مناورات روسية سورية… رسائل من الميدان
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
اعلنت المصادر العسكرية الروسية عن انطلاق المناورات المشتركة مع الجيش السوري اعتباراً من الخامس من شهر تموز الحالي ولستة أيام متواصلة، بمشاركة مختلف صنوف الأسلحة وخاصة الطيران والدفاع الجوي وأجهزة الحرب الالكترونية.
وعلى الرغم من أن المناورات تعتبر اختباراً ميدانياً لمدى جهوزية القوات المسلحة وتجريها الجيوش بشكل دوري، إلا أن المناورات الحالية قد تحمل رسائل ودلالات أخرى، ولاسيما أن توقيتها أتى بعد تجاوز روسيا الاتحادية مشكلة تمرد فاغنر، والانتهاء منها دون اشتباكات مسلحة أوخسائر بشرية، وأسقطت المراهنات الغربية التي عولت كثيراً على ذلك التمرد في إضعاف العملية العسكرية في أوكرانيا، وفي تراجع الدور الروسي في دعم الدولة السورية في محاربة الإرهاب.
فالمناورات الحالية تؤكد الشراكة العسكرية الروسية السورية في محاربة الإرهاب، وكذلك إظهار القوة لوقف الاستفزازات الأمريكية التي تخرق الاتفاق الروسي الأمريكي الذي يمنع التصادم بين الطرفين على الأرض السورية.
لقد أعلنت القوات الروسية عن خروقات متزايدة للطيران الأمريكي المسير، فيما أشارت الاستخبارات الروسية إلى أن الأمريكان يدربون بعض المتطرفين لشن هجمات على القوات السورية والروسية، وربما لإرسالهم إلى أوكرانيا لقتال الجيش الروسي.
وبالتالي فإن المناورات الحالية ليست لاختبار جاهزية القوات وقدرتها على التعاون والتنسيق وليست لاختبار معدات قتالية جديدة، وإنما أيضاً لتوجيه رسالة إلى كل الأطراف التي تمارس العدوان على الشعب السوري، بأنه لايمكن الفصل بين القوات السورية والروسية في أي مواجهة قادمة..
وفي هذا الإطار قد تكون المناورة تحضيراً لعملية عسكرية واسعة في الشمال السوري تنهي وجود جبهة النصرة وتهديدها لقاعدة حميميم وريفي اللاذقية وحماة واستعادة طريق حلب اللاذقية، الذي يدخل في اتفاق خفض التصعيد الذي ضمنته تركيا ولم تنفذه حتى الآن.
ولعل الأهم من هذا وذاك هو الثقة الروسية بخبرات الجيش العربي السوري باستيعابه لميزات السلاح الروسي التي ترسخت عبر المواجهات مع أعداء الداخل والخارج.
ومع كل هذا يبقى السؤال الأهم هو هل ستختلف قواعد الاشتباك مع الاستفزازات الإسرائيلية، ولاسيما أن المواطن السوري ينتظر رداً حازماً على الاعتداءات الجوية الإسرائيلية ولم تعد عملية التصدي للصواريخ الإسرائيلية وإسقاط معظمها ترضي أحداً.
مع علم الجميع بأن قدرات سورية على رد مزلزل متوافرة، لكن قراراً من هذا النوع يحتاج ألى تنسيق المواقف مع الجيش الروسي ومع قوات الحلفاء.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة