واتّخاذ قيادتها مجتمعةً قرار العودة إلى سورية». وأصدر الوفد الفلسطيني المشترك، والذي ضمّ ممثلين عن مختلف الفصائل، بدوره، بياناً مقتضباً تضمّن إشادة بالموقف السوري، وباللقاء الذي وُصف أكثر من مرّة بأنه كان «دافئاً». وذكر البيان أن الأسد شدّد على أن «وحدة الصف الفلسطيني هي الضمانة لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني»، وأكد «دعم سورية للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان، وأن المقاومة هي السبيل الأوحد لتحرير الأرض».
وحمل اجتماع الأربعاء الذي شاركت فيه «حماس»، إشارة جليّة إلى قبول سورية عودة الحركة ونشاطها إلى أراضيها، وانفتاحها عليها مرّة أخرى. وهو قبول يُستثنى منه بعض القادة «الحمساويين»، والذين حرص الحية، بوصْفه ممثّلاً للقيادة الحالية للحركة، مراراً، على التبرّؤ من «تحرّكاتهم الفردية»، فضلاً عن إظهاره الاحتفاء بالعودة إلى دمشق، التي مثّلت لـ«حماس» وغيرها من الفصائل، قبل اندلاع الحرب السورية، ساحة مثالية مدعومة على أعلى المستويات، لعملها.
بدوره، كتب محمود عبد اللطيف في صحيفة الأخبار أيضاً، أنه في وقت توصَف فيه خطوات دمشق تجاه عودة العلاقة مع حركة «حماس» بـ«البطيئة والحذرة»، يوضح الأمين العام لـ«جبهة النضال الشعبي الفلسطيني» وأمين سر «تحالف قوى المقاومة الفلسطينية»، خالد عبد المجيد، أن ما أظهره الرئيس الأسد، من «جدّية وترحيب» باستئناف هذه العلاقة، يؤكد أن «دمشق لا تمتلك تحفّظات، وأن طول مدّة الاتّصالات التي أفضت إلى خطوة الأمس لا يعني مطلقاً وجود تباطؤ». وإذ يعرب عبد المجيد عن اعتقاده بأن «التعجيل بالمصالحة الوطنية الفلسطينية سينعكس بشكل إيجابي حتماً على شكل العلاقة المتوقّعة بين دمشق وحماس»، فهو يبيّن أن هذه الأخيرة «ستكون على مستويَين: الأوّل من خلال تواصل مباشر بين المسؤولين السوريين والحركة، والثاني من خلال تحالف قوى المقاومة».
بدوره، لفت الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة»، طلال ناجي، في تصريح لصحيفة الأخبار، إلى أن «مناقشة العودة إلى دمشق بدأت منذ مدّة»، مشيراً إلى «دور كبير للشهيد قاسم سليماني في هذا المسار». وعن عدم حصول لقاء منفرد علنيّ بين الأسد وممثّلي «حماس»، يجيب ناجي، بأن «اللقاء بالشكل الذي جرى فيه أفضل للحركة، حتى لا يُفهَم اللقاء الثنائي على أنه نتيجة لعزلة حماس عن بقيّة الفصائل». ويؤكد أن مواقف الأسد «كانت واضحة لناحية عزم دمشق على دعم القضية الفلسطينية، والفعل المقاوِم ضدّ الكيان الإسرائيلي»، بجميع القائمين به، ومن ضمنهم «حماس». إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن مصادر سورية مطّلعة، قولها إن حركة «حماس» لا تجد بدّاً من «العودة الكاملة» إلى دمشق، في ظلّ تزايد عدد الأنظمة العربية المُطبِّعة، واتّجاه النظام التركي نحو تقارب أكبر مع إسرائيل، مضيفة أن قيادة الحركة «باتت تعي ضرورة أن تُبقي على دورها في محور المقاومة، وألّا تنجرف مع رغبات الدول التي تقيم علاقة معها، بما يخدم الكيان الإسرائيلي».
وعنونت الشرق الأوسط: «حماس» بعد لقاء «دافئ» مع الأسد: اتفقنا على طي صفحة الماضي. ولفتت إلى إعلان «حماس» أمس طي صفحة الخلاف مع النظام السوري، منهية بذلك قطيعة استمرت لأكثر من عشر سنوات. وجاء هذا الإعلان عقب لقاء وُصف بـ«الدافئ» لوفد من قيادة «حماس»، ضمن وفد فلسطيني موسع، مع الرئيس بشار الأسد. ولفتت الصحيفة إلى أنّ الرئاسة السورية أفادت بأن الرئيس الأسد استقبل وفداً من الفصائل الفلسطينية، وأكد أمامه أن سورية «لم تُغيّر من مواقفها الداعمة للمقاومة بأي شكل من الأشكال»، رغم الحرب الدائرة في البلاد منذ عام 2012. كما أشارت الشرق الأوسط إلى أنّ الإعلام السوري الرسمي عرض صوراً للأسد خلال استقباله الوفد الفلسطيني الذي ضم عضو المكتب السياسي لـ«حماس» خليل الحية.
وتحت عنوان: الأسد ينضم إلى قائمة مَن على حماس استرضاؤهم: قطر وإيران وتركيا، ذكرت صحيفة العرب أنّحركة حماس أضافت الرئيس الأسد إلى قائمة الذين تسعى لاسترضائهم، وهي قائمة موسعة تشمل إضافة إلى سورية كلا من إيران وقطر وتركيا، ما يجعل علاقاتها الخارجية مبنية على التناقضات وتعدد الولاءات والترضيات في حين أنها غير مهتمة باسترضاء الفلسطينيين من بقية الفصائل ولا بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
ونقلت العرب عن أوساط فلسطينية (لم تسمها الصحيفة) إن حماس، التي سعت لإعادة العلاقة مع الأسد، تريد توسيع دائرة الترضيات بشكل يبدو أكثر صعوبة بسبب تناقض الأجندات بين حلفائها، ما يدفعها إلى الإدلاء بالتصريحات التي تشيد بكل دولة على حدة، وهو أمر لا يمكن أن يستمر طويلا خاصة أن كل حليف من حلفائها يريد استثمار هذه العلاقة لصالحه وتوظيفها في أجنداته، كما أن الاستمرار على هذا النهج قد يقسّم الحركة إلى “حماسات” متعددة كل فصيل يرتبط بجهة خارجية.
وتريد حماس أن تحافظ على علاقات متينة مع قطر لأجل الحصول على الدعم وضمان استمرار المساعدات المقدمة إلى غزة، والتي بفضلها تحافظ على استقرار القطاع وتسيطر على السكان، إلى جانب أن الدوحة تفتح لهذه الحركة قنوات التنسيق مع إسرائيل ولو بشكل غير مباشر. كما أن لقطر وزنا ثقيلا داخل حماس ضَمِنَتْه لها علاقاتها المتينة مع قيادات بارزة مثل رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل، وهو ما يجعل من الصعوبة بمكان أن تتخلى حماس عن التعاون مع دولة تمتلك أسرارها وتمسك بملف التمويل؛
ولا تريد الحركة أيضا إغضاب تركيا التي تقود الإسلام السياسي الإخواني الذي تنتمي إليه حماس واقعيّا، حتى وإن نفت أنها جزء منه، وهي تراعيه في تحركاتها ومواقفها. وهذه ورقة تمتلكها تركيا للضغط على حماس مع وجود قيادة الاتحاد العام لعلماء المسلمين في إسطنبول، وهو واجهة علنية للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، ما جعل الحركة تختار كلماتها عند الحديث عن تركيا وتبرير تغيير مواقفها وسعيها الدؤوب للتطبيع مع إسرائيل؛
لكن ميل حماس هذه الأيام كان لصالح إيران في ظل سيطرة التيار الراديكالي في الحركة الذي يرى أن الدوحة وأنقرة لا تقدّمان إلى حماس الكثير، وأن تقوية العلاقة مع طهران تتيح للحركة تجنب المزايدات بين الفصائل وجمهورها بشأن توظيف حماس للمقاومة في خدمة أجندتها الخاصة لتأمين التقارب مع إسرائيل وضمان الاعتراف الإقليمي بها كشريك مفاوض على أنقاض سلطة فلسطينية مريضة.
وترى الأوساط السابقة أن حماس في مواقفها الإقليمية تحاول السير في حقل من التناقضات لتبدو قريبة من الجميع، مَنْ يدعم مسار المقاومة ومَن يميل إلى السلام، وهذا غير ممكن. وتلفت هذه الأوساط إلى أن المرونة التي تبديها الحركة إزاء الخارج تقابلها بالتشدد في الحوار الفلسطيني الداخلي، فهي غير مهتمة باسترضاء الفلسطينيين سواء كفصائل أو كمواطنين واقعين تحت سلطتها، وترفض التنسيق مع السلطة الفلسطينية وتتهمها بالكثير من التهم، في الوقت الذي تبحث فيه عن تعويضها كممثل خارجي للفلسطينيين سواء تعلق الأمر بالمفاوضات مع إسرائيل أو بالمباحثات مع الولايات المتحدة.
وبحسب صحيفة رأي اليوم، شكّلت زيارة وفد حماس الى سورية حدثا كبيرا بالشكل والمضمون. وقالت: تشكل هذه الزيارة بلا شك حدثا كبيرا سيكون له اصداؤه على المستوى العربي والإقليمي، وداخل الساحة الفلسطينية، وداخل اجنحة حركة الاخوان المسلمين وفي فضاء الحركات الإسلامية عموما. كما لها صداها لدى المعارضة السورية، والدول الحليفة لحركة حماس والمعادية لسورية، والنخب العربية المنقسمة حول النظرة لما جرى في المنطقة العربية على مدار عشر سنوات؛ وصف خليل الحية اللقاء مع الأسد بالتاريخي وبأنه يوم مجيد، يعني أن الحركة قطعت نهائيا الطريق على الأصوات المعترضة داخل ساحتها الإسلامية.
وتحدثت مصادر فلسطينية عن أن اللقاء بين الفصائل ومعهم ممثل حماس والرئيس الأسد كان ودياً للغاية، وأن الأسد رحب بخليل الحية وتبادل معه النقاش والحوار، وبالمقابل أعلن الحية أمام الأسد موقف قيادة حماس مجتمعة في تثمين والاعتزاز بمواقف سورية تجاه القضية الفلسطينية؛ فبرغم قطيعة السنوات العشر وافتراق الخيارات بين الحركة ودمشق إلا أن الطرفين كانا حليفين ويعرفان بعضهما جيدا ولسنوات طويلة أقامت فيها قيادة الحركة وعملت على الأراضي السورية.
وأضافت الصحيفة أنّ ثمة ملاحظات يمكن تسجيلها من خلال صور اللقاء، وشكل ومضمون المؤتمر الصحفي لممثل حماس، وتعاطي وسائل الاعلام مع الحدث؛ منها ترأس الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة لوفد الفصائل، حيث كان النخالة أول من استقبله الأسد، وجلس النخالة في الكرسي الموازي للرئيس الأسد بينما توزع قادة الفصائل في المقاعد الجانبية. وليس خافيا أن سورية باتت تولي حركة الجهاد وأمينها العام أهمية استثنائية، وأن مدى العلاقة بين الطرفين تطور بشكل كبير في الآونة الأخيرة. ومن خلال الصور المنشورة للقاء، ظهر الأسد ضاحكا وكذلك الحية، ما أوحى أن الأسد كان مرتاحا لحضور حماس، وأن الحية لم يكن متشنجا، وأن إمكانية طي صفحة الماضي متاحة وجدية..!!
طريقك الصحيح نحو الحقيقة